رئيس التحرير
عصام كامل

البرلمان وتشويه عاصمة «مصر» الطبية!


نحن أكثر شعوب الأرض عشقا لبلده بالكلام والأغاني والشعارات، ولكن حينما تتعارض مصلحة الوطن مع مصلحتي الشخصية فليذهب الوطن كله إلى الجحيم، هذا هو التوصيف الحقيقي للأزمة الحالية بين نائبة برلمانية وجامعة المنصورة..


فالنائبة التي قضت أكثر من أربعين عامًا من عمرها بين جدار كلية طب المنصورة من طالبة حتى أستاذ ورئيس قسم، وكانت الجامعة صاحبة الفضل والسعد عليها وعلى أبنائها، حيث قامت بتعيينهم في مستشفياتها، النائبة تهيل التراب على كل ذلك لمجرد أن رئيس الجامعة لم يستجب إلى مطالبها غير المشروعة، رئيس الجامعة فاسد لأنه يرفض إعطاءها مبالغ مالية لا تستحقها، رئيس الجامعة فاسد لأنه رفض تعيين خطيبة ابنها في مستشفى الطلبة متخطيا المتفوقين من أبناء عامة الشعب، رئيس الجامعة فاسد لأنه رفض إعطاء شقيق خطيبة ابنها استثناء لا يستحقه، رئيس الجامعة فاسد لأنه رفض التستر على تزوير نجلها لشهادة مرضية لوالده (زوج النائبة) من أجل الحصول على إجازة داخلية لرعاية الأسرة ثم التحايل والسفر للعمل والدراسة في الولايات المتحدة الأمريكية..

الجامعة كلها أصبحت فاسدة وتعج بسرقة الأبحاث العلمية وفجأة مستشفياتها تعاني من الإهمال وسوء الخدمة وانتشار العدوى لأن رئيس الجامعة رفض إعطاء النائبة بضع جنيهات نظير أعمال لم تقم بها (العلاج بأجر وأعمال الامتحانات) مراكز ومستشفيات قلعة العلاج وعاصمة مصر الطبية فجأة أصبحت مقبرة للمواطنين بسبب عدم الاستجابة لطلبات النائبة التي قامت بالتشهير وإساءة سمعة الجامعة ومستشفياتها في الإعلام وتحت قبة البرلمان من أجل مطالب شخصية..

النائبة لم يشغل بالها أن مثل هذه التصرفات غير مسئولة تسئ إلى كليات الجامعة التي يتعلم فيها أربعة آلاف طالب من الدول العربية والآسيوية يدفعون 25 مليون دولار سنويا لخزينة الدولة الخاوية، وكذلك آلاف المرض العرب الذين يتلقون علاجهم في المراكز الطبية المتميزة، بالإضافة إلى مئات الباحثين والمتدربين من كل دول العالم، جامعة المنصورة والتي أفتخر أنني أحد خريجيها هي منارة علمية في منطقة الدلتا وسمعتها العالمية مشرفة لمصر (البحثية والطبية) ومستشفياتها تتحمل عبء العلاج المجاني لأكثر من 60 % من سكان الدلتا..

فهناك نحو أربعة ملايين مريض فقير يتلقون علاجهم سنويا في 12 مركزا طبيا داخل أسوارها وأكثر من ثلاثة آلاف زراعة كلى وخمسمائة زراعة كبد بنسبة نجاح عالمية ومعظمها مجاني أو بأقل من تكلفتها كل هذا يقوم فريق طبي متميز ورجال وطنيون مخلصون في صمت بدون ضجيج أو صخب إعلامي، وبدلا من أن يساعدهم البرلمان ويشد على أيديهم لمواصلة الإنجاز في وقت الوطن كله يتشوق إلى شمعة تضيء له الطريق المظلم، نجد أن البرلمان يتعاطف بالباطل مع نائبته التي تطلب ما لا تستحق ويصل الأمر بأن يقوم رئيس مجلس النواب نفسه وفي جلسة علنية بتهديد رئيس الجامعة المحترم بالفصل من منصبه إن لم يستجب للطلبات النائبة، أنا شخصيا لو مكان رئيس الجامعة أستقيل من منصبي حتى يرتاح علي عبد العال ونوابه.
egypt1967@yahoo.com
الجريدة الرسمية