رئيس التحرير
عصام كامل

نصر أبوزيد.. القرآن ليس مقدسًا 1


لم تكن البدايات الأولى للدكتور نصر حامد أبوزيد (1943: 2010).. تشى بأى شىء مبشر أو لافت للنظر، فالشاب الريفى المولود بإحدى قرى مدينة طنطا، محافظة الغربية، لم يكتفِ بالحصول على دبلوم المدارس الصناعية، لأن أسرته لم تكن قادرة على الإنفاق على دراسته الجامعية، ولم يستسلم لفقره بل أصرّ على استكمال دراسته، والتحق بجامعة القاهرة بعد حصوله على الثانوية العامة.


فى العام 1972 حصل أبو زيد على درجة" الليسانس" فى الآداب بتقدير"ممتاز"، وعُيّن معيداً بالكلية، ونال درجتى الماجستير والدكتوراة، وعندما قدم أبحاثه للحصول على درجة الأستاذية.. تكونت لجنة من أساتذة الجامعة، انتهت إلى اتهامه بالكفر، واضطر الأخير إلى ترك مصر بعد الضجة التى أثيرت حوله، وانتهت بصدور حكم قضائى بالتفريق بينه وبين زوجته.

على الرغم من فداحة أطروحات نصر أبو زيد بشأن القرآن الكريم إلا أنها، بحسب الكثيرين، لا تشكّل فى جوهرها طرحا جديدا، فهى مجرد صورة من صور استخدام نظرية التفسير الماركسى فى التعامل مع القرآن الكريم بما يخضع النص، بحسب لفظه، للأيدولوجية، وهى هنا الماركسية العلمية التى يؤمن بها إذ يقول: "إن الدعوة للتحرر من سلطة النصوص ومن مرجعيتها الشاملة ليس إلا دعوة لإطلاق العقل الإنسانى حراً يتجادل مع الطبيعة ويتجادل مع الواقع الاجتماعى والإنسانى فى مجال العلوم الإنسانية والفنون والآداب".

يتمثل مشروع أبو زيد فى وضع التصورات الماركسية والمضامين المادية الجدلية وتفسيراتها للحياة والكون والإنسان والوحى والنبوة والغيب والعقيدة فى المعنى القرآنى، فيصير القرآن ماركسياً ينطق باسم ماركس وفلاسفة المادية الجدلية والهرمنيوطيقا، فيغير بذلك المفاهيم الرئيسية للقرآن ويلغى المعانى الحقيقية للسور والآيات ويطمس الحقائق الدينية التى رسخها القرآن، وبينتها السنة النبوية..

 يقول أبو زيد: "النص لا يثبت شيئاً بل هو فى حاجة إلى إثبات"..

 ونكمل غدًا.

من كتابى "ضد الإسلام".. الطبعة الثانية.

الجريدة الرسمية