رئيس التحرير
عصام كامل

الخبراء يحذرون : إخافة الأضاحي وضربها قبل الذبح يفسد لحومها.. يرفع نسب الأدرينالين ويحبس الدماء في اللحم.. «شاور»: الذبح بالشوارع وبعض المجازر يخالف الشرع.. لون «الشوربة» الداكن يؤ

فيتو

"كار ولعب فيه العيال" هذا هو الوصف الحقيقى للمهزلة التي تحدث في شوارع القاهرة كل عام مع حلول عيد الأضحى بل وفى مجازرها الرسمية حيث ينتشر رجال كبار وصبية تحت اسم مهنة "الجزارة" في الشوارع ونقاط الذبح يمارسون أبشع أنواع التعذيب ضد الحيوانات قبل وخلال عملية ذبحها ويرتكبون جرائم ليست في حق الحيوان فقط بل في حق البشرية دون أدنى رقابة من الطب البيطرى.


الشروط الشرعية

ورغم أن عيد الأضحى مناسبة إسلامية إلا أن عمليات الذبح التي تنتشر في شوارع مصر بل وفى مجازرها أغلب الأوقات لا تمت للشروط الشرعية للذبح بصلة، حيث تظهر مقاطع تم التقاطها من مجزر البساتين حفلات تعذيب وقتل جماعى لقطعان الأبقار بما يخالف القواعد الشرعية المعروفة خلال الذبح والتي أصدرتها الهيئة العامة للخدمات البيطرية في تقرير ينشر دوريا للتوعية بطريقة الذبح خاصة الأضاحى.

وتتمثل هذه القواعد في الآتى: "يفضل تصويم الحيوان لمدة 12 ساعة، لتحسين نوعية اللحم وتقديم الماء للحيوان لتسهيل عملية السلخ، وتجهيز السكين الخاص بالذبح وسنه، وذلك بأن يكون نصلها حادًا ويدها مثبته جيدًا كما يجب عدم إجهاد الخروف أو الأضحية قبل الذبح وعدم جر الحيوان على الأرض إلى مكان الذبح ولا يتم شحذ السكين أمام الحيوان ويتم الذبح بمجرد السيطرة عليه.

وعند ذبح الحيوان يوضع الخروف على الجانب الأيسر متجها نحو القبلة مع عدم تقييد الخروف أثناء وبعد الذبح ثم المرور بالسكين على الرقبة أسفل الرأس أفقيا وقطع الأوردة (الحلقوم والمريء والوجدين) وذلك مع التسمية وذكر اسم الله عند الذبح تكسب الذابح والمذبوح سكينة وطمأنينة.

ويترك الدم ينزف ولايتم فصل الرأس وقطع الأعصاب إلا بعد أن ينتهى الدم تماما وتخرج روح الأضحية كليةً ثم يبدأ السلخ بعد الذبح مباشرة، وذلك اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف "إن الله كتب الإحسان على كل شيء فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة، وليحد أحدكم شفرته، وليرح ذبيحته".

شروط أخرى للذبح
ومن جانبه يؤكد الدكتور لطفى شاور رئيس إدارة التفتيش على اللحوم بمجازر السويس سابقا أن عملية الذبح تتطلب أن يكون نصل السكين كبيرًا لا يقل عن 30 سنتيمترا ويسن السكين بعيدا عن الحيوان، حتى لا يشعر بالخوف.

ويضيف شاور لـ«فيتو» أن السكين يقطع الثلث العلوى من الرقبة لا الثلث السفلى أو الأوسط لارتباط الودجين أو الوريدين المتواجدين في الرقبة بالعضلات والأنسجة في الثلث السفلى والأوسط، ويجب أن تقطع السكين بحدها وليس بثقلها حتى لا يتألم الحيوان وهى أحد آداب الذبح الشرعى.

وعقب الذبح يحدث هبوط حاد في الدورة الدموية للحيوان ويصاب بغيبوبة ويبدأ في "الرفس" نتيجة طلب المخ للدماء ومحاولة الجسد ضخها إليه لكنها تخرج من الرقبة، التي يخرج منها ثلثا كمية الدماء الموجودة في جسد الأضحية وهى ما تسمى بالدماء المسفوحة وهى وسط ملائم لنمو البكتيريا لذلك خروجها من الجسد يؤدى إلى استدامة صلاحية اللحم وجودته من الناحية الصحية.

الأدرينالين
وكشف الدكتور لطفى شاور عن أن أي حالة خوف يتعرض لها الحيوان تزيد من نسب الأدرينالين في الجسد وتلك المادة تحدث انقباضا للأوعية والشعيرات الدموية، وبالتالى يحدث تخزين للدم في الجسد وتقل نسبة الدم المسفوح من الذبيحة إلى الثلث وتظل نسبة كبيرة من الدماء في لحم الحيوان وهى وسط مناسب لنمو البكتريا.

ويمكن التعرف على اللحوم الناتجة عن ذبائح تعرضت لخوف وتعذيب قبل ذبحها من خلال اللون الداكن الذي قد تتحول اليه "شوربة" اللحم عند سلقه ويكون ذلك اللحم عرضة للفساد أسرع من اللحوم المذبوحة بطريقة شرعية دون ترهيب الحيوان.
الجريدة الرسمية