رئيس التحرير
عصام كامل

الشعب يأمر برحيل شريف إسماعيل


ما معنى أن تنجح حملة "الشعب يأمر" لخفض السلع الاستراتيجية 20% التي يقودها الإعلامي المتميز عمرو أديب؟ معنى هذا أن محاربة الغلاء أمر وارد ويمكن تحقيقه بأقل مجهود لو هناك نية صادقة لهذا الأمر وأن غول الأسعار الذي تنفخ فيه الحكومة صباحًا ومساءً اتضح أنه غول من ورق.


وما معنى استجابة التجار والموزعين وأصحاب السلاسل الكبرى لخفض الأسعار بنسب تصل إلى 40% من خلال الحملة معنى هذا ببساطة شديدة أن أحدًا لم يطلب منهم خفض الأسعار بنية صادقة وإخلاص، وأن الأمر لم يكن يتجاوز تصريحات حمراء في الإعلام والسلام.

استفسار أيضًا في السياق: ما معنى أن يتنازل تاجر أو موزع أو صاحب مصنع عن 40% من مكسبه؟ معنى هذا بسهولة شديدة أنه يحدد هامش الربح الذي يرضيه ويريده دون أن تجرؤ الحكومة على رفع عينيها في وجهه أو تسأله في خجل لماذا تضع هذا السعر؟ ومن أين لك بهذه السلعة ؟

سؤال ثالث: ما معنى أن يتم الترويج من خلال الحملة للشركات الوطنية التي تتمتع منتجاتها بجودة عالية من أجل وقف نزيف الاستيراد والسيطرة على الدولار الإجابة: إن الحكومة لا يشغلها الشركات الوطنية من عدمه ووقف الاستيراد والسيطرة على الدولار فهذه تفاصيل صغيرة لا يجب أن تصعد إلى مكتب رئيس الوزراء.

سئوال رابع: ما معنى أن تشاهد الحكومة الحملة مثل باقى المواطنين على شاشة التليفزيون وكأن الأمر لا يعنيها من قريب أو بعيد.. الإجابة: إنه لا توجد حكومة في مصر من الأساس وإن آخر من شغل منصب رئيس الوزراء كان المهندس إبراهيم محلب أما المهندس شريف إسماعيل فهو يشغل وظيفة لا أحد يعلم ما هى مهام هذه الوظيفة ولا حدود دورها وكل ما يعرفه عن هذه الوظيفة أنه يتحرك في موكب رئيس الوزراء صباحًا ومساءً والسلام.

باختصار شديد هذه الحملة كشفت الحكومة وفضحتها أمام الجميع فهذه الحكومة لا تعرف شيئًا عن الأسواق ولا تعرف شيئًا عن المنتجات التي تباع في هذه الأسواق ولا تعرف شيئًا عمن يبيعون في هذه الأسواق ولا يعنيها أمر هذه الأسواق من الأساس ولا تجرؤ على مواجهة حيتان الأسواق، فالحكومة اختارت لنفسها الدور الأسهــل في منظومة الأسواق وهو إطلاق التصريحات فقط، أما الرقابة على الأسواق والسيطرة على السلع الاستراتيجية فهذا الأمر لا يعنيها بديل تجاوز سعر كيلو السكر تسعة جنيهات وهى لا تملك السيطرة عليه لأنها لا تملك إنتاجًا ولا رقابة على الأسواق ولا تخطيط ولا رؤية..

هي تعمل بنظام يوم بيوم المهم أن ينتهى اليوم بمشكلاته وأزماته وكوارثه ويبدأ يوم جديد في عمر الحكومة المجيدة.. وتستمر المشكلات والأزمات وهلم جرا.

ليس من المقبول أن يعيش المواطن على المبادرات وتخفيضات المواسم وأوكازيون الصيف وعلى إحسان أصحاب القلوب الرحيمة والأيادى البيضاء من التجار ومساهمات أهل البر والتقوى من المحتكرين وبواقى الشركات والمصانع والحكومة تجلس أمام التليفزيون لتشاهد مبادرة عمرو أديب الذي أثبت أنه أقوى وأخلص من الحكومة ألف مرة للمواطن البسيط.. وإذا كان من حق الشعب أن يأمر فهو يأمر برحيل شريف إسماعيل.
الجريدة الرسمية