رئيس التحرير
عصام كامل

أهلا بعودة يوسف بطرس غالي


مع كل تعديل أو تغيير وزارى تتطلع الأنظار إلى أن يكون القادم أفضل ولكن لا يعرف أحد لماذا جاء فلان ورحل علان؟ فسبب الرحيل أو التكليف يبقى سرا عند صانع القرار.. وخلال التعديلات أو التغييرات الوزارية الكثيرة التي أعقبت 25 يناير كان هناك قصد واضح في الابتعاد عن تكليف كل من كان عضوا بارزا في النظام السابق لتجنب الهجوم والابتزاز السياسي وبعد 30 يونيو اختلفت الصورة تدريجيا في إسناد بعض المناصب لبعض الشخصيات ولكنها لم تكن تمثل ظاهرة العودة إلى الماضى..


ومع التعديل الوزارى الأخير اختلفت وجهة نظر النظام وكان من بين ما تم تكليفهم بحمل حقائب وزارية وزير التموين الدكتور على مصيلحى، آخر وزير تموين في عهد مبارك، الرجل يحظى بشعبية كبيرة بين البسطاء ومحدودى الدخل فعلى يديه زادت المخصصات التموينية وفى عهده تضاعفت مظلة التضامن الاجتماعى لتشمل من هم أكثر فقرًا.

خبرة الرجل وسمعته فرضت نفسها على الجميع لم نسمع أحدًا يقول إن هذا وزير مبارك ولم تصطف الجماهير مغلقة شارع قصر العينى أمام وزارة التموين تطالب برحيله.. ولم تعمل الكتائب الإلكترونية وتنشر صوره مع مبارك من أجل التشهير به على العكس تمامًا كان خبر تعيينه وزيرًا للتموين مفاجأة سارة لغالبية المصريين كما اختلفت نظرية النظام في الأسماء التي يستعين بها اختلفت وجهة نظر المواطن أيضًا في حكمه على المسئول فالكفاءة أصبحت هي المعيار الوحيد بعيدا عن تهمة الانتماء لنظام سابق أو أسبق هذا الأمر لم يعد ذات جدوى المهم النتيجة على أرض الواقع فقد "شبع "المواطن كلاما من المهندس شريف إسماعيل ووزرائه عن أنهار اللبن والعسل التي ستتدفق في الأراضي المصرية خلال الأيام القادمة..

ولكن حتى الآن لم تأت هذه الأيام ولم تتدفق أنهار اللبن والعسل ولا حتى المياه ومازالنا نعيش كابوس حكومة شريف إسماعيل التي تستهين بالمواطن في كل شيء وتعتبر مهمتها أسمى وأكبر من تلبية احتياجات المواطن الفقير ومواجهة ارتفاع الأسعار غير المسبوق فهى تعتبر نفسها حكومة المشروعات القومية والعاصمة الإدارية الجديدة وتدفق الاستثمارات.

حالة الحماس التي صاحبت عودة على مصيلحى من جانب المواطنين لم تكن من نصيبه وحده فقد بحث البعض عن اسم يوسف بطرس غالى، وزير المالية الأسبق، في التشكيل الجديد للحكومة، وتمنى البعض عودة المهندس رشيد محمد رشيد، وزير الصناعة الأسبـق مرة أخرى.

ومن المـؤكـد أن البحث عن أسمــاء ما قبـل 25 ينايــر لم يكن القصد منه العودة لنظام مبـارك مرة أخرى ولكن التعلق بمن يرون أنه قادر على مساعدتهم في تجاوز هذه الأزمة، وللأسف لم يجدوا هذا في حكومة شريف إسماعيل.. فأهلا بيوسف بطرس غالي ورفاقه إذا كان على أيديهم الخلاص من الأزمة الاقتصادية.
الجريدة الرسمية