رئيس التحرير
عصام كامل

عن «لقاء» السيسي وسلمان المؤجل


هل كان سيلتقي الزعيمان اليوم؟.. المؤكد ووفقا للمعلومات والمشاهدات أن جهودا كبيرة تبذلها الإمارات لإنهاء حالة الفتور في العلاقات الحالية بين مصر والسعودية، وهي الجهود التي بدأت قبل أسابيع وعقب تفجر الخلاف في مجلس الأمن حول سوريا.. واستمرت حتى زيارة الشيخ محمد بن زايد قبل أسبوعين للقاهرة ثم ذهابه بعدها إلى السعودية.. كما أن الملاحظ أيضا أن عودة الرئيس السيسي لمصر تأجلت لليوم وليس أمس كما أن الملاحظات تتوالى حتى كتابة هذه السطور في الساعات الأولى من اليوم السبت، ومنها أنه لم يعلن عن لقاء بين مصر والسعودية ربما لعدم التأكد من إتمامه إذ لا معنى لعدم الإعلان عنه، إلا إن كان مخططا له أن يتم بشكل عابر أو يتم باشتراطات شكلية معينة!


على كل حال.. فالرئيس السيسي لا يقف أمام أي إجراء من شأنه توحيد الصف العربي خصوصا أن الخلاف مع السعودية أصلا تم بسبب إصرار مصر على "ترميم" الأمن القومي العربي بدعم الحكومات والدول التي تحارب الإرهاب والتي تتعرض إلى أعمال عنف بل ومؤامرات مكتملة الأركان تهددها بالانقسام والتقسيم كما في حالات العراق وسوريا وليبيا ولا تتعامل في هذه الدول إلا مع حكوماتها الشرعية لتتناغم مع مبادئها المستقرة في السياسة الخارجية من "عدم التدخل في شئون الدول الأخرى" !

الأمنيات بالقطع كانت أن يتم اللقاء ولكن المؤكد أنه سيتم في وقت ما دون أي تنازلات أو تراجعات مصرية تذكر.. ليس لأن مصر سددت بالفعل ثمن مواقفها المبدئية بوقف بترول "أرامكو" وغيره ولكن لأن الموقف المصري ينطلق برؤية "الارتباط الوثيق" بين الأمن المصري وبين الأمن القومي العربي وعدم قدرة مصر على المساهمة -بأي شكل ولا بأي درجة- في تدمير وتقسيم دولة عربية شقيقة ولا القدرة على تحمل تداعيات ذلك على أمن مصر.

بقاء السيسي يوما إضافيا يؤكد صفاء نيته وتقديره الكبير للإمارات وقياداتها بل وللسعودية أيضا وللملك سلمان نفسه.. رغم أن السعودية ولمدة أسبوع قادم حددت جدول أعمال العاهل السعودي وزياراته ومقابلاته بما فيها زيارته خلال أيام لقطر ونبقي في انتظار ما سيجري..!
الجريدة الرسمية