رئيس التحرير
عصام كامل

سد الموصل.. هل يوصل؟!


تمتاز أرض الرافدين بوجود نهري دجلة والفرات وما بينهما أرض خصبة تقدر بأربعين مليون فدان.. دولة غنية بالأرض الزراعية والمياه والنفط.. تم إنشاء سد الموصل على نهر الفرات عام ١٩٨٧ شمال مدينة الموصل وكان هناك بعض التحفظات على الموقع والإنشاء.. سعة السد ثمانية مليارات متر مكعب من المياه.. ينتج نحو ألف ميجاوات من الكهرباء.. يتحكم السد في المياه والطاقة شمال العراق وهو أكبر سد في الدولة وذات أهمية قصوى..


يقول الخبراء والمهندسون إن المياه خلف السد تتسرب أسفله مما يسبب خلخلة في الأساسات ويضعف من التوازن الهندسي، وهذا قد يؤدي إلى انهيار السد كلية، وكان يجب عمل اللازم لمنع مثل هذه المشكلة الهندسية بعمل تصميم آخر يناسب الموقع أو تغيير مكانه على النهر، في موقع آخر تكون فيه التربة أكثر مقاومة واستقرارا، وكذلك كان يجب تغيير التصميم بحيث يسمح بمانع للتسرب كما هو الحال في أغلب السدود في أنحاء المعمورة.

ونظرًا للظروف العدوانية على العراق والقصف الجوي على الموصل يقول الخبراء العالميون إن السد يلزمه صيانة مستمرة ومراقبة جسم السد عن قرب باستخدام أجهزة تكنولوجية حديثة مواءمة لرصد أية اهتزازات أو خلخلة لعمل اللازم من الأعمال الهندسية والعلمية لمنع انهيار جسم السد، والذي قد يؤدي إلى دمار الحرث والنسل في البلد الشقيق..

وفِي حالة انهيار السد والذي يقول الخبراء إنه في أي وقت قد يحدث، فإن أمواج المياه قد تصل إلى نحو ثلاثين مترا علوا تنساب بقوة تدميرية هائلة في نهر الفرات تغرق مدينة الموصل ذات المليون ونصف نسمة خلال ثلاث ساعات وتستمر لنحو مائة وخمسين كيلومترا لتصل بطاقة تدمير كبرى إلى بغداد ذات الستة ملايين من السكان بعد أن تنخفض موجات المياه إلى عشرة أمتار خلال أربعة أيام، ولا أحد يعلم كم من الضحايا سيسقطون جراء هذا الدمار، ونقول إن الدمار المتوقع لا قدر الله يعادل انفجار قنبلة ذرية صغيرة.

لهذا نقول يجب أن يقوم المسئولون بأخذ الأمر في منتهى الجدية واستدعاء العلماء والمهندسين والخبراء لدراسة المشكلة، كما يجب أن نقوم من جانبنا بمد يد المساعدة لبغداد، بلاد أحرار، بلاد أمجاد، ونأخذ هذا في الاعتبار في مشكلات سد النهضة والحمد لله رب العالمين.
الجريدة الرسمية