رئيس التحرير
عصام كامل

محمود حسن إسماعيل شاعر «الكوخ».. «بروفايل»


تكريما لمسيرة حافلة من الأعمال الشعرية الكبيرة التي عاشت في وجدان محبيه حتى بعد رحيله، يهدى ملتقي الشعر دورته الرابعة لروح الشاعر الراحل محمود حسن إسماعيل المقامة في الفترة من 27 وحتى 30 نوفمبر الجاري، والمنعقد بالمسرح الصغير بدار الأوبرا المصرية، تعبيرا عن هذا العطاء الجارف كأحد أهم الشعراء المصريين.


فتميز إسماعيل بلون شعري خاص به، وقد أثارت أشعاره جدلا واسعا بين مؤيد ومعارض، فأشاد به بعض النقّاد باعتباره شعرًا ذا أبعاد عميقة، وهاجمه آخرون باعتباره شعرًا غامضًا بعيدًا عن أرض الواقع، يجسد أخيلة مغرقة في الرمزية، حتى أصبح شعره موضوعًا لعدة رسائل جامعية باعتباره لونًا فريدًا في الشعر العربي المعاصر لواحد من أبرز شعراء التجديد.

في هذا التقرير تصحبكم "فيتو" في رحلة تجوب فيها بين ثنايا وجنبات حياة محمود حسن إسماعيل المتفردة.

«مولده وأعماله الأدبية»

ولد إسماعيل بقرية النخيلة بمحافظة أسيوط في 2 يوليو1910، ثم التحق بكلية دار العلوم جامعة القاهرة وتخرّج فيها عام 1936 حيث حصل على ليسانس العلوم العليا، وأصدر أول ديوان له وهو طالب سنة 1935 بعنوان "أغانى الكوخ"، تابع إسماعيل مشواره الشعرى بعد تخرجه، حيث أصدر أكثر من 10 دواوين نذكر منها:"هكذا أغني" 1937 و"أين المفر" 1947، "قاب قوسين" 1964، "التائهون" 1967، وآخرها "رياح المغيب" 1993.


كما أصدر كتاب «الشعر في المعركة » بجزئيه الأول عام 1957، والجزء الثاني عام 1967، وله أيضا عدد من الدراسات الأدبية والمقالات والقصائد التي نشرت في الدوريات العربية مثل: السياسة الأسبوعية، أبوللو، النهضة الفكرية، الأقلام العراقية، البيان الكويتية، الرسالة الجديدة، الأدباء العرب، الوعي الإسلامي الكويتية، المسلمون، الأديب اللبنانية، مجلة المجلة، مجلة الشعر- مع الإشراف على تحريرها، وفي الصحف مثل: الأهرام، البلاغ، المصري، الدستور، الأخبار، الجمهورية.


«أغنياته»

كما تغنى بشعره كبار المطربين، من أمثال "محمد عبد الوهاب" الذي غنى له «النهر الخالد»، «ودعاء الشرق»، وغنت المطربة نجاح سلام أنشودة «يد الله» و"بغداد يا قلعة الأسود" التي غنتها أم كلثوم، و"نداء الماضي" التي غناها عبد الحليم حافظ، و"الصباح الجديد" التي غنتها فيروز.

«مناصب تقلدها»

عمل "إسماعيل" محررا ومساعدا للدكتور طه حسين بالمجمع اللغوي المصري، ثم مستشار ثقافي بالإذاعة المصرية، وتقلد منصب مدير عام البرامج الثقافية والدينية ورئيس لجنة النصوص بالإذاعة المصرية، إضافة إلى إنشاء محطة القرآن الكريم وجمع تسجيلات الشيخ محمد رفعت وحفظها، وتولي منصب مستشار بلجنة المناهج بوزارة التربية بالكويت.


«جوائزه ومشاركاته العلمية»

وشارك "إسماعيل" في العديد من مؤتمرات الأدباء والشعر العربي، والمحافل الأدبية في مصر والبلاد العربية منذ عام 1935، أبرزها الاشتراك في الندوة العالمية لموضوع "الالتزام في الأدب" بيوغسلافيا عام 1969.

وحصل على عدد من الجوائز أهمها: وسام الجمهورية من الطبقة الثانية عام 1963، وسام الجمهورية من الطبقة الثانية عام 1965، جائزة الدولة التشجيعية عام 1964، وسام تقدير من الرئيس التونسي الحبيب بورقيبة، وتوفي إسماعيل سنة 1977 في الكويت وعاد جثمانه ليدفن في مصر.
الجريدة الرسمية