رئيس التحرير
عصام كامل

فوائد شبكات «التواصل الاجتماعي» للمسنين.. تساعدهم على التركيز وتنشيط الذاكرة.. تكافح أمراض السكر وضغط الدم.. تستبدل مشاعر الاكتئاب والوحدة بأخرى إيجابية.. وتعزز من حب الاستطلاع والتعلم

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

«جدو بيشيت على الفيس»، جملة عندما تستمع إليها يصيبك شعور التعجب بكيفية تحقيق ذلك، ولكن الواقع يؤكد أنه إجراء خالص له مزايا، ففي اليوم العالمي لرعاية المسنين تستعرض "فيتو"، فوائد مواقع التواصل الاجتماعي، والإيجابيات التي تقدمها لهم.


تركيز وانتباه
أشارت دراسة كندية إلى أن مواقع التواصل الاجتماعي، لها تأثير إيجابي على الدور النفسي والترفيهي بالنسبة لكبار السن، مقارنة بالأصغر منهم سنا.

بالرغم من أن خبراء علم النفس، أكدوا أن مواقع التواصل الاجتماعي تشتت الانتباه، وتفقد الإنسان التركيز، أوضحت الدراسة، أن أنواعا معينة مناها تشتت الانتباه قد تكون مفيدة للذاكرة، فقد اكتشف الباحثون في جامعة تورنتو الحقيقة المدهشة حول عجائب "فيس بوك" بالنسبة إلى كبار السن.

تحسين الذاكرة
أخضع الباحثون عينة من مستخدمي "فيس بوك" تصل أعمارهم إلى الثامنة والستين، ومجموعة ثانية تتراوح أعمارهم بين 19 و20 عاما، لسلسلة من التجارب حول تذكر قائمة مؤلفة من عشرين كلمة وصورة، وتبين لهم أن كبار السن قدموا إجابات متطابقة مع الصور والكلمات المدونة، حيث استطاعوا تذكر كل صورة والعبارة المكتوبة بالقرب منها، أكثر بكثير من صغار السن، ويعد ذلك تكامليا مع دراسة، أكدت دور مواقع التواصل الاجتماعي في تحسين الذاكرة خاصة لدى المستخدمين من كبار السن.

كسر العزلة
وجاء في دراسة بريطانية أخرى، أن موقع التواصل الاجتماعي مفيد جدًا في كسر جو العزلة والوحدة الكئيبة التي يعيشها الكثير من المسنين بعد قلة أو انقطاع تواصلهم مع المجتمع المحيط بهم، ونوهت الدراسة التي أجريت في جامعة "أكستر" البريطانية إلى أن استخدام كبار السن لشبكة الإنترنت يجب أن يتم بعد تدريبهم على طريقة عمل الأجهزة وآلية دخول الإنترنت.

جاءت هذه النتيجة بعد تجربة امتدت لسنتين، وتم اختبارها في إحدى دور رعاية المسنين في بريطانيا لفئات عمرية كانت بين 60 و90 عامًا، مؤكدة في نتائجها على أن الشعور بالاكتئاب والإهمال وعدم الجدوى وغيرها من المشاعر السلبية الكثيرة التي تعاني منها غالبية هذه الفئة من المسنة، قد تناقصت بنسبة 76 بالمائة تقريبًا، وتم استبدالها بأخرى إيجابية وكأنها نتيجة عكسية.

حب التعلم والاستطلاع
وأوضح المختصون في علم الاجتماع، المشاركون مع الأطباء النفسيين المشرفين على هذه الدراسة، أن هذه التجربة قد عززت أيضًا عند كبار السن من الجنسين، ممن شاركوا فيها حب التعلم والاستطلاع وإبعاد الحرج من عدم المعرفة وتجديد إحساسهم بوجود جدوى لما يفعلونه، وهي أمور بحسب ما ذكروا مهمة جدًا في رفع معنوياتهم النفسية وتبعاتها الصحية بشكل عام.

مكافحة الأمراض
كما كشفت الدراسات أن مواقع التواصل الاجتماعي تساعد على مكافحة بعض الأمراض المزمنة كمرض السكر وضغط الدم المرتفع.

أرجع الباحثون هذه الفعالية في قدرة التكنولوجيا ووسائل الإعلام الحديثة ومواقع التواصل الإجتماعى على بناء علاقات ناجحة بين كبار السن، حيث نجحت التكنولوجيا الحديثة في تقليل المشكلات النفسية والجسدية الناجمة عن الوحدة، كما توصلت الدراسة إلى أن المشاركات النشطة على منصات وسائل الإعلام الاجتماعية قللت أعراض الإكتئاب وعدد من الأمراض المزمنة مثل ضغط الدم المرتفع والسكر.
الجريدة الرسمية