رئيس التحرير
عصام كامل

قطر تشعل الأزمة مجددا بين مصر والسعودية


بعد أن هدأت حالة التوتر في العلاقات بين القاهرة والرياض عقب تصويت مصر في مجلس الأمن لصالح مشروع القرار الروسي حول سوريا ووقف شركة "أرامكو" السعودية شحنة البترول الخاصة بالقاهرة لشهر أكتوبر الماضي، عادت الحالة من جديد عن طريق ميلشيات جماعة الإخوان بدعم من المخابرات القطرية لإثارة الوقيعة مجددا بين أبناء الشعبين المصرى والسعودى.


واستغلت تلك الميلشيات على مدى 72 ساعة الماضية، عبارة قالها الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال مقابلة مع تليفزيون برتغالي مؤخرًا ردًا على سؤال وجه له في هذا السياق وقاموا بتأوليها حسب أمانيهم وفتحوا معها أبوابا من الانتقادات والتأويلات حول مدى دعمه للنظام السوري.

الجيش الإعلامي القطري أعطي الضوء الأخضر لعدد من كتاب الرأى والمقالات والإعلاميين لاستغلال الموقف والهجوم على مصر كما أشعل وسائل التواصل الاجتماعي بهجوم شرس على مصر والسعودية التي قدمت نحو 50 مليار دولار مساعدات وقروض مالية لدعم الاقتصاد المصري.

وأظهر الجيش الإعلامي القطري من خلال الصور والتعليقات حجم حفاوة استقبال العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز لرئيس وزراء إثيوبيا هايلي ماريام ديسالين خلال زيارته الأخيرة للرياض وبحث التعاون الثنائي في مجالات الدفاع وتوقيع اتفاقات ساخرين من الموقف المصري وأزمة سد النهضة والدعم السعودي لأديس أبابا.

كما أظهر الجيش الإعلامي القطري أيضا انزعاج السعوديين من التقارب الكبير والمتوقع بين الرئيس السيسي والرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب والتصريحات غير الودية التي ادلى بها ترامب تجاه دول الخليج العربي ودعمه الشرس لقانون العدالة للدول الراعية للإرهاب جيستا الذي يشير بوضوح إلى المملكة العربية السعودية واتهامها بدعم الإرهاب وهجمات الحادي عشر من سبتمبر على وجه الخصوص فالرئيسان السيسي وترامب يقفان على أرضية واحدة فيما يتعلق بمحاربة الإسلام السياسي وحركة الإخوان المسلمين من ضمنه.

وشن الجيش الإعلامي القطري الهجوم على مصر بسبب رفض مصر الانسحاب من القمة العربية الأفريقية الرابعة في مالابو عاصمة غينيا الاستوائية اسوة بثماني دول عربية احتجاجا على مشاركة منظمة البوليساريو فيها تضامنا مع المغرب وهي السعودية والإمارات والبحرين وقطر والأردن واليمن والصومال إلى جانب المغرب.

وواصل الجيش الإعلامي القطري الهجوم على مصر مشيرين إلى عدم وجود موانع لإقامة علاقات بين مصر وإيران وتسوية الخلافات حول بعض القضايا.

وتناست تلك الكتائب الإعلامية أن الرئيس السيسي سبق أن لخص في أغسطس الماضي الموقف المصري من الأزمة السورية وقال إنه يستند إلى خمسة مبادئ هي: "احترام وحدة الأراضي السورية وإرادة الشعب السوري وإيجاد حل سياسي سلمي للأزمة ونزع أسلحة الميليشيات والجماعات المتطرفة وإعادة إعمار سوريا وتفعيل مؤسسات الدولة".
الجريدة الرسمية