رئيس التحرير
عصام كامل

رسائل شرقية الهوى

فيتو

لطفي بدوي يكتب:

الغربة.. حياة ساهمت إلى حد كبير في بلورة تجربتى الأدبية.. الغربة عمقت تجربتي، وربما أدهشني هذا الأمر.. حين أتجول بين أعمالي السابقة «مساحات الصمت»، «أوراق الغربة»، «القمر.. لا يكتمل»، وحتى هذا الإصدار الجديد بعنوان «رسائل شرقية الهوى».. أجد أنني أحاصر الصمت وأحاول أختراق الحلم.. أبحث عن كلمة مختلفة وفكرة مختلفة.. حاولت في هذا العمل أن أبتعد عن الغربة.. لكن ودون عمد أجد أن الغربة تتمكن مني وتخترق "رسائل شرقية الهوى"!

«رسائل شرقية الهوى».. محاولة جديدة لمزج النثرية بالقصة القصيرة بالرسائل.. لنكون بالنهاية أمام محاولة جديدة أتمنى أن أكون قد وفقت في صياغتها وإن لم يكن.. فليكن شرف المحاولة كافيًا!

إن الانقطاع التام أخف على الإنسان من رسائل يقابلها الصمت، فالصمت مساحة للتأويلات التي قد تذهب بك في جميع الاتجاهات.. وسنخطئ حتمًا في تفسير صمت الطرف الآخر.

 فبعض الصمت عتاب أو إهانة.. وآخر حب.. وثالث حب مضاد.. أو تجاهل.. أو استخفاف.

 هذا هو بكل بساطة تفسيري للواقع المصري العصري الذي نعيشه هذه الأيام..

 قد تكون مساحة الصمت مطلوبة كثيرًا.. في ظل إعلام فضائي غير محدد الهوية، فنجد فيه شيئًا من الحرية وشيئًا من الخوف وشيئًا من التجاوز وشيئًا من اللا معقول أو اللا مقبول أحيانًا.

فنرى هنا أن مساحة الصمت تحمل تأويلات كنا في غنى عنها لو قدم المسئول تواصلًا وتحاورًا حتى يصل الصوت قبل أن يصل الموت، ونرى دماء على الأسفلت من جديد.. ولهذا كانت «مساحات الصمت» عنوان كتابي الأول.

ربما شكلت سنوات الغربة جزءًا كبيرًا من تجربتي.. ربما طورت خبراتي.. وربما جعلت لي أسلوبًا مميزًا دون أن أدري.. سنوات الغربة عشتها ولكن ما غاب الوطن عن قلبي يومًا.. ولا يغادرني القمر ليلة إلا وكان حلم العودة يراودني كل ليلة.. ولهذا اخترت «أوراق الغربة» عنوانًا لكتابي الثاني.. لا شيء يكتمل.. ولكل زيادة نقصان.. من هنا كان «القمر.. لا يكتمل»، بين الوطن ومدن الغربة والاغتراب عشت العمر.. ومرت السنوات.. بين ضحك ولعب وجد وحب.. ولكنها بالتأكيد شكلت أهم ملامح إصدارتي الثلاثة.. «مساحات الصمت - أوراق الغربة - القمر لا يكتمل».

 حين أكتب أفضل أن أكون كما أنا.. أفضل أن أكتب بلغتي.. ببساطة.. بسهولة.. فالكتابة متعة شخصية بالأساس.. ومن هنا أراهن على الإحساس.. نكتب للجيل الحالي وللأجيال القادمة أن استطعنا.. لكني لا أرى ضرورة أن نكتب معلقات وقصائد متحفية لا يقرؤها أحد.. حتى كاتبها ربما لا يستمتع بها..

نكتب لتقرأ.. لنرى حروفنا على شفاه القريب والبعيد!

لنحافظ على الحلم مادام الأمل على قيد الحياة.. فالسعادة فكرة ورغبة وقدرة!

الآن.. في كتابي «رسائل شرقية الهوى».. حاولت أن أكتب "رسائل شرقية الهوى" بشكل مختلف وأسلوب مختلف.. فكانت مزيجًا بين الرسائل والقصة القصيرة والنثرية.. وأتمنى أن يكون إضافة جديدة للقارئ.. إن كنا نكتب ما يستحق القراءة.

الجريدة الرسمية