رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو.. «سيمفونية وطنية في مولد السيدة العذراء».. جبل الطير يسجل شهادة تاريخية باركتها رحلة العائلة المقدسة.. وحدة موثقة لنسيج مترابط ورسالة للعالم مفادها: «مصر آمنة».. وخادم ال

فيتو

في مشهد ترجم عرسا وطنيا مهيبا ينطق بحيوية وحدة وطنية، عزفت على أوتار تاريخ مصر المشرف توافد آلاف المسلمين والأقباط للمشاركة باحتفالات مولد السيدة العذراء بدير جبل الطير التابع لمركز سمالوط شمال محافظة المنيا، والذي توحدت خلاله كافة الأطياف، لمشاهدة بقعة من بقاع رحلة العائلة المقدسة بالأراضي المصرية بعروس الصعيد. 


تحدي الشائعات
على مدار سبعة أيام متواصلة توافد المحتفلون المصريون ووفود أجنبية لزيارة الكنيسة الأثرية الشاهدة على تاريخ رحلة العائلة المقدسة بمصر لتكون محط أنظار العالم، وذلك في تحد مصري قوى لأية شائعات أو تهديدات حاول مروجوها التأثير على الاحتفالات بعد أن أرسل زوار مولد السيدة العذراء بالمنيا رسالة عملية إلى العالم مفادها «أن مصر بلد الأمن».


شاهد على التاريخ
توحدت صفوف المشاركين باحتفالات مولد السيدة العذراء بدير جبل الطير ما بين مسلم وقبطي قطعوا آلاف الأميال وقدموا النذور بغية زيارة الكنيسة الأثرية الشاهدة على عبق تاريخ ورحلة العائلة المقدسة بمصر، وتوحد المحتفلون باندماج مشرف عبر نسيح وطني واحد لا يتمكن مشاهده من التفريق بين مسلم وقبطي. 


مولد الأرزقية
ورغم وفود العديد من الأسر من مختلف قرى ومراكز محافظة المنيا وعدد من وفود الدول العربية والأجنبية إلا أن لمولد واحتفالات السيدة العذراء طبيعة خاصة لدى "الأرزقية"، والذين اعتادوا كل عام التوجه إلى مولد السيدة العذراء بالمنيا من محافظات أسيوط، وسوهاج، والغربية، والإسكندرية.


قصة الأثر المقدس
ويقول الأنبا متي كامل خادم كنيسة السيدة العذراء بدير جبل الطير: «إن قصة الكنيسة الأثرية بدأت منذ هروب العائلة المقدسة إلى مصر وتوجهها إلى منطقة مصر القديمة ومنها إلى محافظة المنيا والتي تنقلت من خلالها بين 4 مناطق، هي: البهنسا ودير الجرنوس وأشنين النصارى بمغاغة وأخيرا منطقة جبل الطير آخر محطاتها بالمنيا قبيل الانتقال إلى محافظة أسيوط لاستكمال رحلة هروبها.


سر تسمية الجبل
وأضاف خادم كنيسة السيدة العذراء، أن جبل الطير سمي بهذا الاسم نسبة إلى طيور البوقيرس المهاجرة والتي كانت تأتى سنويا وتستقر على سفح الجبل وتنقر في صدع الجبل، وكان كل طائر يمسك بالجبل يرفرف بجناحه حتى الموت، وأثناء عبور العائلة المقدسة نهر النيل كادت صخرة أن تسقط عليها من أعلى الجبل فتوجست السيدة مريم خيفة على حياة الطفل يسوع الذي أشار بيده ورفع كفه لأعلى ناحية الصخرة ودون أن يلمسها طبع كفه عليها وظلت الصخرة موجودة حتى أخذها الرحالة أيام الاحتلال الإنجليزى لمصر، وبسبب ذلك يطلق أحيانًا على المنطقة دير الكف أو جبل الكف أو كنيسة الكف؛ وذلك تكريمًا لأثر كف المسيح التي طبعت على الصخرة".


الإمبراطورة هيلانة
وتابع:"جاءت الملكة هيلانة والدة الإمبراطور قسطنطين الأول إلى الجبل في عام 328 ميلادي وحينما علمت أن العائلة المقدسة زارت هذه المنطقة واختبأت في المغارة أمرت بنحت وتفريغ الصخرة المحيطة بالمغارة على نظام طقس الكنيسة الأرثوذكسية ثم أطلقت عليها اسم «كنيسة السيدة العذراء»، لافتًا إلى أنها عبارة عن صخرة واحدة تم تفريغها إلى أربعة حوائط صخرية وبالصحن 10 أعمدة صخرية وفى عام 1938 تم تجديد وبناء الطابق الثانى وبعدها الثالث".

واستكمل الأنبا متي كامل، أن دير جبل الطير يضم 5 مناطق أثرية في مقدمتها المغارة التي لجأت إليها العائلة المقدسة، وأقامت بها 3 أيام، ويليها المعمودية الأثرية وهي منحوتة في أحد أعمدة الكنيسة ويعود تاريخها للقرن الرابع الميلادي ولا يوجد مثيلها في جميع الكنائس، كما يوجد اللقان الآير وهو في صحن الكنيسة عبارة عن تجويف تستخدمه الكنيسة ثلاث مرات في السنة لقان عيد الغطاس وخميس العهد وعيد آبائنا الرسل.


صور التلاميذ
وأردف الأنباء: يلي ذلك حامل الأيقونات ويوجد في الكنيسة بقايا الحجاب الأثري الذي كان مكونا من حجاب من الصخر منحوت عليه صورة 12 تلميذا وبعض الرموز القبطية، وبسبب بساطة الناس كان يقوم البعض بأخذها على سبيل التبرك، وأثناء تجديد الكنيسة في عهد البابا ساويرس جمع بقايا الحجاب فوجد نحو 7 قطع من صور للتلاميذ المنحوتة على الصخرة وبعض الرموز القبطية، ووضعها في الباب الغربي للكنيسة، وقام بعمل الحجاب الخشبي الحالي، وفي الختام تتواجد أيقونة السيدة العذراء" وأيقونة القديسة دميانة والأربعين عذراء وأيقونة القديس العظيم مار جرجس.
الجريدة الرسمية