رئيس التحرير
عصام كامل

مرة أخرى.. سلم أمرك لله يا ريس!


للمرة الثالثة في الاحتفال بالمولد النبوي الشريف يجدد الرئيس الدعوة لتجديد وتصحيح الخطاب الديني، وفي كل مرة يوجه الرئيس دعوته للقائمين على الدعوة ويكرر تفسير ما يقصده بهذه الدعوة.. فهل يبعث الرئيس بالرسالة الصحيحة إلى العنوان الخطأ؟ 
منذ أكثر من عام ونصف وتحديدا في أبريل 2015 كتبت مقالا بعنوان ( سلم أمرك لله يا سيادة الرئيس) أعيد نشره كما هو لأنه لا جديد تحت الشمس..


(أقولها بكل وضوح وصراحة.. سلم أمرك لله.. أقولها للرئيس السيسي الذي قال بكل وضوح وصراحة وجرأة أيضا: مطلوب ثورة دينية.. قالها ورددها وأمر بها في أكثر من مناسبة -كأول رئيس مصري- دون خوف أو تردد لوجه الله والمسلمين والوطن.

في البداية.. أصحاب العقول المغلقة التي لا تري النور، ولا تريد أن تراه انتفضت وكأن ثعبانا ساما أو حية رقطاء لدغتهم لدغة الموت.. ياللهول.. يا دى المصيبة.. يا نهار أسود.. ثورة على الدين؟! وهل يحتاج الدين ثورة عليه؟ 
دارت ماكينة الهنك والرنك.. الرجل كفر.. الرجل يطالب بتغيير الدين.. الرجل دخل عش الدبابير ولن يخرج منه سالما.. الرجل يعتدي على ثوابت الدين ويريد هدمه!

وبينما هؤلاء يقولون ذلك هنا.. كان هناك في الغرب من فهم الرسالة واضحة، وهم لا يدينون بالدين الإسلامي.. فهموا رسالة الرئيس دون لبس أو تلبيس.. الرئيس يريد تصحيح الخطاب الديني.. يريد مواجهة الإرهاب بتصحيح المفاهيم المغلوطة.. بخطاب واضح.. وسطي.. ليس فيه تشدد.. الرئيس يدرك أن الغلو جاء من تفاسير موجودة في كتب التراث التي وضعها بشر يخطئ ويصيب، وجاء من أفعال في تاريخ المسلمين وليس من الإسلام.. الرجل يعرف أن الفرق بين الدين والتدين قد تلاشي، ولذلك وجب الوقوف للتصحيح.. الفرق بين الدين والتدين لو تعلمون عظيم وكبير!

الغرب فهم الرسالة ووصف الرئيس الذي أطلق الدعوة بالرئيس الشجاع الذي لا يخاف غير الله.. الغرب أشفق على السيسي من عواقب هذا الولوج المحفوف بالمخاطر.. فمن هذا الذي يجرؤ على القول بأن هناك حاجة إلى ثورة دينية!

دعوة تصحيح الخطاب الديني ذهبت كرها إلى المحكمة.. التصحيح يحتاج إلى حكم قضائي.. الدين لا يقيد حرية العقيدة (لكم دينكم ولي دين) صدق الله العظيم، (وذكر إنما أنت مذكر لست عليهم بمسيطر) صدق الله العظيم.. شيوخنا تركوا الرد للتصحيح وذهبوا إلى المحكمة، وعند الطرف الآخر خروج عن العرف والسياق والأدب في الخطاب (وجادلهم بالتي هي أحسن) صدق الله العظيم.. من يريدون تصحيح الخطاب الديني لا يدركون هذه الآيات لكنهم يقرأونها..

ياسيادة الرئيس لا تطلب من هؤلاء تصحيح الخطاب الديني لأنهم فهموا رسالتك خطأ وابحث عن غيرهم، وسلم أمرك لله فقد بلغت الرسالة.)

والآن وللمرة الثالثة.. يا سيادة الرئيس أنت تخاطب موظفين بدءا من وزير الأوقاف الذي يري التصحيح في عقد المؤتمرات والندوات وتوحيد خطبة الجمعة.. حتى أصغر داعية يري أن ما يقوله هو الصواب وهو العلم وما دون ذلك باطلا.. القضية تحتاج وقفة وليس طلبا.. تحتاج علماء مستنيرين يدركون خطورة الكلمة، وأهمية تنقية التراث الإسلامي الذي هو من وضع البشر واجتهاد بعض المتطرفين.. وحسنا طلبت تشكيل لجنة لا تقتصر على رجال الأزهر والأوقاف.. اللهم قد بلغت.
الجريدة الرسمية