رئيس التحرير
عصام كامل

كيف تستفيد الدولة من ماسبيرو !؟


ماسبيرو يتعرض لهجمة شرسة حتى قبل الأزمة الأخيرة لحفل ليالي أضواء المدينة، وصلت إلى حد مطالبة البعض بهدمه وتسريح العاملين فيه لأنه -حسب وصفهم- فاشل وعبء على الدولة.. ماسبيرو ذلك المبنى العريق الذي تنطلق منه إذاعة وتليفزيون مصر جزء منها وعمالقته أسسوا القنوات الفضائية المصرية والعربية؛ ولأنه جزء من مصر فقد أصابه الضعف الذي طال معظم مؤسساتها وتراجع دورها حتى الهيئات الاقتصادية التي تتعدى الخمسين هيئة تحقق خسائر بالمليارات، رغم أن المفترض أن تحقق أرباحًا أو الأقل تنفق على نفسها ولا تكون عالة على الدولة، ماسبيرو لا تنقصه الكوادر والكفاءات والإمكانيات هو فقط يحتاج إلى إدارة جيدة مثل كل المؤسسات مع إعادة توظيفه وحسن استغلاله وليس هدمه والتفريط في كوادره وتدمير إمكانياته..


الدولة لن تستطيع المساس بالعاملين فيه ولا بحقوقهم المالية وماسبيرو أقل المؤسسات عبئًا عليها، فعدد موظفيه ليس كما قال وزير المالية أمام البرلمان 50 ألفا، بل 34 ألفا، في حين أن لدينا وزارات عدد موظفيها تجاوز نصف مليون معظمهم لا يعمل، عكس ماسبيرو فرغم معاناته فإنه يقدم خدمة إعلامية محترمة ما زال يثق فيها الملايين من المصريين، كما أنه خط الدفاع عن الدولة الوطنية المصرية، وأتصور أنه يستطيع خدمة البلد في ظل ظروفها الاقتصادية الصعبة..

لدينا على الأقل 1000 ساعة إرسال إذاعي وتليفزيوني تبث يوميًا من ماسبيرو وهي كثيرة جدًا، ولن يستطيع أحد السيطرة عليها سواء هيئة وطنية أو رئيس اتحاد أو حتى وزير إعلام، يجب إلغاء قنوات وإذاعات وبرامج وتخفيض ساعات الإرسال، ثم توجيه جزء كبير منها لخدمة الاقتصاد وحل مشكلات الصناعة والاستثمار، والتشجيع على ثقافة العمل الحر وشراء المنتجات المحلية بدلا من الاستيراد والاهتمام بالتعليم الفني والتكنولوجي باعتباره مستقبل التنمية، وهذا يتطلب تغيير نظرة المجتمع لطالب التعليم الفني، كما يمكن لماسبيرو القيام بتعبئة المجتمع نحو خدمة قضايا الاستثمار وتغيير نظرة المواطنين للمستثمرين..

لدينا أكثر من 200 منطقة استثمارية ومثلها صناعية ونحو 5000 مصنع مغلق أكاد أجزم أنه لم تفكر وسيلة إعلامية واحدة في المرور حتى من أمام المناطق الاستثمارية والصناعية أو المصانع المغلقة، كما أن لدينا صناعة وطنية محترمة تغزو الأسواق العالمية، ولكن إعلامنا يتحدث فقط عن منتجاتنا الرديئة، المساهمة في التنمية هي فرصة ماسبيرو للنهوض بتخصيص على الأقل نصف إرساله إلى خدمة الاقتصاد وعمل دعاية مجانية للمنتجات المصرية سواء كانت قطاعا عاما أو خاصا، وذلك من خلال التنسيق مع وزارات الصناعة والتجارة والاستثمار وقطاع الأعمال..

ليست هناك أدنى مشكلة في الإعلان المجاني عن هذه المنتجات بالاسم؛ لأن فوائده كثيرة على البلد في تشجيع الاستثمار والترويج للصناعة الوطنية وتوفير فرص العمل لشبابنا وتخفيض الاستيراد والأسعار وتوفير النقد الأجنبي وزيادة قيمة الجنيه، النظرة الضيقة للأمور هي التي أوصلتنا إلى ما نحن فيه، كل هيئة تسعى لمصلحتها فقط، ماسبيرو قد يستفيد بضعة ملايين من الإعلان مدفوع الأجر، ولكن البلد سوف يستفيد المليارات من الدعاية المجانية للمنتجات المصرية وخدمة قضايا الاستثمار، وهذا قرار أكبر من سلطة قياداته أنه قرار رئيس وزراء أو الرئيس نفسه ليصدر قرارا جمهوريا بتحويل ماسبيرو من هيئة اقتصادية إلى خدمية حتى يتحلل من الرقابة السابقة واللاحقة وتكون هناك حرية اتخاذ القرار، فالإعلام عمل إبداعي كيف يخضع لنفس القواعد المكبلة للحركة والتي تطبق على الوزارات الأخرى..

الفنانة إسعاد يونس في برنامجها على cbc أسهمت بشكل كبير في ترويج المنتجات المصرية والحرف اليدوية والأكلات الشعبية بل أنقذت شركة قها للمنتجات الغذائية من الانهيار، وهذا دور إذا قام به ماسبيرو مضمون أكثر من الشكل فسوف ينهض ويجذب المشاهدين والمستمعين وأيضًا المعلنين، وبالتالي يضرب ثلاثة عصافير بحجر واحد.. واللهم قد بلغت.
egypt1967@yahoo.com
الجريدة الرسمية