«لغز الخوازيق الهندسية في عقار الأزاريطة المائل».. إهمال دراسة نوع التربة وأبعاد العقار سبب الكارثة.. البرج لم يتم تنفيذه بطريقة علمية مناسبة.. وعقاريون: التصميم تجاهل ثقل المبنى والأسلوب ال

«الخوازيق الخرسانية» مصطلح هندسي شديد الأهمية يتداوله المهندسون الاستشاريون ومصممو الأبراج السكنية في المباني والعقارات الشاهقة الارتفاع، وجاءت كارثة برج الأزاريطة المائل، في الإسكندرية لتتسبب في جدل واسع بشأن مدى أهلية البرج المائل هندسيا، فيما أكد الخبراء العقاريون على وجود عيوب في البناء تؤكد أن إهمالا واضحا تسبب في الكارثة.

الخوازيق الخرسانية
أكد خالد عاطف المهندس الاستشاري، مؤسس دار تقييم الأملاك العقارية، أن السبب الحقيقي وراء ميل البرج السكني في منطقة الأزاريطة بالإسكندرية هو أن المبنى طبقا لمساحته كان لا بد أن يتم تصميمه على خوازيق خرسانية «تحميل شد» تشبه تصميم مئذنة المسجد وليس ضغط، مؤكدا أن محافظة الإسكندرية أكثر المحافظات التي تضم مبان وعقارات مخالفة تتخطى الـ150 ألف عقار تقريبا.

المسئولية الغائبة
وقال الخبير العقاري، في تصريح لـ"فيتو": إن المسئولية تقع على كل من المحافظ ومهندس الحي والتنظيم وإدارة التراخيص والمقاول الذي شارك في تنفيذ هذا المبنى وكذلك المشترين اعتدادا بأن المبنى مهمل وغير مرخص، مشيرا إلى أن العوامل التي أدت إلى انهيار مبنى منطقة الأزاريطة والتي تسببت في ميل عقار مجاور له أهمها، هي عدم الدراسة الجيدة لنوع التربة والتقييم الخاطئ الخاص بالعينات وعملية التأسيس وعدم انتظام أبعاد العقار واحتساب مركز الثقل للمبنى، وخوازيق الإسناد خاصة أن العقار في شارع فرعي.

استغلال الثورة
وألمح "عاطف" إلى أن أصحاب الأبراج السكنية استغلوا الظروف التي كانت تمر بها البلاد أثناء ثورة 25 يناير، وقاموا برفع وتعلية أدوار سكنية بشكل مخالف وبدون ترخيص، مما يؤدي إلى هدمها نتيجة الإهمال وعدم مطابقة المواصفات البنائية.

600 ألف عقار مخالف
وأضاف أن إجمالي عدد العقارات المخالفة على مستوى الجمهورية يتخطى الـ600 ألف عقار ما بين عقارات مخالفة لشروط تراخيص وأخرى مخالفة بالإنشاء، منوها بأن غالبية العقارات المخالفة يتم بناؤها بدون رخصة مع إنشاء طوابق إضافية مخالفة مما يتسبب في انهيارها ومقتل المواطنين.

التفتيش
وأكد الدكتور حسين جمعة، رئيس جمعية الحفاظ على الثروة العقارية، أن شبح العقارات المخالفة استشرى في المحافظات ومناطق القاهرة والدليل عدد العقارات التي تنهار كل يوم وآخرها عقار الإسكندرية.

وقال رئيس جمعية الحفاظ على الثروة العقارية لـ"فيتو": إن مواجهة شبح العقارات المخالفة، لن تتحقق إلا بتحرك جهات التفتيش في وزارة الإسكان والأحياء في المحافظات والإدارات الهندسية، مشيرا إلى أن انهيار العقار مسئولية مالكه والجهات التي تمنحه التراخيص والمواطنين الذين يدفعون أموالهم لشراء شقق به وبمثله.