رئيس التحرير
عصام كامل

"يارب يكونوا اتعلموا فعلاً"


صحيح أن التصريح ليس منقولاً مباشرة عن المرشح الرئاسى السابق حمدين صباحى، ولكنى أعتقد أن المرشح الرئاسى السابق حمدين صباحى قاله فعلاً، وهو نفسه لم ينفه.. الخبر منشور على بوابة فيتو وفيه أكد حمدين خلال اجتماع تنظيمى مغلق بالإسكندرية أن التيارات المدنية تعلمت من الدرس، وأنه فى حالة التعجيل بانتخابات رئاسية مبكرة، فسوف يتم الدفع بمرشح رئاسى واحد.


دعنى أقول إن هذا خبر مفرح، وتصريح أتمنى من الله جل علاه، أن يكون تعبيراً، ليس عن رأى حمدين وحده، ولكن عموم التيارات المدنية.. وذلك ليس انحيازاً لحمدين ولكنه انحياز للفكرة، فمهما كان المرشح الذى ستتفق عليه القوى المعارضة، فسيكون حتماً أفضل مليون مرة من مرشح التنظيم السرى للإخوان.

ليس من باب "التقطيم"، ولكن الحقيقة أن هذا الإدراك أخذ وقتاً طويلاً، فقد بح صوتى وأصوات غيرى لكى يتوحدوا سواءً فى الانتخابات البرلمانية أو الرئاسية، ولكنهم لم يفعلوا، وأظن أن السبب هو أن تصورات كل مرشح عن نفسه كان مبالغاً فيها، فقد صنعوا شعبيتهم فى الغرف المغلقة، أو "بالكتير فى انتخابات مجلس الشعب"، ومن ثم تصور كل منهم أنه على أبواب القصر الرئاسى، وأن الاتفاق على مرشح قد يفقده الفرصة التى قد لا تتكرر مرة أخرى.

أظن أن السبب الثانى هو الذاتية والنرجسية، والتى لابد أن يعترفوا جميعهم بها، فكل واحد منهم رأى نفسه زعيماً أكبر وأهم من الآخرين، رغم أن هذا لم يتم اختباره على الأرض بشكل كاف.

السبب الثالث فى تقديرى هو الصراعات الأيديولوجية، بمعنى أن كلاً منهم قادم من خلفية أيديولوجية مختلفة، بل ونقضية للآخرين،
وكل واحد منهم كان يتصور أن أيديولوجيته هى القادرة على إنقاذ مصر..

 دعك من أن هذا صحيح أم لا، فالأهم أن البلد لا تحتاج إلى أيديولوجيا، أياً كانت خلفيتها، فى هذه المرحلة، ولكنها تحتاج إلى اتفاق على مجموعة من الأسس التى يتولى أى رئيس تنفيذها، هذه الأسس لا علاقة لها بخلفيته السياسية، ولكن لها علاقة ببناء الأسس الصلبة لدولة ديمقراطية حديثة، من هذه الأسس مثلاً استقلال القضاء ووضع دستور محترم يضمن لكل المصريين المساواة المطلقة فى الحقوق والوجبات، ومنها مثلاً الاستقلال المطلق للأجهزة الرقابية مثل الجهاز المركزى للمحاسبات، وطبعاً إعادة هيكلة الداخلية "بجد" وغيرها وغيرها.

هذه الأسس ليست لصالح تيار بعينه، ولكنها لصالح كل المصريين، وكل التيارات السياسية، وهى الوحيد لبناء دولة قوية.

فهل يتوحدون فعلاً كما قال حمدين؟..

أعتقد وأتمنى.. فقد ضيعوا البلد مرة، وليس هناك مبرر لأن يضيعوها للأبد.
الجريدة الرسمية