رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

«معهد يونس أمره».. ما أفسدته السياسة تصلحه ثقافات الشعوب

فيتو

لا يخفى على أحد ركود العلاقات الدبلوماسية بين مصر وتركيا، خصوصًا بعد وصف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لثورة ٣٠ يونيو بالانقلاب العسكري، إلى جانب دعمه للقيادات الإخوانية.


مواقف أردوغان العدائية لمصر وشعبها تسبب في اضطراب العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، لكن ثقافات الشعوب لا تعنيها مثل هذه الخلافات، فلن يلتفت أي مواطن من البلدين لهذه القطيعة، إن أراد حقًا التعرف على ثقافة البلد الآخر من خلال تعلم لغتها والتعرف على حضارتها وتاريخها، والإلمام بعادات وتقاليد شعوبها على اختلافها، وهنا يأتي دور المراكز الثقافية التي تحاول التغاضي عن الخلافات إعلاءً لقيم الثقافة والتنوع والاختلاف.

تاريخ المركز
أٌنشأ وقف يونس أمره الذي يتبع له معهد يونس أمره في عام ٢٠٠٧ بتركيا، ثم أٌنشأ المعهد في عام ٢٠٠٩، وهو مؤسسة عامة تهتم بنشر اللغة والثقافة التركية عبر العالم، وتتلقى ميزانية محدودة من الدولة ويرعها البنك الزراعي التركي، ويضم المعهد الرئيسي بتركيا العديد من المسئولين والأكاديميين الأتراك.

وكان معهد يونس أمره بالقاهرة من بين أول ٣ فروع خارجية للمعهد حول العالم، واٌفتتح رسميًا في مارس ٢٠١٠، وكان مقره بالعجوزة ثم انتقل مقر المعهد إلى الدقي في ٢٠١٣ وافتتحه رئيس الوزراء التركي آنذاك رجب طيب أردوغان، وأهدى المعهد رمزًا تذكاريًا.

تطوير أنشطة المعهد
أدار المعهد منذ ٢٠١٠ وحتى ٢٠١٥ سليمان سيزار، ثم تولى صلاح الدين شلبي منذ أغسطس ٢٠١٥ مهامه كمدير للمعهد، ويقول شلبي إنه منذ تولي منصبه بعد فترة من انعدام الأنشطة الثقافية في المعهد بسبب توتر العلاقات السياسية بين البلدين إلى جانب أن العاملين الأتراك بالمعهد انطووا على ذواتهم وهو ما نتج عنه تحجيم نشاطهم، مؤكدًا أن الحكومة المصرية لم تفرض أي ضغوط على المعهد، خصوصًا أن المركز يهتم بالأنشطة التعليمية والثقافية وبعيد كل البعد عن الأنشطة السياسية.

ويتابع شلبي قائلًا إنه عمد إلى تجاوز التوترات بين البلدين وإعادة الأنشطة الحقيقة في المعهد، حيث إنه يتطلع لتقريب وجهات النظر بين الفنانين العرب والأتراك، وذلك من خلال عقد لقاءات مشتركة بين الفنانين والأكاديميين في اسطنبول مع نظائرهم بالقاهرة، ويهدف من هذه الأنشطة إخراج أعمال مشتركة يمكنها تغيير الصورة النمطية المشوه عن العرب والإسلام.

كذلك يسعى المعهد من خلال عقد لقاءات للطلاب مع قيادات وشخصيات عامة ناجحة في مجالات مختلفة لمساعدة الطلاب على تكوين روئ مختلفة تفيدهم في توسيع آفاقهم وتشكيل فكرة صحيحة عن تركيا وثقافتها، كما سيقدم المعهد أسبوعًا للأطعمة التركية المختلفة لتعريف المصريين على المطبخ التركي.

وأعرب شلبي عن رغبته في تغير مقر المعهد الحالي إلى مكان أوسع، حتى يستطيع استيعاب عدد أكبر من الطلاب إلى جانب تطوير أنشطته ومن بينها المكتبة، كما سيحرص على تقديم ورش لترجمة الأعمال التركية إلى العربية كي لا يقتصر نشاط المعهد على دارسي اللغة التركية، ولكن قبل ذلك لا بد من ترسيخ مكانة المعهد في المجتمع المصري.

كما يسعى للتواصل مع نجوم الأتراك المشهورين بالعالم العربي لكنه يؤكد على أهمية الدعاية والإعلان لمثل هذه الفعاليات، لأن الأهم من الفعالية هو الإعلان والترويج لها وتحديد الأهداف المرجوة منها، حيث لا يريد تقديم فعاليات بلا جمهور.

التواصل مع الحكومة
وعبر شلبي عن حزنه من عدم القدرة على التواصل مع المؤسسات الحكومية، موضحًا أن عرض فيلم "أرطغول" بمركز الإبداع بالأوبرا جاء بمجهودات شخصية وبشكل غير مباشر من خلال التعاون مع مؤسسة اليابان، مشيرًا إلى أنه أمر يمكنه تفهمه لعدم وجود علاقات مباشرة بين البلدين في الفترة الراهنة.

وأوضح شلبي أنه يحاول التواصل مع المؤسسات الحكومية، وقد لمس في الفترة الأخيرة انطباعًا مبشرًا من البعض منها مثل وزارة الآثار أبدى موافقة لعمل كتالوج للآثار العثمانية في مصر، وكذلك دار الكتب والوثائق التي تضم الكثير من المخطوطات العثمانية.

وتابع شلبي مؤكدًا استعداد المعهد للتعاون مع أي مؤسسة حكومية أو خاصة لتعليم اللغة التركية غير المنتشرة في مصر، مشيرًا إلى أن المعهد يسعى للتعاون مع عدد من الجامعات المصرية وهو ما وجد صداه عند جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، حيث وقع المعهد مؤخرًا بروتوكول تعاون مع الجامعة ينص على التعاون في تعليم اللغة التركية وانتداب مدرسين أتراك لمصر وتبادل الكتب التعليمية وأهم جزء بالبروتوكول هو إرسال طلبة الجامعة في رحلات صيفية لتركيا، لممارسة اللغة والتعرف على الثقافة التركية على أرض الواقع.

وأوضح شلبي أن المعهد يحضر في الفترة المقبلة لثلاثة مشروعات كبرى ممثلة في عمل كتالوج بالصور عن الآثار العثمانية بمصر، حيث يوجد أكثر من ٢٠٠ أثر بالقاهرة مع وضع مقدمات أكاديمية تتضمن معلومات تاريخية عن الأثر والفنان المنتج لها، وقد بدأ العمل عليه بالتعاون مع متحف الفن الإسلامي، الذي قدم تسهيلات للتصوير وهم في انتظار موافقة من أنقرة، والمشروع الثاني هو تقديم سيمنار أو محاضرة عن "الأمانات المقدسة" الموجودة في قصر "طوب قابي" بمدينة اسطنبول - الذي كان مقرًا لإدارة شئون الدولة أثناء الحكم العثماني، واحتفظه فيه السلطان بالممتلكات المقدسة ومنها متعلقات للرسول (سيف، درع، جبة، خنجر) ونسخة قديمة من القرآن الكريم، ومتعلقات للصحابة، وقد عرض المتحف الإسلامي استضافة الندوة، والمشروع الأخير هو التعاون مع سينما خاصة مثل زاويا أو مسرح الفلكي لعرض أسبوع أفلام تركية.
Advertisements
الجريدة الرسمية