رئيس التحرير
عصام كامل

ليلة رأس السنة في وزارة السياحة


في مثل هذا التوقيت من كل عام اكتب هذا المقال في هذا المكان لعل أحد يسمع ويستجيب، ثلاثة وزراء للسياحة خلال عامين تولوا المنصب، وهذا بالطبع انعكس سلبيا على أداء الوزارة خاصة في ظل عدم وجود رؤية وإستراتيجية ثابتة للسياحة لا ترتبط بشخص الوزير، وبالتالي كل من يتولى هذا المنصب يحاول أن يضع بصماته، هو ويصبغ الوزارة بفكره ويبدأ من نقطة الصفر أو من تحتها..


بلاشك أن السياحة المصرية في مأزق كبير ويزداد مع حوادث الإرهاب المتكررة وآخرها حادث الكنيسة البطرسية بجوار الكاتدرائية بالعباسية أمس، وبالتأكيد هذا الحادث الأليم سوف يكون له تأثيرا كبيرا على موسم السياحة الشتوية في الأقصر وأسوان وشرم والغردقة، ولكن هل تستسلم وزارة السياحة لذلك وتقول "بركة يا جامع"، أعتقد أنه يجب على المسئولين إعلان روح التحدي وأن يكون رأس السنة فرصة لكي نقول للعالم كله إننا بالأفعال، وليس بالكلام والأغاني والشعارات سوف ننتصر على الإرهاب..

مازالت أمامنا فرصة لإقامة احتفالا كبيرا ليلة رأس السنة عند الأهرامات أو برج القاهرة أو في معابد الأقصر وأسوان، حتى نجلس نحن كمصريين أمام شاشات الفضائيات نتابعه، بدلا من متابعتنا لاحتفالات ليلة رأس السنة في تايلاند، أو هونج كونج، أو من أمام برج خليفة في دبي، والذي يجمع حوله في هذه اللحظة أكثر من مليون ونصف المليون زائر وسائح يحجزون أماكنهم بآلاف الدولارات ومن أشهر سابقة، وعلى قدر سعادتنا لهذه الإمارة العربية الشقيقة وما وصلت إليه من نجاحات مذهلة في كل المجالات بفضل كفاءة من يدرونها رغم ندرة مواردها، على قدر سعادتنا بما حققوه على قدرنا حزنا من الحال الذي وصلنا إليه، فحتى اللحظة لم تفلح وزارة السياحة في حسم قضية الحج والعمرة وغيرها من القضايا المهمة التي تساهم في التنمية والجذب السياحي..

فمازال قطاع السياحة والمستثمرين في مصر يعانون أشد المعاناة ولا أعرف ماذا يفعل الملحقيين السياحيين في الخارج والذين يكلفون الدولة ملايين الدولارات في ظل ظروفها الصعبة الحالية، وسوف أنقل في السطور التالية رسالة وصلتني من الأستاذ مجدي وليم وهو أحد العاملين في مجال السياحة تعليقا على مقالي السابق في هذا المكان:

الأستاذ المحترم / أحمد إبراهيم
قرأت مقال سيادتكم في جريدة فيتو وعنوانه الجلوكوز بـ80 يا ريس" وقد أعجبنى أسلوبكم في دق ناقوس الخطر للمسئولين لعلهم يستيقظون من سباتهم العميق وأرجو منك أن تستمع إلى كلامى هذا بخصوص صناعة السياحة في مصر ونشر كلامى أن أمكن لعل أحد ينتبه لذلك فأنا أحد العاملين في مجال السياحة وقت أن كان هناك سياحة في البلد...

بمجرد نزول السائح إلى مصر يتم تصنيفه وهو يلتقط أمتعته من على السير سواء كان خليجيا أو أجنبيا ويتم تسليمه "تسليم أهالي" من قبل أمين الشرطة المعين داخل صالة الوصول إلى مندوب شركة السياحة ليقبض "تمنه" مقدما ده كده أول القصيدة بعد ذلك يتم تسكينه في الفندق، ولك أن تتخيل كم الاستغلال الموجود بدءًا من سائق التاكسى مرورا بحامل الحقائب في الفندق الذي إن لم يأخد بقشيش يلقى الشنط على الأرض بطريقة غاية في الإهانة للسائح..

بعد ذلك يتم دفع السائح دفعا للشراء من بازارات معينة في منطقة الهرم والحسين وسقارة، وذلك طبعا بالاتفاق بين مندوب شركة السياحة التي استقدمت الأجنبي وصاحب البازار، وهى عملية نصب رسمى لأن الأسعار تكون مضروبة في 3 أضعاف على أقل تقدير يتم بعد ذلك اقتسام الغنائم بين الشركاء..

فضلا عن سيطرة البلطجية على أماكن أثرية بعينها مثل منطقة الهرم، لك أن تتخيل كم من البيوت تعانى أشد المعاناة بسبب توقف السياحة، بل أعرف أشخاصا تركوا البلد وهاجروا بلا رجعة بسبب تلك الأزمة التي يبدو أنها سوف تستمر طويلا.. نحن شعب لانعرف شيئا عن كلمة اسمها معاملة "زائر"..

والمنطق السائد هو (تقليب السائح بأي طريقة) حدثنى أحد أصدقائى من إنجلترا وهو يقيم في هونج كونج أن تلك البلدة الواقعة على بحر الصين الجنوبى يزورها 25 مليون سائح في السنة بالمناسبة، هونج كونج مساحتها لا تتجاوز 1000 كيلو متر مربع وهى سابع أقوى اقتصاد في العالم.. شكرا

انتهت رسالة الأستاذ مجدى وليم وأقول ختاما، السياحة مثل غيرها لا تحتاج إلى موظفين بل إلى مبدعين يديرونها وهي ليست مسئولية وزارة السياحة فقط، بل يجب أن يخدم عليها الإعلام والتعليم والفن والثقافة والأسرة بنشر الوعي السياحي لدى المواطنين، بالإضافة إلى الأمن طبعا لأنها بالفعل خير لنا ولأولادنا ولبلدنا واللهم احفظ مصر .
Egypt1967@yahoo.com
الجريدة الرسمية