رئيس التحرير
عصام كامل

حكومة الشتاء وحكومة الصيف!


أصبح يقينًا دون أدنى شك إجراء تغيير وزاري مرتين كل عام في الصيف والشتاء على غرار أغنية العظيمة "فيروز" "حبيتك في الصيف حبيتك في الشتا" أو رحلتي الشتاء والصيف لتجار قريش ونشرة التنقلات والترقيات، التغيير الوزاري على الأبواب والوزراء كل منهم ينتظر مصيره، فهل يتم الإطاحة به في التغيير الحالي أم في النشرة الوزارية القادمة، ومدة بقاء الوزير في منصبه من ستة إلى عشرة أشهر وهذا قمة التهريج لأنه لو كان نبيا أو ملكا مرسلا من السماء فلن يستطيع إنجاز شيئا في دولة بلا رؤية ثابتة، فضلا عن أن الوزير مطلوب منه أن يفكر ويخطط وينفذ بعد أن يهدم إنجازات من قبله، ثم يبدأ من نقطة الصفر ويستعد للرحيل..


عدد وزراء مصر في الست سنوات الأخيرة يتجاوز عدد وزرائها في ستة آلاف سنة، في حين أن عشرة فقط تولوا تدريب المنتخب الألماني في 102 سنة ووضعوها في المركز الأول للتصنيف العالمي في كرة القدم، ستة أشهر لا تكفي لتشطيب شقة غرفتين وصالة فهل تكفي لتحقيق إنجاز في دولة كلها مشكلات؟

الوزير في مصر لا يعلم لماذا جاء؟ ولماذا رحل؟ حتى طريقة تشكيل الوزارة نفسها كأنها معركة حربية، أما قمة المهانة تكون للوزراء الراحلين لأنهم يعلمون خبر الإطاحة بهم من وسائل الإعلام أثناء مباشرة أعمالهم أو في جولاتهم الداخلية أو مهامهم الخارجية، ولا يتم إبلاغهم رسميًا بالخبر إلا بعد أداء الوزير الجديد لليمين أمام الرئيس، ولا يكون لديه وقت حتى لجمع متعلقاته الشخصية من مكتبه، حيث يفاجأ بالوزير الجديد يفتح عليه الباب..

والسؤال هنا لماذا لا يتم إبلاغ الراحلين قبل التعديل بأسبوع على الأقل وتكريمهم بشكل محترم لإرساء قيم الوفاء ويكون بمثابة تسليم وتسلم للملفات المهمة في حضور رئيس الجمهورية؟ ولماذا لا يكون هناك مهام محددة مطلوبة في مدة معينة من الشخص المرشح للمنصب الوزاري يتم إعلانها على الرأي العام، ثم كشف حساب حول ما تم إنجازه من هذه المهام قبل التعديل الوزاري ويكون هناك ثواب للمنجز بالاستمرار وعقاب للفاشل بالإقالة حتى يعلم المسئول أن المنصب تكليف وليس تشريفًا ونزهة..

مئات المقالات كتبتها وغيري حول ضرورة وجود رؤية عامة للدولة في كل المجالات يضعها خبراء، ثم يتم اختيار الأشخاص الأكفاء لتنفيذها، ويأتي الوزير الجديد للبدء من حيث انتهى إليه سابقه، أما استمرار الوضع كما هو عليه الآن وزير يأتي ليحصل على اللقب، ثم يرحل دون حساب وعقاب فلن نحقق أي إنجاز بل سوف تتدهور الأوضاع، ونحن لا نمتلك رفاهية الوقت والتجارب الفاشلة، بالله عليكم وبحق دماء الشهداء الذين يتساقطون يوميًا برصاص الإرهاب أحسنوا الاختيار بعد وضع الرؤية المتكاملة للدولة.. واللهم احفظ مصر. 
Egypt1967@yahoo.com
الجريدة الرسمية