رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو.. ثورة رفض تدويل الحرمين الشريفين.. إيران أول من طرحت الفكرة.. وتركيا أول المساندين.. الدول العربية ترفض.. الأزهر يتبرأ من الدعوة.. عمر هاشم: «فتنة».. وسعيد حساسين: «تعد على ال

فيتو

في الصراع السياسي لا مكان للأخلاقيات، كل شيء متاح، قاعدة طبقتها إيران ضد عدوها التقليدي المتمثل في المملكة العربية السعودية ضمن ما بات يعرف بالصراع السني الشيعي في منطقة الشرق الأوسط.


هذا الصراع اتخذ منحنى جديدًا في ثمانينيات القرن الماضي حين أطلق محمد جودا لاريجاني رئيس مجلس الشورى الإيراني وقتها دعوته التي نادى فيها بضرورة تدويل الحرمين أي خروجهما عن السيطرة السعودية وإدارتهما عن طريق لجان دولية من الدولة الإسلامية يكون لإيران فيها نصيب أكبر.

وتشرف المملكة على الحرمين الشريفين منذ قيام الدولة السعودية الأولى، وظلت هي المسئول الأول عنها وتعد من أعمال السيادة السعودية مما جعل بلاد الحرمين تنتقد بشدة تلك الدعوات.

تجدد الفكرة
عادت فكرة تدويل الحرمين الشريفين للظهور مجددًا العام الماضي، عندما وقع حادث «منى» وأدى إلى وفاة ما يقرب 769 فردا، فاستغلت دولتا إيران وتركيا الحادث، للتحريض ضد السعودية، وطالبتا بتدويل الإشراف على تنظيم شعائر الحج.

الرافضون للتدويل
ولكن يبدو أن الفكرة طرحت للمرة الثالثة على الساحة خلال موسم الحج لهذا العام، والأمر أثار ضجة هائلة، حتى إنها لاقت موجة رفض هائلة من قبل المصريين.

تعد على سيادة السعودية
وتبدأ موجة الرفض من عضو مجلس النواب، سعيد حساسين، فقد رفض الدعوات الإقيلمية بتدويل إدارة الحرمين الشريفين، قائلًا: «حاسس أننا في آخر الزمان، مش فاضل بس غير يأجوج ومأجوج يطلعوا.. والشمس تطلع من الغرب، أنا حاسس بده".

وعبر حساسين، خلال برنامج «انفراد»، المذاع على قناة «العاصمة»، عن رأيه في هذه الدعوة بأنها تعدٍ على سيادة المملكة العربية السعودية، واصفًا إياها بـ«مالهاش أي لازمة»، مشيدًا برأي دار الإفتاء المصرية التي رفضت بشكل قاطع دعوات تدويل الحرمين الشريفين "المكي والمدني"، مضيفا أن طرح الدعوة يعد غريبا، ويفتح بابا من أبواب الفتنة الطائفية.
 

فتنة
وانضم أيضا لقائمة الرافضين، الدكتور أحمد عمر هاشم عضو هيئة كبار العلماء، والذي أكد على أن هذا الطرح يمثل بابًا جديدًا من أبواب الفتنة يجب إغلاقه، وأنه لا يمت للدين أو الإسلام بأية صلة.

وأضاف «هاشم»، خلال مداخلة هاتفية في برنامج "انفراد"، مع الدكتور سعيد حساسين، على قناة "العاصمة"، أن هذا الطرح هو أمر سياسي وراؤه أفواه مشبوهة، وهي دعاوى مغرضة لا أساس لها من الصحة، موضحًا أن السعودية ستخدم المناسك ما دامت على أرضها ولها السيادة عليها فلا يصح أن يزاحمهم أحد، مشيرا إلى أن السعودية تخدم الحجيج كل عام وتعتني بوفود الرحمن، وتقدم خدامات لا نظير لها.
 


تحقيق أهداف سياسية
كما عبرت هيئة كبار العلماء عن رفضها القاطع لدعوات بعض القوى الإقليمية لتدويل إدارة الحرمين الشريفين في الأراضي المقدسة، انطلاقا من مسئولية الأزهر الدينية والشرعية.

وأضافت الهيئة في بيان لها أمس السبت، رفضها استخدامَ أمور الدِّين والنعرة الطائفية، لتحقيق أهداف سياسية، وأوضحت أن هذا الطرح الغريب هو بابٌ جديدٌ من أبواب الفتنة يجب إغلاقه موضحة أن المملكة العربية السعودية هي المختصة بتنظيم أمور الحج دون أيِّ تدخلٍ خارجي.

واستنكرت الهيئة أيَّة محاولة للزَّجِّ باسم «الأزهر الشريف» في هذه الدعوات المقيتة التي تحاول إعادة هذا الطرح إلى الظهور مرة أخرى، بعد أن رفضته الأمة حين أُثير في سبعينيات القرن الماضي، محذرةً من الفتن وكافة الأفكار المُغرضة التي تعمل على تفكيك الأمة وهدم بنيانها وتمزيق أوصالها، والتي آخرها ظهور من يعلن عن تشكيل جيش طائفي داخل بعض أقطارنا العربية.

ونبهت إلى أنه مِن الواجب على الجميع، إبعاد أمور العبادات الشرعية، وأركان الدين الحنيف عن الخلافات الطائفية والسياسية أيًّا كانت؛ وأكدت الهيئة أن تسييس الشَّعائر الدِّينيَّة لن يجلبَ خيرًا لأمتنا، وهي تجتاز هذا المنعطف الدقيق من تاريخها الموصول بإذن الله.
الجريدة الرسمية