رئيس التحرير
عصام كامل

إغلاق جامعة الدلتا!


ماذا ستفعل الحكومة إذا قرر المسئولون عن جامعة الدلتا إغلاقها، بعد وصولهم إلى طريق مسدود مع المسئولين في الدقهلية، تعالوا بنا نتخيل هذا السيناريو المتوقع حدوثه في أي لحظة، في الصباح الباكر وقبل حضور الطلاب والموظفين يقوم أصحاب الجامعة بإغلاق أبوابها بالضبة والمفتاح، هل لدى الحكومة بدائل أخرى؟ هل لديها أماكن خالية في جامعاتها لأكثر من 11 ألف طالب يدرسون الطب والهندسة والصيدلة والإدارة؟وهل لدى الحكومة فرص عمل مباشرة وغير مباشرة لـ5 آلاف اسرة (فرصة العمل تتكلف 250 ألف جنيه)؟


الإجابة قولا واحدا لا يوجد لدى الدولة فرص عمل وتعلم للطلاب وللعاملين في جامعة الدلتا، علما بأن أصحاب الجامعة لن يموتوا جوعا إذا أغلقوها، ولكنهم قد يموتون بالجلطة أو السكتة القلبية والدماغية أو السكر والضغط بسبب معاناتهم مع ممثلي الحكومة في الدقهلية..

هل ظروف البلد حاليا تتحمل اعتصامات وإضرابات لآلاف الطلاب والعمال لايعرفون مستقبلهم مثلما حدث من قبل مع جامعة النيل؟ لماذا تترك الحكومة الأزمات لتتقافم ثم تتدخل لحلها؟ ولماذا اصلا تصنع أزمات يمكن تجنبها؟ ولماذا لا تحترم قراراتها الصادرة من لجنة فض المنازعات والمجلس الأعلى للاستثمار؟ وكيف ستقنع المستثمرين الجدد بإقامة مشروعات جديدة وهي لا تستطيع حل المشكلات المتراكمة لمستثمرين القدمى؟

13 عاما وأصحاب الجامعة يناضلون مع الدولة من أجل شراء أرض الجامعة، وطوال فترة النضال لم يتوقفوا عن البناء والتعمير، حتى أقاموا مشروعا مفخرة، وهو الشمعة الوحيدة المضيئة في منطقة صحراء جرداء..

مشروع جامعة الدلتا شاهد على فشل المسئولين في الدقهلية، وبدلا من تشجيعهم يتعرضون للحقد والحسد والكراهية وتشويه السمعة، ومحاولات لتدمير مشروعهم، جامعة قيمتها المادية تتعدى المليارات والعلمية لا تقدر بثمن، ومقامة على أرض حق انتفاع ينظر في تجديده كل خمس سنوات شيء لا يحدث إلا في مصر فقط!

كل دول العالم حتى التي كانت متخلفة تمنح الأرض مجانا للمستثمرين الأجانب، فلن يحملوها على أكتافهم ويهربون بها خارج البلاد، وهناك إغراءات كبيرة للمصريين للحصول على الأراضي مجانا في دبي وقبرص والمغرب، وحتى السودان لاستثمار أموالهم، هناك لحل مشكلات البطالة، ونحن هنا "نطلع روح" المستثمر حتى يتراجع عن الاستثمار في بلدنا!!

متى يعلم المسئولون المصريون أن الاستثمار هو أهم سلاح في مواجهة الإرهاب؟

وبسبب تصرفاتهم في تدمير الاستثمار ومحاربة المستثمرين تزداد نسبة الفقر والبطالة بين الشباب واستقطابهم من الجماعات الإرهابية.

يجب أن تعي الحكومة جيدا أنه في ظل الظروف الحالية للبلد من حوادث إرهابية، وتطبيق حالة الطوارئ والمؤامرة الاقتصادية علينا لن يأتينا سائح أو مستثمر من الخارج، والأمل كله في المستثمرين المصريين الوطنيين، ولا مفر من تشجيعهم وحل مشكلاتهم وحملهم على الرءوس وإلا سوف يزداد الوضع الاقتصادي صعوبة ومعه يزداد الإرهاب.

قضية الاستثمار حياة أو موت والمستثمرون المصريون هم الحل.. ورئيس الجمهورية الذي أشفق عليه يبذل جهودا كبيرة لدعم الاستثمار، كذلك وزيرة الاستثمار التي تمتلك عقلية متفتحة وتعلم جيدا أهمية دور القطاع الخاص في التنمية، وتجوب العالم وتواصل الليل بالنهار من أجل تهيئة مناخ الاستثمار، وجذب مستثمرين جدد.. ولكن كل هذه الجهود تصطدم بالعقول العقيمة التي سوف تدمر الأخضر واليابس وهي أخطر على مصر من الإرهابيين..

لذلك يجب على الدولة سرعة إنهاء مشكلات المستثمرين وتنفيذ قرارات لجنة فض المنازعات الاستثمارية حتى تستقر الأوضاع القانونية أو فض اللجنة نفسها إذا كانت قراراتها لا يحترمها المحافظون.
 
Egypt1967@yahoo.com
الجريدة الرسمية