رئيس التحرير
عصام كامل

أحمد حسن الباقوري يكتب: لو أدرك الإرهاب غايته

الشيخ أحمد حسن الباقورى
الشيخ أحمد حسن الباقورى


في مجلة المصور عام 1954 كتب الشيخ أحمد حسن الباقورى مقالا عن الإرهاب بصفة عامة بعنوان ( آه لو أدرك الإرهاب غايته ) قال فيه:
لكل موقف من مواقف الجد رجل يسميه الناس "سيد الموقف"..رجل ينشد الناس فيه رأيا رشيدا وقولا سديدا.

إذا كان جمال عبد الناصر في هذه المحنة التي اجتازتها البلاد هو سيد الموقف من ناحية ثبات القلب وشجاعة التصرف، فإن الشاعر أحمد شوقى يمكن أن يكون سيد الموقف من ناحية التصوير لمثل هذا الموقف من مواقف المحن في شعره حين يقول: وفى الأرض شر مقاديره..لطيف السناء ورحماتها .
ونجى الكنانة من فتنة..كانت ستأكل الأخضر واليابس
وتشقى المذنب والبرئ.. وتصرخ بصوتها الاجش من كل مسمع
أن الذي يقرأ قصيدة الإرهاب ملخصة يدرك في يقين أن الحكم لو أدرك الإرهاب غايته ماكان ليستقر لطائفة في الأمة مهما كانت قوتها، ومهما كانت الوسائل التي تعتمد عليها في الداخل أو في الخارج.. وأنه ليس هناك إلا فرضان لا ثالث لهما:

الأول إما أن يحكم الإرهاب حكما سافرا باسم الإسلام، وإما أن تحكم حكومة تحت وصاية الإرهاب على نفس المنهج.

فإذا حكم الإرهاب فإن أمم الأرض سوف تتحاشى التعامل معه، وتنفر منه فتتعطل لذلك المصالح وتخرب الأسواق ويقع الناس في محاولة التحايل والهروب، وتسود نزاعات فردية يتحكم فيها كل إرهابى في مصير الشعب، وسيعلن الإرهاب مثلا تحريم ارتياد السينما ودور المسارح، أو تحريم خروج المرأة حاسرة الرأس.. ولا بأس من أن يصدر تشريعا يحرم على المرأة الخروج من بيتها.

وإذا تصورنا بخيال واسع قيام دولة في هذا العصر على هذا النحو وبمثل هذا الأسلوب فإن أوسع الناس خيالا لايستطيع تصور قيام هذه الدولة لأكثر من أسبوع أو حتى شهرا .

فسرعان مايجئ هجوم على يد إرهابى آخر أقل تطرفا من سابقه ولعله لايقدم من النصوص الإسلامية التي يختطفها من فم العلماء أو من الكتب من غير تحر أو تدقيق فينقض ما أبرم صاحبه بالأمس ويحمل الدولة على تشريعات جديدة.

وهكذا تجئ دولة وتذهب أخرى دون سبب وبغير مبرر إلا الإرهاب.
الجريدة الرسمية