رئيس التحرير
عصام كامل

برعاية بوتين.. السياح الروس قادمون وأردوغان أيضا !


مصر قدمت السبت.. وأردوغان أيضا.. مصر تحملت اتهامات باطلة في حادث سقوط الطائرة الروسية وتحملت قرارات ظالمة، ووافقت على مراجعة منظومة الأمن بمطاراتها وإعادة صياغتها من جديد، وفقا لاشتراطات شرقية وغربية ودولية على السواء، وبعدها استقبلت وفدا بعد آخر في القاهرة وشرم الشيخ والأقصر ومرسي علم وغيرها.. وأخيرا وافقت على عروض روسية بشراء أجهزة أمان حديثة قادرة على الكشف عن الأسلحة والمتفجرات بل والمخدرات بدقة متناهية وبتكنولوجيا مذهلة !



تركيا أردوغان وهي في ظل ارتباك غير مسبوق بعد الانقلاب الفاشل (للأسف) تتحمل الطرق الروسي على رأسها الساخن وسط شبهات بدور أمريكي- تحدثنا عنه في وقته- والذي تزامن أيضا مع تكشف المخطط الأمريكي القديم- لن- الجديد على أردوغان بالإصرار الأمريكي على دولة كردية قدمت وعودا بها قبل فترة لكرد العراق ولكنها بشكلها الموسع ستكون على حساب سوريا وإيران وتركيا أيضا.. فيتجه أردوغان شرقا وبعد زيارة تاريخية لروسيا يعود ليتحجج بداعش وينطلق إلى قتال الأكراد على الحدود السورية!

أردوغان يزور روسيا ويتجه إلى إيران ويقاتل الأكراد في سوريا ثم يرسل طائراته إلى شرم الشيخ فيما يبدو أنها شروط مصرية ليس ليقدم أردوغان السبت فقط وإنما السبت والأحد، فالطائرات التركية سبقتها "تلطيفات" تركية للأجواء مع مصر لم تكن منتظرة مطلقا حتى لو توسطتها وقاحات تركية التي يبدو أنها كنوع من التعامل مع الشروط المصرية القاسية والتعنت المصري لاستنزاف أردوغان إلى آخره والتي ترسل عبر وسطاء حريصين على إنهاء الأزمة بين البلدين!

 من يا ترى الوسطاء الحريصون على إنهاء الأزمة؟ الولايات المتحدة؟ مستحيل.. العدو الإسرائيلي؟ أكثر استحالة بل إن موافقة مصر المقبلة لتطبيع العلاقات مع تركيا في جزء منها يستهدف التعاون التركي الإسرائيلي ولذلك نعود للسؤال: من هو الطرف الحريص على لملمة الخلافات بين جميع الأطراف أو تحديدا بين الناجين من الربيع العربي أو ضحاياه، وبين المخلب الأمريكي الذي تصدر المؤامرة وهي تركيا؟ إنها روسيا التي فيما يبدو وكما قلنا قبل أيام في مقالنا "أردوغان يعتذر في روسيا ويتراجع في سوريا" تستغل حالة أردوغان إلى أقصى مدى وتخطط لحالة جديدة في الشرق الأوسط..

إلا أننا ورغم الأرباح منها إلا أن أطرافا أخرى ستنزعج قطعا منها وهنا سيبدأ المزاد لشراء ود مصر أو قولوا إنه بدأ بالفعل، كان مدح أمريكا لموقف الاقتصاد المصري الأسبوع الماضي جزءا منه مع "أشياء" أخرى من أطراف أخرى.. ويبقي لمصر أن ترسم باقي الخط بنفسها وبذكاء بالغ وإلا.. ولنترك "إلا" للأيام أو لمقال قادم !

الجريدة الرسمية