رئيس التحرير
عصام كامل

سنهور القبلية.. القرية الطيب أهلها (تقرير)

قرية سنهور القبلية
قرية سنهور القبلية

على مشارف الصعيد، اتخذت «سنهور القبلية» مستقرًا آمنًا على أرض الفيوم، آمن أبناء تلك القرية بربهم فشرح قلوبهم للخير على كل أشكاله وألوانه.. هنا استيقظت قلوب «السنهوريين» على عشق الخير ومبادرات بالجملة بعضها ينتشل الفقراء من مستنقعات الجوع والمرض والأخرى تعيد الحياة لشوارعها بحملات لا تتوقف للنظافة، وأخرى تدخل السرور في قلوب اليتامى.


البداية كانت مع تأسيس مجموعة من الشباب صفحة على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك حملت اسم «سنهور ثانية بثانية».. انضم إليها أبناء القرية، ليعرفوا كل ما هو جديد بشأن قريتهم، لم يفصح مؤسسوها عن هويتهم، لحاجة في نفسهم، تواصلت معهم «فيتو»، للوقوف على ما يقدمونه، خاصة بعد أن حصد أهل القرية ثمار نجاح مبادراتهم الخيرية.

قال أدمن الصفحة، في حديثه لـ«فيتو»: «في البداية كان اهتمامنا بأخبار القرية، ثم ألهمنا الله لعمل الخير، والاهتمام بحل مشكلات القرية من خلال الشباب بعيدا عن الروتين الحكومي الممل، ولم نكن نتوقع هذه الاستجابة السريعة من أبناء القرية».

وتابع: «نجحنا في عمل منظومة علاج مجاني لغير القادرين بالقرية، بعد التواصل مع 12 طبيبا للكشف المجاني للمحتاجين»، ولم يقفوا عند ذلك فقط، بل اتفقوا أيضا مع صيدليات ومعامل تحليل ومراكز أشعة، كل هذا بترحيب واسع من الأطباء والصيدليين، الذين لم يبخلوا على أهل قريتهم.

وتحت شعار «ملابسكم القديمة جديدة في أعينهم»، قاموا بجمع الملابس الزائدة عن حاجة الفرد، وتواصل معهم أصحاب محال الملابس للمساهمة في هذا العمل الخير من خلال ملابس جديدة لفقراء القرية، وتطوع الشباب بكيها وغسلها وتكييسها.

ولم تكن النظافة بمنأى عن هذه الأفعال، قام الشباب بعمل ندوات توعية من خلال الصفحة تحث على النظافة وعدم إلقاء القمامة في الشارع والدعوة ليوم نظافة يشارك فيه الشباب والفتيات بتنظيف المنطقة المحيطة به، بعد نجاحهم في توفير صناديق للقمامة.

ومع اقتراب شهر رمضان الكريم، ومن خلال التبرعات الأهلية جمعوا شنط رمضان، واستطاعوا توحيد أعمال الخير لتكون أكثر تنظيما، بعدما بادر مجموعة أخرى من الشباب بالقرية وأسسوا مجموعة على «فيس بوك» حملت اسم «جروب الخير».

وكما أنهم في الحزن مجتمعين متكاتفين في الفرح أيضا مجتمعين، استطاع مجموعة الشباب الخير الاتفاق مع صاحب قاعة أفراح لعمل أفراح بالقاعة لغير القادرين، بخصم 40 % ووافق على ذلك، كما اتفقوا أيضا مع كوافير وأتيليه بالمجان للعروسة غير القادرة.

وفي نهاية حديثه مع فيتو، طالب أدمن الصفحة، محافظ الفيوم، الدكتور جمال سامي، بتوفير مستشفى للقرية، معبرا عن استيائه من المركز الطبي الموجود بالقرية الذي يعمل دون أطباء، كما نقل المطلب الأهم للقرية المتمثل في تحويلها لمركز مستقل، خاصة وأن القرية يزيد عدد سكانها على 100 ألف نسمة.
الجريدة الرسمية