رئيس التحرير
عصام كامل

8 طرق لأسرار التحنيط عند الفراعنة

فيتو

قال الدكتور حازم الكريتي، الباحث الأثري ومفتش آثار منطقة سقارة، إن التحنيط في مصر القديمة يعتبر سرًا من أسرار الفراعنة التي سوف يظل الإنسان يتلهف إلى معرفته لفترة طويلة وبالرغم من الدراسات الكثيرة التي أجريت على هذا العلم لم يستطع الإنسان في عصرنا الحالي التوصل بكل دقة إلى معرفة سر التحنيط وكل ما نعرفه عنه عبارة عن بعض الدراسات التي أجريت على المومياوات بالإضافة إلى ما كتب في البرديات القديمة وما قاله المؤرخ اليوناني هيرودوت عن هذا السر الأبدي مثله مثل سر بناء الأهرامات وتعامد الشمس على وجه الملك رمسيس الثاني وأشياء أخرى كثيرة.


وأكد الكريتي، لـ"فيتو"، أن التحنيط هو الحفاظ على الجسد وهو أقرب التعبيرات دقة لما يصنعه المحنط وينفذه على الجسد من معالجة طبية وهناك عدة كلمات قد أطلقت على هذه العملية المحيرة ومن أقدم هذه الكلمات هي الكلمة المصرية القديمة "وتي" وقد أراد المصريون القدماء بهذه الكلمة وصف مرحلة واحدة من خطوات التحنيط ألا وهي مرحلة التكفين وهي لف جسد المتوفي بلفائف الكتان.

حيث إن كلمة "وت" في قواميس اللغة المصرية القديمة تعني يكفن والكلمة الثانية وهي لاتينية الأصل تسمي Mummification والتي اشتقت من كلمة مومياء أو موميا وهي كلمة فارسية الأصل وتعني أسود اللون لأنهم في القرن الخامس قبل الميلاد لاحظوا أن الأجساد بعد تحنيطها تتحول إلى اللون الأسود، ومن الكلمات التي أطلقت على التحنيط أيضًا الكلمة الإغريقية Embalming والتي تعني إغراق الجسد في البلسم وهي مادة شاع استخدامها في العصر الإغريقي.

أما أشهر الكلمات عن التحنيط فهي الكلمة العربية التحنيط والتي اشتقت من كلمة الحنوط وهي مواد الحفظ التي كانت لها خاصية عطرية وقد استخدمها المحنط العربي في دهن النعش والجسد مثل العنبر والمسك والكافور ومن كلمة الحنوط جاءت الكلمة الشهيرة في عصرنا الحالي وهي الحانوطي "الحانوتي" وهو الشخص الذي يقوم بغسل الميت وتكفينه.

وأضاف الكريتي، أنه فكر المصري القديم في عصور ما قبل التاريخ لم يتجه إلى معرفة التحنيط لأنهم كانوا يعتقدون أن رمال الصحراء الجافة كانت كفيلة بتجفيف أجساد موتاهم ولكن عندما تطورت أفكارهم الدينية وتصوراتهم عن عالم الآخرة والبعث والخلود بدأوا في محاولاتهم للتوصل إلى حفظ أجساد موتاهم حتى توصلوا إلى معرفة عملية التحنيط وكان ذلك في عصر الأسرة الثالثة في الدولة القديمة واستمرت عادة التحنيط إلى ما بعد دخول المسيحية مصر.

وتابع الكريتي: كانت عملية التحنيط تتم على الضفة الغربية للنيل بالقرب من الجبانة وذلك داخل خيمة التحنيط والتي تعرف باسم خيمة المعبود أو "الوعبت" أو "البر- نفر" وكانت الجثة ترسل إلى الوعبت في اليوم الرابع بعد أن تكون قد جفت وبعد أن تجف تغسل بماء النيل لإزالة الأملاح الزائدة وكانت عملية التحنيط تستغرق نحو 70 يومًا وكان المشرف على التحنيط يرتدي قناع آله التحنيط الإله أنوبيس وهو قناع يتخذ شكل رأس ابن آوي وكانت عملية التحنيط تتم في ثلاث مراحل كما ذكر المؤرخ اليوناني هيرودوت وهي كالآتي:

الطريقة الأولى: كانت باهظة الثمن وتمارس على جثث الملوك وكبار رجال الدولة والأغنياء وكانت تتم على ثمانية مراحل:
۱- استخراج المخ من الرأس وذلك عن طريق فتحة الأنف إذ كانوا يدخلون فيه خطافا يخترق الجمجمة ويهرس المخ حتى يتحول إلى مادة سائلة تفرغ في النهاية من الطريق نفسه.

٢- شق البطن وذلك باستخدام شفرة ظرانية رقيقة حادة من خلال فتحة في الجانب الأيسر من البطن.

٣- المحنط: وهو يقوم بإدخال يده في فتحة البطن لاستخراج أحشاء المتوفي فيما عدا القلب على اعتبار أنه سيلعب دورا رئيسيًا أثناء محاكمة المتوفي وكانوا يتركون تجويف البطن والتجويف الصدري فارغين أو كانوا يحشونها بالكتان المشبع بالمواد العطرية أو بالصمغ أو القار.

٤- الأحشاء: تملأ الأمعاء بالمر والآيسون والبصل بعد غسلها في نبيذ النخيل والمواد العطرية ثم تلف بالضمادات وتحفظ في أوعية خاصة تسمي أواني الأحشاء أو الأواني الكانوبية.

٥- البطن: كانت تسد فتحة البطن بالشمع المذاب أو الصمغ كما كانت تسد بالمواد نفسها فتحات الأنف والعينين.

٦- التجفيف: وهي أهم خطوة لضمان صيانة الجسد حيث كانوا يستخدمون في ذلك ملح النطرون حيث كانوا يدفنون فيه الجسد للتخلص من الدهون والرطوبة العالقة به.

٧- التنظيف: وهي رفع الجسد من ملح النطرون وغسله بمحلول الملح أما الأصابع فكانوا يصبغونها بالحناء وأخيرًا تتم عملية التنظيف والغسل والتطهير والتضميد بشرائح كتانية مغموسة في الصمغ ومكان فتحة البطن يوضع فوقه لوحة سميكة من الذهب نقشت عليها عين [الأوجات] لأن خاصيتها شفاء الجروح ثم توضع التمائم.

٨- عملية اللف وهي العملية الأخيرة وفيها يلف الجسد المحنط كله بالكتان ويوضع فوقه قناع من الذهب الخالص إذا كان المحنط ملكًا مثل الملك توت عنخ آمون أما عامة الشعب فيضعوا قناعا مصنوعا من القماش وخليط المرمر المسحوق والجير وأخيرا تغطي المومياء بالحلي والعقود والقلائد والأساور والتمائم والخواتم وذلك بعد كتابة اسم المتوفي عليها والألقاب وبعض الفقرات الدينية من كتاب الموتي.

المرحلة الثانية: كان يستخدم فيها زيت خشب الأرز من بيبلوس بلبنان وكان يحقن بها الجسد ثم يعالج بالنطرون.

المرحلة الثالثة: وهي أرخصهم على الإطلاق وكانت تمارس على مسميات الفقراء وتتلخص في تنظيف الأحياء ثم تعالج بالنطرون.
الجريدة الرسمية