رئيس التحرير
عصام كامل

طاقة إيجابية وأمل وتفاؤل..كيف؟


بلا شك أن هناك حالة عامة من اليأس والإحباط في المجتمع بسبب القرارات الاقتصادية الأخيرة، والتي أدت إلى ارتفاع الأسعار وانخفاض القوة الشرائية للجنيه.. هذه الحالة لم تصب فقط الفقراء ومحدودي الدخل بل معظم شرائح المجتمع، حتى الأثرياء ليس لأنهم غير قادرين على تحمل ارتفاع الأسعار، ولكن نسبة كبيرة من الأغنياء وطنيون ولذلك هم قلقون على البلد.. فهم يعلمون جيدا -أنه لا قدر الله -إذا حدث أي مكروه أو فوضى فلن تنفعهم أموالهم ولن يستطيعوا شراء وطن بديل لهم ولأولادهم وأحفادهم..


إذن حالة اليأس والإحباط تسيطر على الجميع حتى على الذي أصدر هذه القرارات المؤلمة، فهل نستسلم لليأس والإحباط؟ وهل نقضي أوقاتنا في الكلام عما حدث؟ علما بأنه لا يستقيم العمل والإنتاج مع اليأس والإحباط، والمجتمع المحبط اليائس لا يتقدم ولا يحقق نموا..

القرارات الاقتصادية الأخيرة كانت ضرورية للإصلاح كما يقول معظم خبراء الاقتصاد، ولكن حتى تؤتي هذه القرارات ثمارها، هناك قرارات أكثر أهمية يجب أن تتخذها الحكومة اليوم قبل الغد، وهي إعادة تشغيل المصانع المغلقة، وإزالة معوقات الاستثمار ووقف الاستيراد والاقتراض الخارجي، هذه القرارات سوف يكون لها تأثير إيجابي سريع على المواطن، سواء من خلال توفير فرص عمل للشباب والنقد الأجنبي الذي كان يستنزف على الاستيراد وكذلك توفير السلع وبأسعار مناسبة..

رجل الأعمال محمد جنيدي نقيب المستثمرين الصناعيين قال لي إن لدينا 5000 مصنع مغلقة منذ سنوات بطاقة إنتاجية تقدر بعشرات المليارات من الدولارات، ونحو 2 مليون فرصة عمل (2 مليون أسرة × 4 أفراد متوسط = 8 ملايين مواطن) إستراتيجية الحل جاهزة، ونستطيع البدء في التشغيل من الصبح، إذا كانت هناك إرادة حقيقية لذلك..

مشكلات المصانع المغلقة متنوعة، ومعظمها مادية مع البنوك، فلماذا لا نقوم بتخصيص جزء من قرض صندق النقد الدولي لحل هذه المشكلات، وبالتالي الاستفادة منه في التصنيع الذي يحقق لنا فوائد جمة، قرار تشغيل المصانع المغلقة في يد الرئيس شخصيا، الكل يتهرب من المسئولية ويرفض اتخاذه..

لماذا لا نعتبره قرارا جراحيا لإنقاذ الصناعة المصرية مثل القرارات الأخيرة، والذي امتلك شجاعة اتخاذ هذه القرارات الصعبة هل يخاف اتخاذ قرار تشغيل المصانع المغلقة التي تعود على مصر بالخير؟!

من القرارات التي تبعث على الطاقة الإيجابية في المجتمع أن تسخر كل أجهزة الدولة للإنتاج، ويتم إعادة النظر في كل المؤسسات الخاسرة وتغيير قيادتها، وكما يقول د. إبراهيم فوزي وزير الصناعة الأسبق.. كلمة الإنتاج مازالت غائبة عن قاموس الحكومة، وأصبح الاستيراد هو الحل السهل لإنهاء الأزمات، وهو في الحقيقة مشكلة وليس حلا..

من الطاقة الإيجابية التي يجب أيضا نشرها في المجتمع هي ثقافة شراء المنتج المصري، ومقاطعة الاستيراد، وهناك مبادرة أطلقها الدكتور سعد الجيوشي وزير النقل السابق في هذا الشأن هدفها شراء المنتج المحلي في مواجهة المستورد لدعم الصناعة الوطنية..

إذن تشغيل المصانع المغلقة وثقافة الإنتاج وشراء المنتج المحلي ومقاطعة الاستيراد والاقتراض وإزالة كل معوقات الاستثمار تلك هي الطاقة الإيجابية الفعلية التي يجب نشرها في المجتمع، حتى يعلم الجميع أن القادم أفضل، ولابد من التحمل والصبر، لأن هناك أملا وتفاؤلا قريبا وضوءا في نهاية الطريق، الإعلام له دور مهم في نشر الطاقة الإيجابية، ولكن الدور الأكبر على الحكومة من خلال أفعالها على أرض الواقع، والتي يعكسها الإعلام للمواطنين..
الجريدة الرسمية