رئيس التحرير
عصام كامل

السيسي وتواضروس.. وشكرًا للكنيسة ومارجريت عازر !


جاء لقاء رئيس الدولة عبدالفتاح السيسي مع البابا تواضروس في توقيت في غاية الأهمية، فبعد الأحداث التي أشرنا لها وكتبت مرات عديدة عن أهمية دور الدولة في تفعيل القانون مهما كانت الأحداث بعيدا عن الجلسات العرفية والطبطبة والنفاق،لأن تنفيذ القانون يعنى المواطنة الحقيقية، بل هو السبيل الأول لتحقيقها على الأقل، خاصة أن المحافظين يلعبون دورا "لا يشبع ولا يغنى عن جوع"، وبالتالى يضر ولا ينفع، فكان لقاء السيسي وتواضرس حاسما مؤكدا أن الدولة عازمة بالفعل على أن يكون لها دورها الحقيقى في تأكيد المواطنة، وكما جاء على لسان السيسي: لا يوجد مصرى مسيحى أو مصرى مسلم ولكن هناك مصرى فقط !


الحقيقة، كنا قد أشرنا الأسبوع الماضى إلى صمت الكنيسة على ما يقوم به البعض في الولايات الأمريكية من البعض مما يسمون أنفسهم أقباط المهجر، ولكن أسعدنى كثيرا أن يصدر يوم النشر من الكنيسة المصرية رفضا لكل التصرفات التي قام بها قلة لا يمكن أن تكون ممثلة للأقباط المصريين في الخارج، وبقدر ما أسعدنى هذا الموقف من الكنيسة أسعدنى أكثر تصريحات المصرية النبيلة مارجريت عازر التي سبقت لقاء السيسي وتواضرس بنحو 24ساعة، عندما أكدت على علاقة الدولة والشعب مع المواطنة والتأكيد عليها، بالرغم من أن الاعتداء على المسيحيين يتم من خلال أسلوب ممنهج ممن يمارسه بأهداف ضد وحدة المجتمع المصرى!

وهذه الكلمات خير على من كتب بسذاجة غريبة على أن هناك حملات منذ 25 يناير2011 على يوسف بطرس غالى لأنه مسيحى، وليس أنه من رجال الرئيس الأسبق حسنى مبارك، وأن تاريخه يعد من أكثر من كرههم الشعب من أسلوب الجباية وفرض الضرائب على الشعب المصرى، وليس أن يوسف بطرس غالى تولى عددا من الوزارات التي جعلته من أكثر الوزراء تنقلا بين الوزارات المتباينة في دورها وليس المتطابقة في دورها، وأذكر هنا في لقاء منذ ما يزيد على عشر سنوات مع د.مصطفى السعيد وزير الاقتصاد الأسبق وسألته: متى نرى الاقتصاد المصرى قويا ونستطيع أن نقول إن لدينا اقتصادا له ملامح!؟

ابتسم د. مصطفى السعيد وذلك بحضور السفير محمد شاكر ثم قال السعيد: عندما يتولى الاقتصاد وزير اقتصاد وليس رجل أعمال!

قلت: د. يوسف بطرس غالى وزير نشيط !

قال د.السعيد: عندما يتولى الاقتصاد رجل اقتصاد وليس رجل أعمال سيكون لدينا اقتصاد له ملامح وله شخصية يعرف بها!

احترمت تحفظ د. مصطفى السعيد، وعندما بحثت عن قصده عن وزير الاقتصاد، وجدت أن يوسف بطرس غالى رجل أعمال، وعندما يتولى رجل الأعمال وزارة الاقتصاد فهو لا يستطيع أن يتخلى عن أمرين، الأول منهج تفكيره كرجل أعمال ويتراجع عنده مفهوم رجل السياسة، الأمر الثانى مصالحه الشخصية كرجل أعمال، مستحيل يطالب بأمر قد يضر مصالحه، حتى لو في الصالح العام.

أعود للصديق الذي حاول الربط بين الهجوم على يوسف بطرس غالى بمناسبة مطالبته بالتصالح مع الدولة بدعوى أنه "نصرانى"، باللغة التي كتب بها مقاله، لم ولن يحدث أن الشعب المصرى يقيم الأمور بأن هذا مسيحى والآخر مسلم، وفى مجال الرياضة كان كابتن مصر ونجمها الأول لمدة 14سنة هانى رمزى، لأنه مصرى موهوب ولا علاقة له بدينه، وهناك قصة دائما أكررها، في الستينات وعندما كانت الرياضة شيئا راقيا وعندما شببنا لتشجيع الكرة اخترت الزمالك الذي كان كبير مشجعيه جورج سعد، وكبير المشجعين كان يترك الدرجة الأولى والمقصورة ليشجع وسط جماهير الدرجة الثالثة عندما تتأزم المباراة، وتمر الأيام وأعشق هذا الرجل من منتصف السبعينات وحتى رحيله، ولم نفكر في ماذا تعنى الديانة.

إذا كانت النبيلة مارجريت عازر قالت ونبهت أن هناك أسلوبا ممنهجا للاعتداء على المسيحيين، فإنه من متطرفين عملاء لأعداء الوطن، كارهين لمصر وأمن مصر، بل هم أعداء لأنفسهم والإنسانية، وإذا كنا نقول على الدولة يجب تفعيل القانون، فإننا علينا الانتباه تماما للمؤامرة التي فشلت على مدى التاريخ ولن يكتب لها النجاح بمحاولة شق وحدة الواطن الواحد.. الوطن مصر.. التي قال عنها البابا شنودة "إنها وطن يحيا أو يعيش فينا".

تحية للسيسي.. وللبابا تواضرس.. كل إنسان منتبه للمؤامرة التي تحاك ضد مصر.. وشكرا للنبيلة مارجريت عازر.. وتحيا مصر!
الجريدة الرسمية