رئيس التحرير
عصام كامل

باحث أثري: المومياوات الفرعونية كانت تستخدم كوصفات علاجية في أوروبا

 المومياوات الفرعونية
المومياوات الفرعونية

قال الباحث الأثرى على أبو دشيش خبير الآثار المصرية، عضو اتحاد الأثريين المصريين، إن الحضارة المصرية القديمة برعت في كل العلوم خاصة الطب، مشيرا إلى أن التحنيط كان من أهم العلوم التي تميز بها الفراعنة عن غيرهم من العلوم الأخرى، وأدى ذلك إلى معرفة الأحشاء الداخلية للجسم من حيث الشكل والمادة وعلاقتها ببعضها البعض.


وأكد أبو دشيش، أن التحنيط هو السبب البارز في تقدم المصريين في علوم الطب كما حنط المصريين القدماء أيضا بعض الحيوانات لتقديسها ومما لا شك فيه أن المصريين القدماء كانوا على دراية بالأجزاء الداخلية للحيوانات قبيل تشريح جسم الإنسان عن طريق الذبح أو التحنيط، كما أطلقوا على القلب "إيب" وهو يمثل قلب ثور في الخط الهيروغليفي.

وأضاف أبو دشيش، أن الفراعنة عرفوا الطب معرفة جيدة وتخصصوا في أفرعه فمنهم من تخصص في أمراض النساء ومنهم من تخصص في أمراض العيون والقلب والأسنان والجراحة وطب الأطفال والطب البيطري وغيرها من التخصصات المختلفة.

وأوضح الباحث الأثري، أن كان للطب في مصر القديمة شأن عظيم كما كان لفنون الحكمة والكتابة المصرية وقال بليونوس أنهم مبتدعو فن الشفاء ومكتشفو خواص العقاقير.

وأشار أبو دشيش، إلى أن أطباء مصر القديمة وضعوا في علاجهم طرق وقوانين وعاقبوا بها كل من خالفها وكان للأطباء الدور البارز والمكانة المرموقة في مصر القديمة لأن الفراعنة اهتموا بصحة المواطنين وحافظوا عليها وكانوا يؤمنون بأن الوقاية خير من العلاج، وحظي الأطباء بأعلى الأماكن داخل الدولة والتقرب من الحكام وكان إيمحوتب إله الطب عندهم وكان حسي رع أول طبيب متخصص أسنان في التاريخ البشري وكان الأطباء يتقاضون أجورهم المادية من خزانة الدولة وتقاضى الأجور المادية من الدولة كما أنشأ الفراعنة أول جامعات العالم والتي كانوا يسمونها بيوت الحياة "بر عنخ".

وتابع أبو دشيش: أما إذا تعذر على الأطباء نوعا من الأمراض فكانوا يلجئون إلى العلاج النفسي فربما يكون العلاج النفسي ناجحا، وربما يكون مسكنا، وقد يكون فاشلا كما قد يكون ضارا، فلا شك أن المصريين القدماء أرسوا القواعد العلمية السليمة لممارسة مهنة الطب.

وأكد أبو دشيش، أن صيت مصر دام ذائع بعد حكم ملوكها القدماء، كما عمد أهل الغرب إلى المومياوات المصرية ملتمسين منها الشفاء. 

وكانت المومياوات تصدر إلى الخارج في تجارة رابحة وكانت تسحق وتباع في الصيدليات في القرون الوسطى إلى القرن الثامن عشر، فاعتقد الغرب إن قطران المومياوات هو الدواء الشافي لأمراضهم فقاموا بأخذها كوصفات علاجية لهم، وكان الاعتقاد قديما أن الطب الفرعوني أقرب إلى السحر من العلم كما كان يعتقد البعض أن الحضارة المصرية القديمة هي نتاج السحر وغيرها من الأقاويل التي لا تمت للواقع بأي صلة وليس لها أساس علمي صحيح.

واستطرد أبو دشيش: عندما استخرجت البرديات الطبية، فحصا دقيقا وترجمت، وأجريت علها الدراسات، اتضح أن النصوص الموجودة داخلها تحمل من العلوم والوصفات الطبية ما لم يصدقها العقل البشرى، فظهر أن الطب كان يمارس بنظام وعناية شديدة، واتضح أن الكثير من العقاقير المسجل في القراطيس كانت تستعمل كوصفة علاجية وتشخيص الأمراض المختلفة كما ذكر أيضا في بعض البرديات العمليات الجراحية وعمليات البتر وزراعة الأعضاء، وذكر فيها أن القلب مركزا للأوعية وأن هذه الأوعية منتشرة في سائر أجزاء الجسم وأن نبضها دليل عليها، ووصف فيها النبض وأطلقوا عليه "كلام القلب الداخلي".
الجريدة الرسمية