رئيس التحرير
عصام كامل

ملامح الاعتدال عند "الجفرى" وصوفيته.. "الشيخ" سجل أفكاره فى "تغريدات".. من ينسب بذاءته للرسول ينبغى عقابه بازدراء الأديان.. ليس كل الشيعة يسبون الصحابة

الحبيب على الجفرى
الحبيب على الجفرى


يحاول الجفرى، وأتباع مدرسته الاعتدال والزهد فى الحكم، كصمام الأمان لنبذ التطرف والإرهاب، وبدا ذلك واضحا ضمن تغريداته "لكل عصر تحدٍ.. وتحدى هذا العصر هو المحافظة على الأخلاق، قالها شيخنا الإمام عبد الله بن بية وقد صدق.. وهذا التحدى هو جوهر إشكالات المنطقة اليوم.. بل ربما أصل إشكالات العالم بأسره، فالأنظمة التى تبطش بشعوبها مشكلتها أخلاقية..والاستغلال الاقتصادى الذى يطحن الفقراء والمرضى مشكلته أخلاقية..والصراع المذهبى والطائفى والدينى واللادينى مشكلته أيضا أخلاقية.."

وقد تفاعل الشيخ الجفرى، مع من يحاول ازدراء الأديان فقال" مع من يحاول نسبة بذاءاته وسوء خُلقه إلى الله ورسوله هو من ينبغى أن يحاكم بتهمة ازدراء الدين".
رافضا أن يتهم باسم يوسف بازدراء الأديان فكتب" لا أوافق د. باسم يوسف على بعض الألفاظ فى برنامجه لكن من يتهمه بازدراء الدين بسبب موقفه السياسى هو فى الحقيقة من يزدرى الدين" وفى تغريداته يرفض ما يتم عمله باسم الدين وكتب" اللهم إنى أبرأُ إليك من كثير مما يُقال ويُفعل تحت مُسمى "إسلامى" والإسلام منه براء"
وقد رفض حديث داعية يمنى شمالى قال: "من يدعو للانفصال يدعو للكفر ومن لا يؤمن بالوحدة لايؤمن بالله.." ورد عليه قائلا" هذه اللغة الآثمة من أسباب تمزق وحدة الأمة فضلًا عن وحدة اليمن"
وقد وجه إليه سؤال حول" شيخ على سمعت أن التصوف نوعان محمود ومذموم كيف أستطيع التمييز؟ ما علاقة التصوف بالتشيع؟ لأنى قرات أن الدولة الصفوية نشأت من التصوف؟" ليرد الجفرى "هذا كلام عارٍ عن الصحة روج له من يخالفهم دون تورع عن الكذب غفر الله للجميع وكل علم شرعى ادعى الانتساب إليه من ليسوا من أهله"
وكان للجفرى، رأى معتدل عن الشيعة حيث سُئل عن رأيه فيمن يقول بأن السيدة عائشة – أم المؤمنين- زانية وحكم من يقول ذلك؟ ليرد عليه الشيخ الجفرى إن" من يقول ذلك فقد ارتكب كفرًا لمخالفته لصريح القرآن فى براءة أمنا الصديقة رضى الله عنها" رافضًا أن يكون كل الشيعة يقومون بسب الصحابة معلقًا: " هذا غير دقيق فهو رأى لبعضهم وأنكره كبار مراجعهم والشرع يحكم بالظاهر"
كما أن الجفرى رثا الشيخ محمد سعيد البوطى عند استشهاده قائلا" قضى عمره معلما وداعيا ومؤلفا مع زهد فى الدنيا الفانية وشجاعة فى الصدع بما أوصله إليه اجتهاده بأنه الحق دون مبالاة برضى الخلق أو سخطهم، تعلمت من دروسه ومن كتبه أجيال من الأمة ..وقد من الله على بالأخذ عنه وبصحبته سفرا وحضرا فوجدت عِلما وورعا وزهدا وقلبا قد حُشى حُبا لله وعينا بكاءة بدمع المحبة والخشية الرقراق ..عُرضَت عليه الدنيا مرارا فأعرض عنها واكتفى منها بشقة متواضعة يسكنها وببلغة يتبلغ بها..وقد هاتفته قبل أسبوعين فكان من آخر ما قاله: "إنه لم يبق من العمر إلا أيام معدودة وأن مسواك الجنة وماورائها فلا تنس أخاك من الدعاء".
شهد له من اختلف معه من العلماء العاملين فضلا عن المتفقين معه بالصدق والأمانة والورع .. وبأنه لا ينطق إلا بما أوصله إليه اجتهاده ونظره".
وبناء على ذلك أعتبره البعض داعما لنظام بشار الأسد حيث قال له وسام عبد الوارث السلفى المصرى " أراك داعما لبشار يا شيخ على ما توقعت منك ذلك قط ستجدها فى ميزانك هذا الدعم ولو المعنوى للقتلة الفجرة وأذنابهم" ليرد عليه الشيخ الجفرى قائلا" وهل كان لابن باز ذنبا للظالمين عندما اجتهد فأفتى بجواز التعامل التجارى مع المحتل الصهيونى إذا قرر الحكام ذلك؟ متى نرتقي؟!"
إن على الجفرى، هو كما سبق أحد أتباع المدرسة الصوفية بحضرموت، وهى مدرسة ذات توجهات ثورية، فالجفرى يحاول ترسيخ هذه الثقافة الثورية لصوفية حضرموت فعندما سئل الجفري: هل يجوز الاستعانة بالكافر أو غير المسلم للخلاص من الطاغية المسلم؟ رد قائلا " هل أنت صاحب قرار؟ إن كنت صاحب قرار سأجيبك هل يجوز أو لا يجوز حتى تحوله إلى قرار، لكن لا أنت ولا المتكلم ولا واقعك الذى يحيط بك ولا حتى أصحاب القرار اليوم فى العالم الإسلامى أصحاب قرار يستطيعون أن ينفذوا الحكم أن اتضح صوابه أو خطأه"
نلاحظ أن الجفرى يصرِح هنا تماما بعدم أهلية الحكام اليوم فى العالم الإسلامى وأنهم ليسوا أصحاب قرار ولا يستطيعون أن ينفذوا الحكم إن اتضح صوابه أو خطأه.
وعندما سُئل الجفرى على حسابه فى تويتر: " كيف نحاكم ونراقب ونعارض رئيسا يسمى ولى أمر ونحن مجرد رعية؟ كيف؟" أجاب" لا يوجد ولى أمر يمتلك حق العصمة من المساءلة".
والجفرى يرسخ لثقافة المعارضة والمساءلة بهذا المفهوم الذى يرادف المعارضة والفوضى والإنكار العلنى.
ويقول الجفرى فى مقال له بعنوان (فتوى القتل الآثمة) بأن عقد الحكم فى الجمهوريات ذات النظام الديمقراطى المعاصر يقوم على أساس الحكم الانتخابى المؤقت، كما أنه يسمح للمعارضة بالعمل على خلع الرئيس بالوسائل السلمية إذا أخل بعقد النظام الديمقراطى.
ويكرر فى المقال نفسه ثقافة العمل السياسى السلمى المعارض، ويقول بأن التنظيمات السياسية المعارضة فى تلك البلدان تُعلن التزامها بالقواعد الديمقراطية فى سعيها السلمى وتستنكر العنف المسلح، ثم يختم مقاله بذكر جملة من النصوص الشرعية فى عدم طاعة الحاكم فى المعصية وذم الحكام الجائرين.
وفى فتواه عن الثورات قال " إن منها ما هو واجب ومنها ما هو مستحب".
وقد أشاد بفتوى المفتى السابق الدكتور على جمعة فى المظاهرات وأنها صورة من صور الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر.

الجريدة الرسمية