رئيس التحرير
عصام كامل

صدمة الزمر.. غفلة السياسة!


اختيار طارق الزمر رئيسا لحزب "البناء والتنمية" وهو هارب في قطر ومطلوب إلقاء القبض عليه لتورطه في عنف الإخوان يثير أكثر من سؤال مهم.. لماذا الإبقاء على هذا الحزب حتى الآن، رغم أن بعض قادته وكوادره انخرطوا في تحالف مع الإخوان وتورطوا في إثارة العنف؟


ولماذا السكوت من قبل الذين يعنيهم الأمر وفى المقدمة لجنة شئون الأحزاب على هذا الاختيار المثير الاستفزاز لطارق الزمر رئيسا للحزب الذي يعد الذراع السياسية للجماعة الإسلامية.. وأيضا ألا يدعونا ذلك لمراجعة أسلوبنا ومنهجنا في التعامل مع كل الأحزاب الدينية في مجتمعنا ابتداءً من حزب النور وحتى حزب البناء والتنمية مرورا بحزب أبو الفتوح؟

إن هناك كلاما كثيرا يتردد حول محاولات الأمن ترويض الجماعة الإسلامية وفض تحالفها المعلن مع جماعة الإخوان قبل وبعد 30 يونيو.. وهو كلام يثير الشجون بل يثير القلق لأنه يذكرنا بما كان يفعله الأمن مع جماعة الإخوان قبل 25 يناير خلال عهد مبارك، والذي اكتشفنا أنه لم يكن مجديا في تحجيم الجماعة أو احتواء الإخوان، بل أتاح لها التغلغل والتسلل إلى العديد من مؤسسات الدولة والانقضاض عليها.. فالأمن لا يغنى عن السياسة.. وليس من حسن السياسة، وحتى الأمن، الغفلة عن الخطر الواضح الذي يهددنا.. فهل حان الوقت لأن نفوق من غفلتنا؟!
الجريدة الرسمية