رئيس التحرير
عصام كامل

تبًا لهم ولشيطانهم


تبا لهؤلاء الناس، تبا لهؤلاء القتلة الذين يقدمون لنا الشيطان الذي في قلوبهم، ويعرضون علينا الأمراض النفسية التي استولت عليهم، ثم يقولون بعد ذلك بفجاجة: «نحن ندافع عن الإسلام»! الأولى أن يقولوا: «نحن نسيء للإسلام، نهاجم الإسلام، نصد الناس عن الإيمان بالإسلام، ندفع الناس للخروج من الإسلام» لا أن يقولوا إنهم يدافعون عن الإسلام.


يقولون إن الله أمرهم بتكفير الناس، والله الذي أحبه مصير الناس كلهم بيده وحده، ولذلك لا علاقة لأحد بمصيرهم أو حُكم الله عليهم، هو فقط أمرنا بالدعوة إليه بالحكمة والموعظة الحسنة، وقال لرسوله «فذكر إنما أنت مذكر لست عليهم بمسيطر»، ثم قال لرسوله «يا أيها الرسول بلغ ما انزل إليك من ربك»، وقال له «وما على الرسول إلا البلاغ»، يقولون إن الله أمرهم بسب عقائد الناس، والله الذي أحببته قال لنا في قرآنه «ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم»، يقولون إن الله أمرهم بالشهادة والسيف في آن واحد فكتبتم عبارات الشهادة ووضعتم أسفلها سيفا، والله الذي أحبه وأعبده قال إن الشهادة يجب أن تكون حرة لا إكراه فيها «لا إكراه في الدين»، و«أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين»..

الله الذي أعبده يريد أن يذهب الناس إليه بإرادتهم، وهم يقولون إن اللهَ يريدُ أن يذهب الناسُ إليه رغما وكرها، يقولون إن الله قال إنه أنزل آيات الرحمة وقت أن كان المسلمون ضعفاء، ثم ألغاها بعد أن قويت شوكتهم فأمرهم بقتال العالمين حتى يسلموا، وكأن الله هو «مكيافيلي» صاحب الغاية تبرر الوسيلة، تعالى وتنزه عما يصفون.

الله الذي أحبه وأعبده هو الرحمن الرحيم، هو الذي وسعت رحمته كل شيء، الله الذي أحبه وأعبده قال إن من لم يعرفه فهو من الغافلين لا من الكافرين، فقد قال لنا في قرآنه للرسول صلى الله عليه وسلم «لتنذر قوما ما أنذر آباؤهم فهم غافلون» لا فهم كافرون، والغافل هو من لم تصله رسالة الله، أو لم تصله على الوجه الصحيح، وما كان الله الذي أعبده ليعذب من لم يعرفه، ولكن عاقبة السوء هي لمن عرفه فأنكره..

الله الذي أحببته جعل اسمه السلام، ويدعو إلى السلام، وهؤلاء يدعون إلى الكراهية، فيقولون إنهم يكرهون فلانا في الله! والله الذي أحببته لا يكره، ولم يقل في القرآن إنه يكره أحدا من خلقه، ولكنه قال إنه كره الأفعال لا الأشخاص بقوله «ولكن كره الله انبعاثهم فثبطهم»، وعندما أراد أن يعلن موقفه الإلهي من تصرفات بعض الناس فقال مثلا: «لا يحب المعتدين»، وقال «لا يحب الكافرين»، وقال «لا يحب الظالمين» وبذلك يكون قد نزَّه نفسه عن أن يقترن اسمه بكراهية أحد من خلقه.
الجريدة الرسمية