رئيس التحرير
عصام كامل

٣ سيناريوهات تحاصر الأوبرا في أزمة الحجز الإلكتروني.. السوق السوداء تسيطر على التذاكر.. الخوف من فراغ المسرح بسبب الاحتكار.. والغش في أرقام المقاعد «أخطرها»


ما تحمله دار الأوبرا المصرية من فنون، تجعل منها شراعًا ممتدًا في مقدمة المؤسسات التي تقدم الفنون الجادة برقي لجميع فئات الشعب المصري والعربي بشكل عام، وكانت من أولى المشكلات التي تواجه جمهور الأوبرا بشكل دائم، هو صعوبة الحصول على تذاكر لحضور الحفلات الكبيرة.


والتفتت الأوبرا لتلك الأزمة فوقعت بروتوكول تعاون يضمن لها تفعيل خاصية الحجز الإلكتروني عبر موقعها الرسمي على الإنترنت، لترفع عن كاهل جمهورها ساعات اليوم التي يقضونها في المحاربة على شباك التذاكر، ولكن رغم رفع المجهود المبذول إلا أن هناك عدة سيناريوهات لأزمات ستواجهها الأوبرا وإدارتها لطالما فعلت الحجز الإلكتروني.

السوق السوداء
وتتمثل الأزمة الأولى في السوق السوداء التي تنشط بشدة في الحفلات المهمة لكبار الفنانين الذين يحظون بشعبية وجمهور كبير، مثل حفلات عمر خيرت التي تقام شهريا بالأوبرا.

ويتيح الحجز الإلكتروني سهولة أكبر لمافيا السوق السوداء في حجز أكبر عدد من التذاكر، لبيعها بأضعاف سعرها الأصلي، وهو ما تم بالفعل في أول تطبيق للحجز الإلكتروني في حفل الفنانة أنغام، حيث نفدت التذاكر بعد ساعتين من طرحها بالموقع، ليتم طرح التذكرة فئة ٥٠٠ جنيه بـ ٧ آلاف جنيه في صفحات السوق السوداء بمواقع التواصل الاجتماعي.

وهذا الأمر حرم الجمهور محدود الدخل من حضور حفلات فنانيهم المفضلين، ولا سبيل لحله على الرغم من اشتراط الأوبرا عبر موقعها ألا يتعدى عدد التذاكر المحجوزة من الشخص الواحد أكثر من أربع تذاكر، إلا أن السوق السوداء تجد طريقها لابتكار حلول مختلفة للتحايل على الأمر عن طريق الحجز بأكثر من فيزا كارت لتحصل على أكبر عدد من التذاكر.

احتكار التذاكر
أما الأزمة الثانية فتتمثل في إمكانية فشل السوق السوداء في بيع جميع التذاكر التي تحصل عليها، فإذا كانت حفلة ما تشير إلى أن جميع تذاكرها نفدت.

ومن الآن فصاعدا لا يعني أن العدد الحضور في المسرح خلال الحفل سيكون كامل العدد، وهو ما يحدث بين الحين والآخر في حفلات مسرح مصر، فتكون الحفلة مباعة جميع تذاكرها إلا أنه مع لحظة صعود الفنان على المسرح يكتشف أنه ليس ممتلئًا على آخره، ما يصيب الفنان بالاكتئاب ويجعله نافرًا من تكرار التجربة والتعاقد مرة أخرى مع نفس الجهة.

غش البطاقات
فيما تشير المؤشرات العامة إلى بوادر أزمة ثالثة تتمثل في بطاقات التذاكر، ويؤكد جميع من حجزوا بالطريقة الإلكترونية أن التذكرة تصلهم عبر البريد الإلكتروني الخاص بهم، ومن ثم يقومون بطبعها للتمكن من دخول الحفل، ولا تحمل بطاقة التذكرة سوى رقم المقعد فقط.

ويمكن للشخص الواحد طبع التذكرة المرسلة إليه أكثر من مرة، ليقوم ببيعها هو الآخر، وعن موعد الحفل يدخل بالتذكرة نفسها أكثر من شخص لأن من يستقبل الجمهور على البوابة هو عامل الأمن الذي تتمثل مهمته في رؤية التذكرة والتفتيش فحسب، ولا يملك كشفًا ليعرف ما إذا كانت نفس التذكرة دخلت من قبل أم لا، وهو ما ستظهر أزمته عند دخول المسرح والتأهب للجلوس على المقاعد، لتجد أن أكثر من شخص يتشاجرون على نفس المقعد وكل منهم يحمل التذكرة نفسها ما سيضع الأوبرا في موقف غاية في الإحراج.
الجريدة الرسمية