رئيس التحرير
عصام كامل

رئيس الجمعية المصرية لأمراض القلب: عوادم السيارات أشد خطرا من التدخين على شرايين القلب

فيتو

الحمى الروماتيزمية لا يجوز أن تستمر في مصر
مصر من أسوأ دول العالم في الإصابة بأمراض الشريان التاجي
انتشار أمراض القلب في مصر وصمة عار

نحتاج لمشروع قومي للوقاية من أمراض القلب
مرض الحمى الروماتيزمية اختفى من العالم وما زال في مناطقنا الفقيرة
لا توجد قاعدة بيانات لأمراض القلب تحدد نسب الانتشار
500 وفاة لكل 100 ألف مواطن سنويا ناتجة عن الشريان التاجي وتصلب الشرايين
المرضى يدفعون جزءا من تكاليف عمليات الدعامات لغياب دعم الدولة


لا توجد قاعدة بيانات واضحة لأمراض القلب في مصر حسبما أكد الدكتور سامح شاهين، أستاذ أمراض القلب بكلية الطب جامعة عين شمس ورئيس الجمعية المصرية لأمراض القلب، مشيرا إلى وجود عجز في تخصص أطباء القلب وغياب التوزيع العادل لهم، ويتركز أغلبهم في عواصم المدن بالمحافظات.

رئيس الجمعية المصرية لأمراض القلب كشف في حوار لــ "فيتو" عن وضع مرضى القلب وأكثر الأمراض انتشارا، بالإضافة إلى الحديث عن أسباب الاعتماد في الآونة الأخيرة على تركيب الدعامات والصمامات لمرضى القلب وموقف عمليات زراعة القلب في مصر ودور الدول في إتاحة العلاج للمرضى ومستوى الخدمات المقدمة لهم.. وإلى نص الحوار.


- ما هي نسب الإصابة بأمراض القلب في مصر؟

* لا توجد قاعدة بيانات لأمراض القلب ولا نعرف متوسط عدد المرضى لكل مرض على المستوى القومي والجمعية المصرية لأمراض القلب تسعى لوضع قاعدة بيانات مع الجهات التنفيذية لإدراكها لأهمية قاعدة البيانات في حصر أعداد الإصابات وضرورة رفع الوعى المجتمعى لدى الشعب ووجود معلومات بالوقاية من أمراض القلب، ونحن نحتاج إلى حملات قومية ضخمة بخطورة أمراض القلب وتعريف المواطن بخطورة التدخين وأهمية الطعام الصحى والحركة والرياضة.

- هل يوجد لدينا عدد كاف من أطباء أمراض القلب يتناسب مع كم المرضى من المصريين ؟

* العدد غير كاف، ولدينا مشكلة في سوء توزيع أغلب الأطباء المتركزين في عواصم المدن والمحافظات، بينما تعاني المناطق النائية والمدن الصغيرة نقصا في الاخصائيين والمتخصصين في القلب.. وحاليا نبحث كيفية توزيع شباب الأطباء الجدد المتخصصين في أمراض القلب، سواء في مناطق سيناء والصعيد.

- وما هو وضع أمراض القلب في مصر؟

* بعض الأمراض بدأت في الانتشار، وأخرى بدأت تنحصر، منها مرض الحمى الروماتيزمية التي تصيب صمامات القلب نتيجة وجود ميكروب في الحلق ويؤدى إلى التهاب، ثم تصيب الجسم بمرض مناعى، ويؤدى بعد ذلك إلى ضيق في صمامات القلب وارتجاع وضعف عضلة القلب ولها علاج هو البنسلين طويل المفعول.. ووضعها في مصر أنها بدأت في الانخفاض، ولا توجد إحصائيات بذلك، إلا بعض الملاحظات من أطباء القلب في المستشفيات الجامعية والعيادات الخاصة، وهى تنتشر أكثر في المناطق الأكثر فقرا والعشوائية، ونحتاج لمبادرة للاكتشاف المبكر لمرض الحمى الروماتيزمية ومدى انتشارها.

- وما هو وضع المرض في الخارج مقارنة بمصر ؟

* مرض الحمى الروماتيزمية غير موجود في دول أوروبا، اختفى، مثل مرض شلل الأطفال، ويجب أن تختفي الحمى الروماتيزمية من مصر، ولا يجوز أن يستمر لدينا.

- وما هى أكثر أمراض القلب انتشارا في مصر ؟

* أمراض الشريان التاجى بدأت في الازدياد وهى من الأمراض المدنية بسبب العصر الحالي ونتيجة قلة الحركة، والتدخين أكبر كارثة في مصر ونتيجة التلوث البيئي وعوادم السيارات الأخطر من التدخين على شرايين القلب.. وتعتبر مصر من أسوأ الدول التي يزيد بها معدل الإصابة بالشريان التاجى على مستوى العالم.
ويبلغ في مصر معدل الوفيات الناتجة عن الشريان التاجي وأمراض القلب وتصلب الشرايين 500 وفاة لكل 100 ألف مواطن سنويا مقارنة بدول أوروبا وتبلغ من 50 إلى 100 لكل 100 ألف مواطن، ونحن في مصر أضعاف معدلات الوفيات مقارنة بالخارج.

- وما هو متوسط عمر الإصابات بمرض الشريان التاجي ؟

* متوسط الاعمار بالنسبة لمريض الشريان التاجي من 35 إلى 40 سنة.. في عز الشباب يصاب المريض بجلطة في القلب وتركب له دعامة بسبب التدخين.. وسيتم تفعيل دور جمعية القلب المصرية في مكافحة التدخين ومخاطبة وزارة الصحة لتفعيل قوانين منع وتجريم التدخين وتشديد العقوبة عليه.. ومن أسباب الإصابة بالمرض أيضا في السيدات السمنة والبدانة تؤدى لارتفاع الضغط والإصابة بالشريان التاجي.

- هل توجد أمراض أخرى تصيب القلب منتشرة بين المصريين ؟

* يوجد مرض هبوط عضلة القلب وهو نهاية جميع أمراض القلب وليس لها حل سوى عمليات زرع القلب لأنه لم يتم اختراع بديل لعضلة القلب.

- وما هو وضع عمليات زراعة القلب في مصر ؟

* غير مطبقة في مصر وتحتاج إلى تطبيق زراعة الأعضاء من المتوفيين إلى احياء نظرا لأنه لا يمكن أخذ القلب من شخص حي يجب أن يكون توفاه الله وهى غير مطبقة في مصر لأسباب ثقافية وعقائدية فضلا عن أنها تحتاج منظومة طبية ضخمة يمكن تطبيقها في مصر ولكن يجب وجود تكاتف وموافقة من المواطنين ورضا من الناس.. وأحيانا يحتاج مريض القلب إلى ضرورة إجراء زراعة قلب ولا يوجد طرق علاج أخرى سواها، وفي الخارج في دول أمريكا وأوروبا يتم الاستعاضة عن القلب البشري بالقلب الصناعي نظرا لأنهم يجدون صعوبة في التبرع بالقلب فتم تطوير القلب الصناعي ويعيش المريض به لسنوات.. وفي مصر بعض المراكز تجري عمليات القلب الصناعي يعيش به المريض احيانا فترة تصل إلى شهور وتكاليف تلك العملية تصل إلى ملايين الجنيهات.

- هل تقوم الدولة بدورها في تقديم الخدمات لمرضى القلب؟

* دور الدولة في الأمراض غير المعدية ومنها أمراض القلب غير ملموس.. وقبل الحديث عن طرق العلاج يجب الحديث عن الوقاية، وبدلا من صرف ملايين الجنيهات على العلاج علينا منع المرض.. ومثلما قدمت الدولة نقلة نوعية في الوقاية من الأمراض المعدية وخفض الوفيات منها عليها الاهتمام بالأمراض غير المعدية منها أمراض الجهاز التنفسي والضغط والسرطان وهى المسبب الرئيسي للوفيات وتبلغ نسبتها من عدد الوفيات 60%.. ويجب وجود مشروع قومي من الدولة للوقاية من أمراض الضغط والقلب والشريان التاجي وهو دور الدولة وليس دور الجمعيات والشركات. 
ويوجد تحسن ملحوظ في علاج أمراض القلب في توفير الأدوية بمستشفيات التأمين الصحي كانت غير متوفرة منها ادوية مانعة للتجلط ومذيبة للجلطات وكذلك الدعامات اصبحت متوفرة للمرضي بأحدث الأنواع، بالإضافة إلى إصدار قرارات علاج على نفقة الدولة لهم وتركيب الدعامة للمريض ثم بعد ذلك يتم تحصيل قرارات نفقة الدولة نظرا لأنه لا يمكن للمريض أن ينتظر حتى يحصل على الموافقة لتركب له دعامة.
ولكن نحتاج إلى التوسع في عدد أسرة الرعاية المركزة للقلب وعدد الأطباء، كما أن الميزانية المخصصة لأمراض القلب ضعيفة فعلى سبيل المثال الدولة تحاسب المستشفيات الجامعية على القساطر والدعامة التي تركب للمرضى بأسعار لا تتناسب مع تكلفتها الحقيقية وتسبب خسارة للمستشفيات التي في الأغلب تعتمد على تبرعات.
وكذلك في القسطرة التشخيصية والعلاجية وعمليات القلب المفتوح نظرا لارتفاع تكلفتها حيث تقوم المستشفيات بإجبار المريض على دفع جزء من التكلفة وهذا مفترض ألا يحدث، 70 % من تكلفة الخدمة الصحية تدفع من جيب المواطن.

- وماذا عن عمليات تركيب الصمامات في القلب التي زادت في الفترة الأخيرة ؟ وهل يتم دعمها من الدولة ؟

* يوجد تطور كبير في عمليات صمامات القلب، ولدينا صمامات يتم تغييرها بطرق جراحية وأخرى يتم تغييرها عن طريق القسطرة أحدثت تطورا في علاج أمراض القلب، وأنواع الصمامات الجراحية، إما معدن أو أنسجة. 
وصمامات المعدن تحتاج إلى أدوية سيولة يأخذها المريض على مدى العمر، بينما صمامات الأنسجة لا تحتاج إلى أدوية إلا أول 6 شهور من إجراء تركيب الصمام، وهى أغلى في الثمن، وعمرها أقصر من الصمامات المعدنية، ويتم دعمها من الدولة ولكن بمبلغ لا يكفي، والمريض أحيانا يدفع لتكملة الحساب، أو أن الخدمة لا تؤدى بالطريقة الصحيحة المثلى ويجب على الدولة أن تعيد النظر في المبالغ المخصصة من ميزانية الإنفاق على الصحة لمرضى القلب، ورغم كل ذلك فنحن نتحدث عن تكاليف مستلزمات فقط من قساطر ودعامات وصمامات تزداد مع ارتفاع سعر الدولار لأن جميعها مستوردة دون الحديث عن أتعاب الأطباء، ويجب مراجعة الأسعار دوريا بحيث لا يقل مستوى الخدمة الطبية.

- هل تطبيق قانون التأمين الصحي الشامل سيزيد حجم المبالغ التي يتم إنفاقها على الأمراض ؟
* بالتأكيد سيكون هناك ميزانية أكبر، ولن يتحمل المريض أي تكاليف في العمليات الجراحية، خاصة ذات التكلفة المرتفعة.

- وهل كثرة استخدام الدعامات تقضي على عمليات القلب المفتوح ؟

* استخدام الدعامات الدوائية خفض من عدد عمليات القلب المفتوحة ولكن لن تقضي عليها أو تلغيها لأن منحنى استخدام الدعامات ازداد في الخارج ومنحنى إجراء العمليات بدأ في الانخفاض، وما زلنا نحتاج إليها لبعض المرضى لا تصلح معهم الدعامات.
الجريدة الرسمية