رئيس التحرير
عصام كامل

فيها حاجة حلوة


بعيدًا عن أزمة الدول العربية مع قطر والتي أتمنى أن تنتهي سريعا حتى لا يدفع الشعب القطري الشقيق أخطاء حكامه، وبعيدا عن غضب المواطنين من الأسعار وبعيدا عن حملة الإزالات العشوائية التي لم تفرق بين الظالم والمظلوم، وبعيدا عن حالة اليأس والإحباط التي تغذيها وسائل إعلام معادية بعيدا عن كل ذلك، فهناك إنجازات كثيرة تتحقق ومسئولون يواصلون الليل بالنهار، وهناك الآلاف يعملون في صمت حتى تستمر الحياة وتظل مصر صامدة وقوية، وهناك شعب صابر ويتحمل حتى يعبر ببلده إلى بر الأمان..


في هذا المكان وقبل عشرة أشهر طالبت بتولي الدكتورة سحر نصر مسئولية الاستثمار، وقلت إنها سيدة نشيطة وتمتلك عقلية اقتصادية متفتحة، واقترحت بدمج الاستثمار مع التعاون الدولي أو إنشاء وزارة جديدة للاقتصاد تتولاها نصر، وبالفعل تم دمج التعاون والاستثمار وخلال 100 يوم تقريبا استطاعت تحقيق إنجازات قد لا يعلمها المواطن ولكن يلمسها جيدا رجال الاقتصاد والأعمال والمستثمرون، فقد صدر قانون الاستثمار بعد تعثر عامين وخرج بالشكل الذي يشجع الاستثمار ويحسن مناخه، وبالتوازي الوزارة انتهت من إعداد قوانين الشركات والإفلاس وسوق المال حتى تصلح البنية التشريعية للاستثمار، ولأنها تعلم أن القانون وحده لا يكفي تقوم وزيرة الاستثمار حاليًا بتقوية المؤسسات التي تتعامل مع المستثمرين من خلال ميكنتها ثم تزويدها بالعناصر البشرية المتميزة صاحبة العقول التي تقدر أهمية الاستثمار الذي يعتبر قضية حياة أو موت..

من يقوم بزيارة إلى مقر وزارة الاستثمار وفي أي وقت سوف يجد أن العمل يجري على مدى اليوم لسرعة الانتهاء من مركز خدمة المستثمرين، والذي يعتبر نقلة حضارية ومهمة، حيث يجمع كل الوزارات في مكان واحد حتى يستطيع المستثمر إنهاء كل إجراءاته في أقل وقت ومجهود، ولأن المركز مزود بكاميرات ومعظم الخدمات سوف تكون بالإنترنت وهناك فصل بين طالب الخدمة ومقدمها، فسوف يسهم ذلك بشكل كبير في القضاء على الفساد والروتين والبيروقراطية وهذا حلما كنا ننتظره..

وزارة الاستثمار وبالاشتراك مع الوزارات الأخرى والمحافظات وضعت خريطة استثمارية لمصر في إنجاز غير مسبوق تشمل الفرص الاستثمارية والأراضي المتاحة والمناطق التي تحتاجها، وسوف تقوم الوزارة بالترويج لها داخل وخارج مصر، ولأن سحر نصر تقول عن نفسها إنها متفائلة بطبعها ومقاتلة غير مستسلمة للإحباط فإنها تعمل حاليا على إنهاء مشكلات قدامى المستثمرين المتراكمة منذ سنوات أمام لجنة فض المنازعات، لأنها تعلم جيدا أن ذلك أفضل دعاية لتشجيع الاستثمار وجذب مستثمرين جدد، تلك جهود سوف يشعر بها المواطن قريبا وصور مضيئة كان يجب الإشارة إليها ليس فقط للإشادة بأصحابها ولكن لأننا نحتاج إلى جرعة أمل نقاوم بها اليأس، وأنا شخصيا أصعب شيء إلى نفسي هو الكتابة عن السلبيات رغم نبل هدفي في تناولها للقضاء عليها، ولكن لا يوجد أعظم من تناول الأمور الإيجابية التي تعطي للنفس طاقة تمنحها السعادة وحبًا للحياة في وطن نعشق ترابه، وليس لنا سواه.. واللهم احفظ مصر. 
egypt1967@yahoo.com
الجريدة الرسمية