رئيس التحرير
عصام كامل

أهل الحل والعقد الإسلامي والأمريكي


عندما استقلت الولايات المتحدة الأمريكية في عام ١٧٧٦، كانت الإمبراطورية الإسلامية الممثلة في الدولة العثمانية في مجدها، فكر أهل الحل والعقد في الدولة الوليدة في وضع دستور يضمن حرية الشعب الأمريكي الذي يتكون أغلب أفراده من رعاة البقر، الذين تعتمد حياتهم على القوة، والتي من وسائلها حمل السلاح واستعماله كلما لزم الأمر في الدفاع عن الحياة والمال والنفس..


وحيث إن الأمريكان عمومًا في ذلك الوقت كانوا لا يحبون المستعمرين الإنجليز، وكذلك كان هناك حب مفقود للفرنسيين فلم يتطرقوا للأخذ من قوانين تلك البلاد الأوروبية، ولكن نظروا إلى الدولة العثمانية باعتبارها أكبر وأقوى دولة في ذلك الزمان، وحيث إن الأمريكان لم يشاركوا في الحروب الصليبية العنصرية، فإنهم أخذوا من الشريعة الإسلامية السمحاء بعض المبادئ التي وجدوها مناسبة لهم.. مثلا أن المتهم بريء حتى تثبت إدانته.. وعندما فكروا في دولتهم اتفقوا على حرية الفرد أولا وأخيرا وهذه مبادئ إسلامية.. فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر.. وكذلك أخذوا مبدأ أهل الحل والعقد الذي طبقه المسلمون الأوائل ومبدأ البيعة.

أي أن أهل الحل والعقد اختاروا الرئيس الأول وتمت مبايعته على الطريقة الإسلامية.. لكن الأمريكان طوروا مبادئ أهل الحل والعقد إلى ما يسمى المجمع الانتخابي وهم سادة في التطوير والبحث العلمي، وبنوا الإمبراطورية التي أخذت موقع الإمبراطورية الإسلامية العثمانية، وأصبحوا سادة الدنيا لكنهم ضلوا الطريق..

ولقد اعتمد أهل الحل والعقد -المجمع الانتخابي- فوز ترامب رئيسًا للولايات المتحدة بداية من العشرين من يناير الحالي، ويجب أن نذكر أن ترامب «راعي بقر» عجوز، أما شفافيته فهي محل نظر.
الجريدة الرسمية