رئيس التحرير
عصام كامل

الشفافية والتعمية


أطاح الاتحاد الإنجليزي بالمدير الفنى للمنتخب الوطنى وتم فسخ التعاقد معه بعد نحو سبعين يومًا من اختياره ذلك بسبب الشفافية.. والواقع أن "أولاردايس" كان سعيدًا جدًا باختياره مديرًا فنيًا لمنتخب إنجلترا خصوصًا أنه ليس في قيمة المدير الفنى البرتغالى "مورينيو" أو الإسباني "جوارديولا" أو الفرنسي "فينجر" ولأن هذه المسئولية ذات قيمة أدبية كبيرة، بالإضافة إلى التعويض المادى والامتيازات الأخرى والسبب أنه تورط في فساد.. شبهة فساد !!


والحكاية أنه تحدث مع مراسلين صحفيين منتحلين صفة رجال أعمال عن طرق الالتفاف حول قواعد لوائح الاتحاد الإنجليزي التي تم تحديثها عام ٢٠٠٨ بخصوص حقوق ملكية الطرف الثالث للاعبين المحترفين..

تصوروا مجرد حديث.. وخضع الخواجة للتحقيق من الاتحاد الإنجليزي بعد نشر تقرير صحفي بالواقعة.. وأصدر الاتحاد بيانًا يوضح فيه أن تصرف "أولاردايس"، المدير الفنى، لا يليق بمدرب الاتحاد الإنجليزي.. ولقد تقبل هو حقيقة ارتكابه خطأ واضحًا في التقدير وقدم اعتذاره.. وكذلك أوضح البيان أن القرار الخاص بإنهاء التعاقد صدر بالتراضى فورًا.. ولم يتم اتخاذه باستخفاف ولكن الأولوية لاتحاد الكرة هي حماية المصالح على نطاق أوسع والحفاظ على أعلى معايير السلوك في كرة القدم.. وأضاف أن مدرب المنتخب الإنجليزي هو منصب هو قدوة ولابد أن يظهر احترام لنزاهة اللعبة في كل الأوقات والشفافية اللازمة..

ما قام به الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم لم يحتاج مالًا ولا تكنولوجيا ولا إمكانيات ولا ملاعب، بل طبق اللوائح كما يجب واحترم قيم المجتمع وأخذ في الاعتبار مشجع الكرة الإنجليزي الذي يحب اللعبة ويحب أن يرى الأمور تسير بأمانة وشرف وهو الذي يشجع اللعبة ويدفع تكاليفها مما جعلها أعلى مستوى على العالم في التنظيم والتشجيع والتكلفة.. أكفأ مدربى العالم يحبون الدوري الإنجليزي وكذلك اللاعبين لأنهم على يقين بأن اللعبة ككل في أحسن حال وكما يجب أن تكون.

الأمور منضبطة.. والأخلاق الحميدة سيدة الموقف.. لماذا لا نكون كذلك.. كلنا نعلم أن سيدنا محمد( صلى الله عليه وسلم) سيد البشر يدعونا إلى مكارم الأخلاق.. والأمر لا يحتاج إلى اعتمادات أو ملاعب أو إمكانيات أو موافقة معالى الوزير.. الأمر يحتاج إلى أن نأخذ بعضا من هذه المكارم ونطبقها بيننا ونحترم بعضنا البعض ويعاقب المخطئ بما يستحق.. وأن ندع أخلاق العبيد ونكون أحرارًا ولا ننسى أبدًا قوله تعالى "وإنك لعلى خلق عظيم".. ومقولة رسول الله "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق"..
الجريدة الرسمية