رئيس التحرير
عصام كامل

حرب عطلة «يوم السبت» تشتعل بين العلمانيين والمتدينين في تل أبيب.. المتشددون يحرمون كل صور الحياة الطبيعية.. الإسرائيليون يرفضون تطبيق الأوامر.. وحكومة نتنياهو تواجه الانهيار لعدم امتثال المو

رئيس الوزراء الإسرائيلي،
رئيس الوزراء الإسرائيلي، بينامين نتنياهو

لا يتوقف الصراع في إسرائيل بين العلمانيين والمتدينين اليهود بسبب "يوم السبت"؛ لأن طائفة الحريديم المتشددة تنادي بتوقف كل شيء في هذا اليوم حتى العمل استنادًا إلى الشريعة، وهو ما لا يلتزم به العلمانيون، لذا يستمر الصراع الذي وصل هذه الأيام إلى أروقة الحكومة الإسرائيلية.


ويمتنع اليهودي عن العمل في هذا اليوم سواء كان العمل صغيرا أو كبيرا حتى أنهم لا يوقدون النار أو الإنارة في هذا السبت، بل يقصدون من يقوم لهم بذلك من المسلمين أو المسيحيين، وقد بلغت الأعمال الخاصة المحرمة يهوديا كل سبت تسعة وثلاثين نوعًا، ومنها تناول النقود، ولهذا لا يوجد جمع للنقود في المعابد.

مبادئ الفكر الإسرائيلي
ويعتبر يوم السبت من الركائز الأساسية التي بنيت عليها العقيدة اليهودية، ففي "يوم السبت" تتركز المبادئ الرئيسية للفكر الإسرائيلي.

وكانت آخر الأزمات داخل المجتمع الإسرائيلي بسبب عطلة "يوم السبت" هي القيام بالأعمال الهندسية في محطة القطار المركزية في تل أبيب، ما دفع المتشددين اليهود إلى شن حملة ضارية ضد وزير المواصلات الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، كونه المسئول عن تلك الأعمال.

ووصلت حدة الصراع إلى المطالبة بإقالته من حكومة بنيامين نتنياهو، التي تعتمد في بنيتها على غالبية كبيرة من اليمين اليهود المتطرف.

وأعرب رؤساء الأحزاب المتشددة من طائفة الحريديم في بيان مشترك لهم أنهم يحتجون بحزن بسبب تدنيس السبت أثناء القيام بأعمال سكة القطار في تل أبيب، كان يمكن ممارستها في أيام أخرى دون يوم السبت.

تغيير الوضع الراهن
وأكدوا في كلامهم أن ذلك هو بمثابة انتهاك للاتفاقيات السابقة التي صرح بها وزير المواصلات، ومساس بالوضع الراهن.

وجاءت خطوة وزير المواصلات الإسرائيلي بحسب الإعلام الإسرائيلي بعد أن تطلبت أعمال التوسيع في إحدى محطات القطار الأكثر ازدحاما في تل أبيب، والتي تم تخطيطها منذ أشهر سابقة، إغلاق مسار المواصلات الرئيسي المؤدي إلى جنوب إسرائيل، وبسبب ذلك تم اختيار العمل عليها يوم السبت، وأثار الإعلان عن موعد تنفيذها أثناء يوم السبت غضبا في أوساط أعضاء الكنيست المتدينين، والذين توجهوا يوم الخميس إلى نتنياهو، طالبين إيقافها.

أضرار بشرية
وأرسلت الشرطة إلى مكتب نتنياهو رسالة جاء فيها أنّه وفقا لقرار لجنة مهنية، فإن مثل هذه الأعمال يجب أن تتم يوم السبت لأن إجراءها خلال أيام الأسبوع العادية سيؤدي إلى صعوبات في حركة سيارات الإسعاف والإطفاء بحرية، مما قد يتسبب بأضرار بشرية.

ويرفض الإسرائيليون تعطيل الحياة يوم السبت؛ لأن ذلك من شانه المس بأوضاعهم الاقتصادية؛ لأنه بموجب مطلب المتدينيين فغنه محظور فتح المحال أو ممارسة مهنة البيع والشراء أو أي لون من ألون العمل في ذلك اليوم.

وفي عام 1951 تم سن "قانون ساعات العمل والراحة"، والذي يحظر تشغيل اليهود يوم السبت. كما يعتمد اليهود على ذلك استنادصا إلى التوراة، إذ يعتبرون أن تدنيس يوم السبت في المجال العام يمس بالطابع اليهودي للبلاد.

انهيار حكومة نتنياهو
وستضطر الأحزاب الحاريدية في الأيام القادمة للوقوف أمام نموذج قياسي وضعته عام 2000، وذلك عندما انسحب الحزب الحاريدي "يهدوت هتوراه" من حكومة إيهود باراك في أعقاب نقل تربينة تابعة لشركة الكهرباء عبر شوارع إسرائيل خلال يوم السبت، أدى الانسحاب إلى زعزعة حكومة باراك، وسقوطها في نهاية المطاف بعد فترة غير طويلة، وهو ما يحمل في طياته خطورة على حكومة نتنياهو ويهدد بانهيارها في حال انسحبت الأحزاب الحاريدية من حكومته.
الجريدة الرسمية