رئيس التحرير
عصام كامل

تجريد الشيخ علي عبد الرازق من «العالمية»

فيتو

في مثل هذا اليوم عام 1925 أصدرت هيئة كبار العلماء في مصر حكما بتجريد الشيخ على عبد الرازق من العالمية الأزهرية بعد اتهامه بالإيتاء بأمور تخالف الدين والقران والسنة النبوية وإصداره كتاب (الإسلام وأصول الحكم ــ بحث في الخلافة والحكومة في الإسلام ) ينكر فيه الخلافة الإسلامية.


وكما نشرت مجلة الجيل عام 1958 أن الملك فؤاد منذ توليه الحكم عام 1937 وهو يطمع في نقل الخلافة الإسلامية من تركيا إلى مصر بعد خلع السلطان عبد الحميد وأصبح العالم الإسلامي لأول مرة بلا خليفة خاصة بعد أن أعلم مصطفى كمال أتاتورك الجمهورية في تركيا وفصل الدين عن الدولة.

اتفق الملك فؤاد على أن يتولى الأزهر الدعوة إلى مؤتمر إسلامى بالقاهرة لإعلان الخلافة وبحث مبايعة الملك فؤاد خليفة للمسلمين.
في نفس التوقيت كان الشيخ الأزهرى على عبد الرازق ينتهى من كتابة مؤلفه (الإسلام وأصول الحكم ) شرح فيه الخلافة وطبيعتها وموقف الإسلام منها وقرر فيه أن القران والسنة لم يتعرضا مطلقا لموضوع الخلافة لأنها ليست حكما من الدين الإسلامي.

ورأى عبد الرازق في كتابه أن النظرة الدينية إلى الخلافة دفعت الحكام إلى الاستبداد والظلم وليس بنا حاجة إلى تلك الخلافة لأمور ديننا ولا إلى أمور دنيانا.

ثارت ثائرة الصحف والكتاب وكما كتب أحمد بهاء الدين في كتابه (أيام لها تاريخ ) أن جريدة الأخبار في ذلك الوقت عام 1925 قالت إن الشيخ على عبد الرازق ضعيف علميا ويملك طيشا في الرأى وإنه تقمص ثوب الأفندية والفلاسفة واستبدل القفطان بالبدلة وصار لقبه المصلح المجدد.

وقفت جريدة السياسة الصادرة عن حزب الأحرار الذى ينتمى إليه الشيخ ورئيسه الدكتور محمد حسين هيكل إلى جانب الشيخ ودافعت عنه لكن دون جدوى فقد تم فصله من الأزهر وتجريده من العالمية.

كتب الدكتور طه حسين في " السياسة "ستعرف أن في مصر دستور أم بهتان وزور، أيستطيع الناس أن يفكروا أحرارا وأن يكتبوا أحرارا أان يعيشوا أحرارا..أيها الطريد من الأزهر دعنا نتحدث ضاحكين عن قصة الحكم عليك ولا تكن أزهريا الآن فقد أخرجت من الأزهر.
الجريدة الرسمية