رئيس التحرير
عصام كامل

الكاتدرائية 40 عامًا من الوحدة الوطنية.. عبد الناصر تبرع بنصف مليون جنيه لبنائها وحضر تدشينها..هيكل يتوسط لإنهاء تصاريح البنى.. 35 مكتبًا معماريًا ينافسون على التصميم.. من أعظم الكاتدرائيات فى التصميم

جانب من الاحداث بمحيط
جانب من الاحداث بمحيط الكاتدرائية

احتلت الكاتدرائية المرقسية بالعباسية بؤرة الأحداث اليوم الأحد عقب قيام مجهولين بمهاجمة جنازة ضحايا أحداث الخصوص، توالت الأحداث والاشتباكات فى محيطها إلى أن وصل الأمر إلى وقوع قتيل وعشرات المصابين.

تم بناء الكنيسة فى عهد البابا كيرلس السادس – البابا رقم 116-، حيث عقد الأقباط أمالا كبيرة عليه فى بناء كنيسة تكون مقرًا بابويًا، وحينما حان الوقت لبناء الكنيسة على أرض الأنبا رويس كانت الأرض تحت وضع يد بعض الأشخاص دون عقود لأكثر من أربعين عاما وكان من الصعب خروجها من تحت أيديهم ولكن بتدبير إلهى سلموا الأرض ومبانيها لبناء الكاتدرائية الجديدة عليها.
ولعب الكاتب محمد حسنين هيكل دور الوساطة بين البابا والرئيس جمال عبد الناصر حينما ذهب إلى الرئيس جمال عبد الناصر وفاتحه فى مشروع بناء كاتدرائية بالعباسية، ووقتها أبدى عبد الناصر تفهمه وقرر مساهمة الدولة بنصف مليون جنيه على أن يدفع نصفها نقدًا والنصف الآخر عينًا بواسطة مساهمة شركات القطاع العام فى بناء الكاتدرائية، وبعد ذلك قام البابا بزيارة الرئيس جمال عبد الناصر فى منزله لشكره على موافقته لبناء الكاتدرائية بالعباسية، وفى الثامن من مايو عام 1965 أعلن الرئيس تبرع الحكومة بمائة ألف جنيه لبناء الكاتدرائية.
وفى يوم السبت 24 يوليو1965م، دقت الأجراس فى الكنائس فى الساعة العاشرة والنصف صباحًا لتعلن وصول البابا كيرلس، ودقت الأجراس مرة أخرى لوصول الرئيس جمال عبد الناصر بعد أن دعاه البابا وأعضاء لجنة الاستقبال لوضع حجر الأساس.
وألقى الأنبا انطونيس خطاب قداسة البابا كيرلس ووجه كلمته للرئيس جمال عبد الناصر ثم ألقى الرئيس جمال عبد الناصر كلمته وبعدها قام البابا كيرلس بالصلاة شكرا وسط حضور غفير، دعا البابا كيرلس الرئيس عبد الناصر لوضع حجر الأساس فى بناء الكاتدرائية فى تعبير عن المحبة والمودها القائمة بين المسلمين والمسيحيين.
وبعد أن تم وضع حجر الأساس، أجريت مسابقة عالمية لاختيار المكتب الهندسى الذى سيقوم بعمل تصاميم مبانى الكنيسة والمقر البابوى ومبنى الخدمات والمؤتمرات والمتحف والمكتبة وسكن الآباء المطارنة واشترك فى هذه المسابقة خمسة وثلاثون مكتبًا معماريًا، كان الفائز فى هذه المسابقة مكتب المهندس عوض كامل وشقيقه المهندس سليم كامل والذى قام بإعداد التصميم الإنشائى الدكتور ميشيل باخوم ثم قام الدكتور على صبرى بفحص التربة لتحديد نوع الأساس وكانت الشركه المنفذة هى شركة النيل العامة للخرسانة المسلحة التى بدأت بحفر الأساس على مساحه اثنى عشر فدانا وفى شهر يونيه عام 1967 وعلى مدار عام لم تهدأ حركة العمل فى بناء الكاتدرائية.
وتعد الكاتدرائية الجديدة بالعباسية من أعظم الكاتدرائيات فى العالم فتصميمها فريد من نوعه فهو متخذ من الفن البازلكى والبيزنطى الذى يحقق شكل الصليب الذى تتوسطه القبة الكبيرة فيبلغ طولها 109 أمتار بدون المداخل التى يبلغ طولها 40 مترًا وعرضها 44مترًا والارتفاع 36 مترا اما ارتفاع القبة فيصل إلى 55  مترا والمنارة 65 مترًا .
وتتكون الكاتدرائية من دورين، الأرضى يشمل منزل القديس مرقس الرسول الذى وضع فيه رفات القديس مرقس الرسول بعد عودته من روما.
وفى صباح الثلاثاء 25 من يونيو عام 1968 قام البابا كيرلس السادس والرئيس جمال عبد الناصر والامبراطور هيلاسلاسى إمبراطور إثيوبيا بحضور رجال الدين مسلمين ومسيحيين ومن المساجد والكنائس وجميع الطوائف برفع الستار عن اللوحه التذكارية لافتتاح الكاتدرائية والتى كتب عليها بماء الذهب تاريخ الحدث، وفى نهاية القداس حمل البابا كيرلس السادس رفات القديس مارمرقص إلى حيث أودع فى مزاره الحالى تحت الهيكل الكبير فى شرقية الكاتدرائية.
وفى عهد البابا شنوده الثالث (117) الذى تمت إجراءات القرعة الهيكلية واختياره بطريركا يوم عيد الأنبا رويس 31 أكتوبر 1971م تم تشييد المنارة‏ وركبت فيها الأجراس وتم تشييد الحجرات والمكاتب حول المنارة وتم بناء المقر البابوى غرب الكاتدرائية المرقسية.
وأعدت تحت الكاتدرائية كنيستان إحداهما البحرية باسم السيدة العذراء والأنبا رويس، والأخرى القبلية باسم السيدة العذراء والأنبا بيشوى التى تم تدشينها يوم 22 أغسطس 1976م وتتوسط الكنيستين مدفنة بها مثوى جسد الأنبا صموئيل - الأسقف الشهيد - أسقف العلاقات العامة والخدمات الاجتماعية، إلى جانب جسد القديس أبينا ميخائيل إبراهيم
وفى مايو 1977 م تم الاحتفال بحضور رفات القديس أثناسيوس الرسولى وافتتاح قاعة القديس أثناسيوس الكبرى تحت الكاتدرائية تذكارا بمرور 1600 سنة على نياحة القديس.
وعلى مدار تاريخها تعيش الكاتدرائية جميع أحداث مصر بأفراحها وأحزانها وتجمع بين أروقتها المسيحى والمسلم جنبًا إلى جنب لتأكيد الوحدة الوطنية.

الجريدة الرسمية