رئيس التحرير
عصام كامل

صلاح جاهين يروي حكاية السلطان الغشيم الذي منع شم النسيم

الشاعر الفنان صلاح
الشاعر الفنان صلاح جاهين
18 حجم الخط

«يانايمة.. ياخم النوم.. ماتقومى تفرحى بشبابك اليوم.. شم النسيم.. فرش الكليم للمعازيم.. بفسيخ قديم وبصل على ثوم
قومى ياوردة يانعسانة.. ليه كمشانة.. وانتى كنت عطشانة.. النيل اهوه عوم.. قومى وطيرى ياعصفورة حطى بحوره

إن كنت بايتة مقهورة.. ده كوم وده كوم».

بهذه الكلمات احتفل الشاعر الفنان صلاح جاهين بشم النسيم عام 1967 وكتب في مجلة صباح الخير يقول:

من قبل شم النسيم بأيام وأخوكم العبد لله كاتب هذه السطور في جو شم النسيم اللى كان في بلادنا واعتدنا عيه من سنين وبالتحديد في عصر السلطان برقوق والحكاية في السلطان المذكور طلع في مخه أن يمنع أهل مصر من إحياء عيد شم النسيم.. العيد القديم الذي يشترك فيه الجميع من كل الاديان والملل، وبالفعل قرر عقوبة رادعة على كل من يضبط متلبسا بشم النسيم.

ساعد هذا القرار العبيط على زيادة السخط بين طوائف الشعب والعامة خاصة في القاهرة مما أدى إلى سهولة عملية إسقاط برقوق عن العرش بواسطة امير مملوكى آخر اسمه يلبغا.. الذي دخل البلاد واستولى على العرش ثلاث سنوات كاملة مارس فيها مظالمه المتعددة..

إلى أن قويت شوكة السلطان برقوق مرة أخرى فعاد مرة على إلى محاربة يلبغا وانتصر عليه واسترد منه كرسى السلطنة، وكان أول شيء فعله هو إلغاء فرمان منع شم النسيم والرجوع عن عدد آخر من المظالم التي أدت إلى حرمانه من الشعبية، وبالتالى إلى سهولة خلعه واغتصاب كرسيه.

عن هذه الفترة وهذه القصة كتب عبد الرحمن شوقى مسرحية ظريفة سماها ( الأراجوز ) وأخرجها كمال عيد ـ
والآن أقول:
ياملونين البيض في شم النسيم.. لون الحنين والبين وخمر النديم
ماتعرفوش سايق عليكو النبى.. تلونوا الأيام بلون النعيم...... عجبى
الجريدة الرسمية