رئيس التحرير
عصام كامل

جرائم قتل بأوامر «الأسياد».. «حداد» يخنق والدته بزعم تنفيذ رغبة قرينه.. «مزارع»: هشمت رأس أمى لإرضاء سيدى.. مصرع «ربة منزل» بعد علقة موت من «دجال» لإخ

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

«أسيادي أمروني، بنفذ أوامر قريني، كنا بنخرج الجن اللى لبسها»، كلمات طالما تكررت في أقوال متهمين في جرائم قتل أمام النيابة لتبرير جرائمهم، وأثارت تساؤلات عن كيفية التعامل مع من تسيطر عليهم مثل هذه الخرافات، بعد أن تحولت خرافات الاعتراف بالجن إلى آفة تطول كل من حولها وتلحقه بأذي لدغتها.


تهشيم بفأس
آخر هذه الوقائع، كانت في منشأة القناطر بالجيزة أمس، حيث قتل مزارع والدته، عن طريق تهشيم رأسها بـ”فأس”، ولقت مصرعها غارقة في دمها، ورفع أداة الجريمة وخرج للشارع الذي يقيم به مرددا “قتلت أمى”، وتمكن الجيران من التحفظ عليه.

وبمواجهته أمام رجال المباحث، أفاد بأن الجان أمره بقتلها مرددا “أسيادى أمرونى”، فتم إخطار النيابة للتحقيق.

خنق مسنة
وفي نفس اليوم، شهدت مدينة دسوق بمحافظة كفرالشيخ، جريمة قتل أخرى بشعة، عندما أقدم حداد على قتل والدته المسنة خنقًا، والتعدى عليها بالضرب بحجة أن له قرينًا يلبس جسده، وحينما يكون حاضرا لا يعرف ماذا يفعل، وأنه نفذ أوامره بضرب وخنق والدته.

علقة موت
وفي أغسطس الماضي، دفعت ربة منزل في أوائل العقد الثالث من العمر بالبحيرة، حياتها ثمنا للجهل والخرافات، حيث لقيت مصرعها متأثرة بجراحها، بعد علقة موت من دجال، أخذها إليه زوجها لمعاناتها من حالة نفسية، ولإخراج الجن من جسدها قام الدجال بتوثيقها بالحبال وضربها بعصى، أصابها بسحجات وكدمات بالوجه واليدين، وأسفل الذقن والذراعين اليسرى واليمنى، أدت إلى وفاتها.

تم ضبط المتهم، وبمواجهته أقر بأن المتوفاة حضرت بصحبة زوجها، وقام بتوثيقها وضربها بقصد إخراج جان منها، وأنها كانت بحالة صحية جيدة بعد جلسة العلاج.

الأنفاس الأخيرة
وما أكثر من دفع حياته ثمن خرافات الجن، ففي يوليو من العام الماضي، لقيت سيدة (25 سنة) مصرعها على يد دجالين بإحدى قرى قلين بكفر الشيخ، إثر ضربات متتالية على جسدها بحجة إخراج الجن منها.

وتدور تفاصيل الحادث، عندما عانت السيدة من حالة عصبية نصحها بعض المواطنين بالتوجه لدجالين بقلين اشتهرا بإخراج الجن، وعندما توجهوا لهما قالا لأهل الفتاة إنها "ملبوسة"، وقام الدجالان باصطحاب الفتاة بإحدى حجرات منزلهما وتناوبا بالضرب الشديد عليها بحجة إخراج الجن من جسدها لأنها "ملبوسة"- حسب قولهما-.

وأضافا: "وفوجئا بها تلفظ أنفاسها الأخيرة، وطلبا من ذويها حملها والخروج بها بدعوى أن الجن خرج من جسدها وهى منهكة، رفضوا وفضلوا الانتظار لحين إفاقتها، ولكنها توفت".

تخلف وجهل
وفي نفس السياق، يقول سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع بالجامعة الأمريكية، إنه لا يمكن وصف الاعترف بالدجالين إلا أنه تخلف نابع من انعدام للثقافة والفقر، مشيرًا إلى أنه يوجد دجالون في جميع أنحاء العالم يعملون بالسحر والشعوذة وليس في مصر فقط.

وعن ادعاء البعض بأن الجن السبب في قتله لأحد من أقرانه، يقول أستاذ علم الاجتماع، إنها قصة يتم تأليفها من المواطنين أشبه بكلمات «الشيطان وزني، العفريت قالي، حماته أو مراتي طلبت مني»، كل ذلك ما هي إلا مبررات لارتكاب الجريمة، منوهًا بأنه لا يمكن التعامل مع هؤلاء في ملابسات القضية على أنهم مرضي نفسيين، ولكن على أساس إطلاقهم لمبررات لا أساس لها من الصحة.
الجريدة الرسمية