رئيس التحرير
عصام كامل

إدمان السوشيال ميديا.. الخبراء: الاستخدام المفرط يؤدي للاكتئاب والتفكك الأسري والشلل النصفي.. ساعة واحدة كافية يوميا.. وديمقراطية المعرفة «أبرز الإيجابيات»


"السوشيال ميديا" أصبحت تلعب جزءًا كبيرًا في حياتنا، ونجحت في اختراق عالمنا شئنا أم أبينا، فكثيرًا منا أول ما يفعله عند الاستيقاظ هو تصفح الهاتف ومطالعة الجديد على مواقع "فيس بوك" و"تويتر" و"إنستجرام"، وأيضًا استخدام "الواتس آب "، فضلًا عن قضاء ساعات طويلة خلال اليوم أمام هذه المواقع.


وتستعرض «فيتو» في السطور التالية رأي الخبراء في متوسط الاستخدام الأمثل للسوشيال ميديا دون السماح لها بأن تسيطر على حياتنا وضياع أوقاتنا دون فائدة.

ساعة يوميًا
وقال الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي بالأكاديمية الطبية، إن استخدام مواقع السوشيال ميديا تحول في الفترة الأخيرة لدى عدد كبير من الأفراد إلى «إدمان»، لتصبح أضرارها أكثر من فوائدها.

وأضاف، أن معدل الاستخدام الأمثل لتلك المواقع هى ساعة يوميًا بمعدل نصف ساعة صباحًا ونصف ساعة في المساء لمطالعة الأحداث، وتابع:" للأسف استطاعت تلك المواقع أن تسيطر على حياتنا بشكل مَرضي، فنجد ربة المنزل تترك شئون منزلها لتقضي ساعات أمامها، والموظفون كذلك ينشغلون عن أعمالهم بها".

وأكد، أن هناك مهنًا تتطلب التعامل بشكل كبير مع "السوشيال ميديا"، كالصحفيين والمهتمين بالإعلانات وغيرهم، موضحًا أنها سلاح ذو حدين أيضًا فهى تفيد في التواصل بين الأقارب والأصدقاء حال تباعد المسافات، ولكن في نفس الوقت تقلل من صلة الرحم والزيارات المتبادلة بينهم.

إدمان الاستخدام
فيما أوضح، الدكتور عبد الحميد زيد، رئيس قسم الاجتماع بجامعة الفيوم، أن الاستخدام المبالغ فيه ينعكس بنتائج سلبية على حياة الأفراد والمجتمعات بشكل عام، مشيرًا إلى أن استخدامها يجب ألا يزيد عن ساعتين يوميًا.

وأكد «زيد»، في حديثه لـ«فيتو»، ضرورة التوعية بمخاطر تلك المواقع، في حالة الاستخدام المفرض، حيث تؤثر سلبًا على التحصيل العلمي، وعلى العلاقات الاجتماعية فضلًا عن التفكك الأسري، وزيادة الإحساس بالوحدة والاكتئاب وإدمان الجلوس أمام الإنترنت، وبالتالي يكون الفرد أكثر عرضة للعزلة الاجتماعية.

صور مغايرة للحقيقة
وقال الخبير التربوي الدكتور "كمال مغيث"، إن مواقع التواصل الاجتماعي تعتبر تطور فرض نفسه بقوة في الحياة والتواصل بين الناس، مشيرًا إلى أنه محمود في كثير من جوانبه، لأنه وفر الوقت والجهد والمال فضلًا عن إتاحته لما يسمى بـ"ديموقراطية المعرفة" من خلال السرعة في بث الأحداث الجارية وبثها أولًا بأول.

وأضاف «مغيث»، أنه على الرغم من منافع تلك المواقع إلا أن لها جوانب سلبية عدة، تتمثل أولًا في أن التعامل لفترة كبيرة مع الأجهزة مما يعرض الفرد لمشكلات صحية قد تصل وفقًا لبعض الدراسات إلى شلل نصفي.

وأكد أنه يؤدي إلى تزايد ظاهرة التفكك الأسري، فأصبحت الأسرة الواحدة تعيش كأنها في فندق، فكمية الحوارات أصبحت أقل بين الأفراد، وأصبح لكل منهم عالمه الافتراضي المستقل، فضلًا عن أن هذه المواقع ينتشر بها الكذب بها بشكل كبير، وتصدير صورة غير حقيقية ومغايرة للواقع حول الأشخاص والأشياء.

وطالب الخبير التربوي، بضرورة وضع ضوابط تحكم استخدامنا لتلك المواقع، فلا يجب السماح للأطفال تحت الـ8 سنوات أن يقتنوا تليفونات محمولة، والأطفال من 8-10 سنوات يمكن أن يقتنوا تليفونات ليست متصلة بالإنترنت، مشيرًا إلى أنه في سن 15 عامًا يمكن السماح للأطفال بالتعامل مع مواقع التواصل الاجتماعي، لكن يكون ذلك تحت إشراف الأهل حتى سن 18 عامًا.



الجريدة الرسمية