رئيس التحرير
عصام كامل

مصير 6 وزراء في «حوادث القطارات».. «الدميري» ينجو من المساءلة عن 361 جثة في قطار الصعيد الشهير.. وبراءة «المتيني» في حادث أسيوط.. تجاهل العقاب سيد الموقف بعد ثورة 30 يوني

حادث قطار العياط
حادث قطار العياط

حوادث مهيبة حصدت آلاف الأرواح كل عام، وتحرق قلوب الملايين، في تعاقب غريب من نوعه لوزراء نقل اختلفت أسماؤهم ولكن لم تختلف إستراتيجيتهم في التعامل مع كوارث السكك الحديدية التي يدفع ثمنها المواطن البسيطاء، وتعاقب 9 وزراء في 6 حكومات منذ ثورة 25 يناير 2011، ولا يزال السيناريو الدامى للقطارات مستمرا، ومتكررا في كل حكومة، وكأنه لا يصح رحيل وزير للنقل قبل أن تشهد فترة ولايته كارثة في قطاع السكة الحديد.


جلال السعيد
فلم تمر عدة أيام على تولي جلال السعيد حقيبة وزارة النقل، ليصطدم بكارثة انقلاب قطار بضائع بمنطقة دهشور التابعة لمحافظة الجيزة بالمنطقة الصحراوية في 26 مارس الماضي، أسفر عن خروج 9 عربات وجرار قطار عن القضبان، الأمر الذي دفع هيئة السكة الحديد إلى الاستعانة بقاطرة وأوناش كبيرة لسحبها حتى لا تتعطل حركة القطارات، وظل الأمر متداولا خلال وسائل الإعلام ولكن لم يتخذ أي قرر ضد الوزير.

وأمس ومع حادث انقلاب ثلاث عربات بقطار الصعيد رقم 80 «القاهرة- أسوان» في منطقة العياط، وكان القطار خارجا من محطة رمسيس متجها إلى أسوان، وكشف التقرير المبدئى لحادث انقلاب قطار العياط، أنه ناتج عن السرعة الزائدة لقائد القطار، بين منفذي البليدة بالجيزة ومنطقة الواسطة ببنى سويف، ما أدى إلى اصطدام القطار وخروج عربتين عن القضبان وانقلابهما مع الجرار.

سعد الجيوشي
ولم يتوقف نزيف حوادث القطارات ففي عهد وزير النقل السابق في حكومة شريف إسماعيل سعد الجيوشي، شهدت ولايته للمنصب، انقلاب قطار مركز ناصر شمال محافظة بني سويف في فبراير الماضي، وأسفر عن إصابة 69 شخصا، ولكن لم يتم اتخاذ إي إجراء ضد الوزير، حتى الإقالة لم تتم إلا بعد إجراء تعديل وزاري في مارس الماضي وتعيين الوزير الحالي جلال السعيد بدل منه.

هاني ضاحي
واصطدم الوزير الأسبق هاني ضاحي، في حكومة إبراهيم محلب، بالحادث الأسود "قطار الشروق" والذي راح ضحيته عدد من الأطفال الأبرياء في مارس 2015، عندما اصطدم القطار بأتوبيس أطفال بعد اقتحام الأتوبيس لشريط السكة الحديد من مكان غير معد للعبور وكان هذا القطار في رحلة للملاهي ضمن 3 أتوبيسات، مر أتوبيسان من المزلقان واصطدم الآخر بالقطار، ما أسفر عن وفاة 7 طلاب وإصابة 24 آخرين بإصابات بالغة، وكان مصير ضاحي نفس سابقه فلم يتم معاقبته الإ بالإقالة عند إجراء التشكيل الوزاري الجديد برئاسة شريف إسماعيل في سبتمبر 2015.

إبراهيم الدميري
أما المهندس إبراهيم الدميرى فعرف بوزير قطارات الموت، واحتفظ بحقيبة النقل خلال حكومة الدكتور عاطف عبيد قبل ثورة يناير، وشهدت فترة ولايته حادث الصعيد، المصنف ضمن أسوأ 10 حوادث قطارات بالعالم، والذي لا يقل عدد مَن تفحموا به عن 361 جثة، وتم إقالته من الوزارة في 20 فبراير 2002، على خلفية هذا الحادث.

وفي 27 أبريل صدر قرار من رئيس الوزراء عاطف عبيد بمحاكمة 11 مسؤولًا بهيئة السكك الحديدية في مصر، وتم توجيه اتهامات بالإهمال لهم.

وفي يوم 30 سبتمبر عام 2002، قضت المحكمة الجنائية بالجيزة ببراءة جميع المتهمين، ولكن النائب العام المستشار "ماهر عبد الواحد" في ذلك التوقيت قدم طعنًا حول قرار تبرئة جميع المتهمين، وعقب الطعن صدرت أحكام تراوحت مابين 3 سنوات إلى 6 أشهر ودفع مبلغ 51 جنيها على سبيل التعويض المؤقت لأسر الضحايا ولم تشمل القرارات الوزير.

وعاد "إبراهيم الدميري" مرة أخرى للمشهد عام 2013 في وزارة حازم الببلاوي، كوزير للنقل، ولكن الحظ أيضا لم ينصفه خلال ولايته في حكومة حازم الببلاوي، فلم يمر شهرين بعد عرضه خطة تطوير سكك حديد مصر، بما يناسب احتياجات الشعب المصري، إلا ووقع حادث "قطار دهشور"، في سبتمبر 2013، الذي راح ضحيته 27 قتيلا، جراء اصطدامه بسيارة نقل وأخرى لنقل الركاب "ميني باص"، ولكن بعد حادث ولايته الثانية لم يتم إقالته على أثر ذاك الحادث، الإ بعد إجراء تعديل وزاري جديد.

حاتم عبد اللطيف
وعن الوزير السابق له، فكان حاتم عبد اللطيف، بحكومة هشام قنديل، بعد التعديل الوزاري، وكانت فترة تولية للوزارة استكمالًا لمسلسل الحوادث الكارثية في مصر، والتي كان أبرزها حادث قطار البدرشين، حيث لقي 19 شخصًا مصرعهم، وأصيب 117 آخرين، 15 يناير 2013، إثر انفصال عربتين من قطار تجنيد، عند مزلقان أبو ربع بالبدرشين، بمحافظة الجيزة، ولم يتم اتخاذ إي إجراء ضد الوزير

محمد رشاد المتيني
وفي نوفمبر 2012، تم إقالة محمد رشاد المتيني، في عهد الحكومة الثالثة بعد ثورة يناير "حكومة هشام قنديل" في ظل حكم الإخوان، عقب حادث قطار أسيوط، واصطدامه بأتوبيس نقل للطلاب، الذي راح ضحيته 47 طفلًا و13 مصابا في نوفمير 2012، وتم تحويله للتحقيق هو ومصطفى قناوي رئيس هيئة السكة الحديد، ليأتي يوم المحاكمة 15 يناير 2013 ويعلن عن براءة وزير النقل وكبار المسؤولين عن الحادث، وتدين عامل المزلقان بأنه السبب الرئيسي في وقوع هذا الحادث الشنيع.
الجريدة الرسمية