رئيس التحرير
عصام كامل

بالصور.. الليالي القمرية بسيوة «سبحة في رقبة درويش» «تقرير»

فيتو

واحة سيوة، تلك الأرض الخصبة ذات البقعة الخضراء التي تقع في وسط جفون الصحراء المطروحية، حيث مياه آبارها ذات المذاق الخاص، وطقوسها التي لا مثيل لها، فهي الأرض الأمازيغية المصرية، فهنا أرض النخيل والزيتون والعيون، واحة الغروب كما أطلق عليها بهاء طاهر في روايته، على أرضها توج الإسكندر الأكبر ابنا للإله آمون، فهي أرض الشروق والغروب والسفاري والمغامرات، ما بين كتب وكلمات ووصف تشتهر واحة سيوة بأنها أجمل بقاع الدولة المصرية فهي واحة الجمال والسحر وواحة الرونق الجميل.


وتستعد واحة سيوة، كنز محافظة مطروح، لإقامة احتفالات الليالي القمرية (السياحة) خلال 16 إلى 18 أكتوبر القادم، ومن المقرر إقامة احتفالات الحصاد بمنطقة جبل الدكرور حيث الليالي القمرية وحلقات الذكر وأكبر مأدُبة غداء يشارك فيها جميع سكان وزوار الواحة، ويرجع هذا الاحتفال إلى أكثر من 150 عاما مضت عندما أتى إلى سيوة الشيخ محمد ظافر المدني.

ويقول الشيخ عبد الرحمن الدميري، أحد مشايخ سيوة، إن احتفالات الحصاد أو السياحة "الدينية أو الروحية"، هي احتفالية يشارك فيها جميع سكان سيوة كل عام عندما يكتمل القمر خلال شهر أكتوبر أو نوفمبر ولمدة ثلاثة أيام أثناء حصاد البلح والزيتون، مشيرًا إلى أنها ترجع إلى 150 عاما تقريبا.

ويتابع أن الاحتفالية عبارة عن احتفالات دينية روحية يذكر فيها اسم الله ورسوله، حيث يتطبع الجانب الديني على كل مراسم الاحتفال، ويجتمع بها جميع أهالي سيوة في حالة من الحب والاحترام بينهم، بساحة جبل الدكرور للذكر والتصالح وحل الخلافات بين الناس وتنتهي بمسيرة دينية بالأعلام يتردد فيها اسم الله ورسوله، بجانب الدعاء والابتهال وسط مزارع وطرقات واحة سيوة حتى يصلوا إلى ميدان سيدي سليمان بجوار المسجد الكبير بالواحة حيث تقام آخر مراسم الاحتفال.

وأضاف الدميري، أنه عندما يحتفل سكان سيوة فإنها تتجلى روح الود بين السكان لاجتماعهم على وجبة مشتركة يشارك في صنعها كل سكان سيوة ويقوم الرجال والشباب المتطوعون بعمل الفتة التي تقدم للمحتفلين في شكل فلكلوري رائع يتميز به أهالي الأمازيغية، وكلهم يجلسون لتناول هذه الوجبة بشكل يتسم بالأخوة والحب، حتى يأتي الليل ويضيء القمر وهنا ينشد المنشدون الأذكار والأشعار التي تتحدث عن خير الأنام المصطفى.

وأكد أحد مشايخ سيوة، حرص الأطفال والشباب والرجال على مشاركة بعضهم بعضا هذه الفرحة كما تقوم الفتيات بالتواجد بمنطقة الاحتفالات منذ الصباح حتى بعد العصر ثم يغادرون ساحة الاحتفال، أما النساء نظرا لطبيعة الأعراف بسيوة فإنهم لا يتواجدون بساحة الاحتفالات احترامًا للعادات السيوية.
الجريدة الرسمية