رئيس التحرير
عصام كامل

زكي طليمات يكتب: أم كلثوم آنسة الفن

زكى طليمات وأم كلثوم
زكى طليمات وأم كلثوم

في مجلة الكواكب عام 1949 كتب المخرج المسرحي زكي طليمات مقالًا عن سيدة الغناء العربي أم كلثوم قال فيه:

إن أم كلثوم كامرأة لا تقل عن سابقتها طرافة وابتداعًا وجمالًا، وقد يثير ذكر الجمال في هذا المقام غمزات وابتسامات لدى الجنس اللطيف، ولهذا أبادر وأقول دفعًا لما قد اتهم به من محاباة في رسم هذه الصورة، ولتقرير حقيقة أظنها تغيب كثيرًا عن أذهان عشاق عيون البقر ومقدري الجمال بأرطال اللحم والشحم.


أقول اثنين لا يجتمعان طالب علم وطالب مال وعي مقولة حفظتها فيما حفظته أيام كنت في المدرسة لحفظ الأقوال المأثورة التي تدخل في باب العلم نور والصدق منج.. ولكني علمتني الأيام بعد ذلك في كتابها الخالد الخاص بالنساء أن شيئين لا يجتمعان في كيان امرأة واحدة.. أن تكون مسرفة في الجمال وأن تكون مسرفة في خفة الظل؛ لأن هاتين الصفتين إذا اجتمعتا في امرأة.. فقد أطلقت الفتنة جامحة عاتية يسوقها الشيطان لتصرع الرجال وتدمي القلوب وتخرب البيوت من غير حساب أن الطبيعة الحانية الرحيمة بالرجال خاصة قد تدبرت هذا، وأحسنت التدبير فجعلت من قوانينها في إخراج المرأة أنه عندما يغلب الجمال ويطغى خفة الدم وتهزل نغاشة الروح والعكس بالعكس وهذا ولا شك من باب التعويض وهو ناموس أزلي في الوجود.

وليس معنى هذا أن آنسة الفن ليست على جمال يستهوي الرجال لا شيء من هذا وليتها كانت هذا.. معنى هذا أن الطبيعة أن ضنت على أم كلثوم في عطائها من ناحية الجمال ومعالمه المتواضع عليها، وهو تواضع يتغير في كل حين مثل الأزياء.. فقد أسرفت الطبيعة في عطائها لها من ناحية الأنوثة والفتنة فهي في هذا وذاك أسرة فتاكة تتجاوز طاقة المرأة إلى مرتبة الأنثى.
الجريدة الرسمية