رئيس التحرير
عصام كامل

علاقات تاريخية بين مصر وبريطانيا.. السيسي يستقبل وفد مجلس العموم.. الرئيس يبحث مع اللوردات تعزيز العلاقات في مختلف المجالات.. وأزمات الشرق الأوسط ومكافحة الإرهاب على مائدة الحوار

فيتو

يجرى الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الثلاثاء، بمقر رئاسة الجمهورية، في مصر الجديدة جلسة مباحثات مع وفد من أعضاء مجلس العموم البريطانى برئاسة جيرالد هاوارث رئيس مجموعة أصدقاء مصر بالبرلمان البريطانى.


ويضم الوفد كلا من اللورد ستون، واللورد ريسبى، واللورد دير، يرافقهم مؤسس المجموعة البريطانية من أصل مصرى سمير تكلا.

تعزيز العلاقات
ومن المقرر أن يتم بحث تعزيز العلاقات الثنائية بين مصر وبريطانيا وتأكيد الاهتمام الذي توليه مصر لتطوير علاقاتها الاستراتيجية بين البلدين وتعزيز مسيرة التعاون الممتدة بين البلدين بما يحقق مصالحهما المشتركة لا سيما في ضوء التحديات التي تشهدها المنطقة في الوقت الراهن وعلى رأسها تزايد خطر الإرهاب.

ومن المقرر أن يشهد اللقاء بحث تطورات الأوضاع في عدد من دول المنطقـة التي تشهد أزمات وتأكيد أهمية التوصل إلى حلول سياسية لتلك الأزمات تحفظ المؤسسات الوطنية للدول وتحول دون انهيارها وتصون مقدرات شعوبها بجانب أهمية مواصلة التنسيق المشترك لمحاربة الإرهاب والحد من انتشاره.

أصدقاء مصر
يذكر أنه في عام 2014 تم تدشين مجموعة أصدقاء مصر في البرلمان البريطانى وتعد تشكيل مجموعات الصداقة واحدة من الطرق لأعضاء مجلسى البرلمان البريطانى الذين انتخبوا بواسطة مجلس العموم ومن تم تعيينهم في مجلس اللوردات لتكوين ما يعرف بمجموعات التكتل البرلمانية للاهتمام بدول محددة وهذا يمكن الأعضاء من طرح المشكلات المتعلقة بتلك البلاد للنقاش في البرلمان والتأثير على سياسات الحكومة البريطانية.

وأُعيد تشكيل المجموعة البرلمانية لمصر في 17 يونيو 2015 بعد الانتخابات العامة في البلاد التي تمت في السابع من مايو الماضي وفاز بها حزب المحافظين وانتخب السير جيرالد هاورث من حزب المحافظين رئيسا للمجموعة، بينما تولى جون سبيلار وزير القوات المسلحة الأسبق عن حزب العمال منصب نائب رئيس المجموعة برئاسة السير جيرالد هاورث الوزير الأسبق بوزارة الدفاع وبعضوية 44 برلمانيًا من مختلف الأحزاب البريطانية من مجلسي العموم واللوردات.

وتضم قائمة نواب رئيس المجموعة كلا من اللورد مارلسفورد عن حزب المحافظين ورئيس لجنة العلاقات الخارجية الأسبق مايكل جيبس واللورد ديفيد ألتون وعضو مجلس العموم عن الحزب الديموقراطي الوحدوي في أيرلندا الشمالية جيفري دونالدسون ووزير العمل الأسبق عن حزب العمال ستيفن تيمز فيما يستمر سمير تكلا في موقعه كأمين عام المجموعة البرلمانية ومستشارها.

العلاقات المصرية البريطانية
تتمتع العلاقات المصرية البريطانية التي ترجع إلى أكثر من مائة عام بالتقارب في وجهات النظر على الصعيد السياسي تجاه العديد من قضايا السياسة الإقليمية والدولية التي تحظى باهتمام مشترك ويأتي على رأسها التسوية الشاملة والعادلة للقضية الفلسطينية.

وعلى المستوى الاقتصادي تعد بريطانيا أكبر مستثمر أجنبى في مصر كما لعبت بريطانيا دورًا إيجابيًا في دعم المطالب المصرية خلال المفاوضات مع الاتحاد الأوروبي حول إبرام اتفاقية المشاركة المصرية – الأوروبية، كما أن العلاقات الثقافية والتعليمية دوما متميزة خاصة مع إنشاء الجامعة البريطانية في القاهرة في سبتمبر 2005، حيث قام بافتتاحها رسميًا الأمير تشارلز ولي العهد البريطاني في مارس 2006.

ثورة 30 يونيو
و مع ثورة 30 يونيو فبالرغم من سوء الفهم البريطانى لتفاصيل الأحداث في مصر وتحفظ بريطانيا على التغيرات السياسية التي وقعت في مصر بعد 30 يونيو و3 يوليو إلا أن العلاقات المصرية البريطانية لم تتضرر كثيرا. 

وأكدت تصريحات جميع المسئولين البريطانيين على أهمية عدم تضرر العلاقات بين البلدين، إلى أن بدأت الحقائق تتضح شيئا فشيئا وبخاصة بعد أن اتضحت معالم وحقائق الحرب ضد الإرهاب في منطقة الشرق الأوسط كما رأت وزارة الخارجية البريطانية أن عودة مصر إلى الديمقراطية بمثابة لحظة تاريخية تجعل منها نموذجا لكل دول المنطقة لكن باب الحوار بين الدولتين لا يمكن غلقه حتى يتمكن الطرفان من توضيح أي سوء فهم.

وربما كانت من النقاط المفصلية في تطور الموقف البريطانى تجاه الأحداث في مصر ما أثير في بريطانيا نفسها بشأن قضية التطرف ثم ظهور بريطانيين تم تجنيدهم ضمن تنظيم داعش الإرهابي وكذلك ما توصلت إليه لجنة التحقيق البريطانية في أنشطة جماعة الإخوان داخل بريطانيا، حيث ساعدت هذه التطورات في تبصير الجانب البريطانى أكثر بحقيقة ودقة الموقف المصري وبخاصة مع إطلاق الرئيس السيسي دعوته لتجديد الخطاب الديني والذي أعقبته جهود وتشريعات بريطانية جادة لمحاربة التطرف على أراضيها.

مكافحة الإرهاب
ولذلك خرجت تصريحات من مصادر بالحكومة البريطانية تفيد بأنه بعد أن أصبح الرئيس السيسي شريكا مهما في مجال مكافحة الإرهاب فإنه لم يعد هناك مجال إلا لتوثيق العلاقات بين البلدين واستمرار التعاون بينهما، وذكرت هذه المصادر أيضا أن تاريخ بريطانيا يشهد دائما سلسلة كبيرة من المصالح المشتركة مع مصر وأكدت أنها ستقدم دائما يد المساعدة مع سعى مصر الدائم لإعادة بناء نفسها لتؤكد مكانتها ودورها الرائد في المنطقة.

ويقول المسئولون البريطانيون إن دعوة رئيس الوزراء البريطانى ديفيد كاميرون للرئيس السيسي لزيارة بريطانيا تؤكد بشكل قاطع أن دول العالم تجاوزت مرحلة حكم "الإخوان" وتداعياتها وأنها تتعامل مع مصر الآن كشريك مهم وفعال.

لقاءات متبادلة
في الحادى عشر من يونيو 2014 استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي كيم داروك مستشار رئيس الوزراء البريطانى للأمن القومي الذي زار مصر حاملا رسالة خطية من رئيس الوزراء البريطانى السابق ديفيد كاميرون للرئيس السيسي. 

قدم داروك التهانى لمصر على التنظيم المتميز للانتخابات وللرئيس على فوزه فيها، كما سلم الرئيس رسالة خطية من رئيس الوزراء البريطاني، منوها إلى إدراك بلاده لحجم وطبيعة التحديات التي تواجهها مصر سواء على الصعيد الاقتصادي أو على صعيد مكافحة الإرهاب والتطرف ومعربا عن موقف بلاده الداعم للموقف المصرى في أية مفاوضات مع صندوق النقد الدولي، فضلا عن تطلعهم لاستمرار المملكة المتحدة على موقعها المتقدم ارتباطا بالاستثمارات الأجنبية في مصر والتي تضطلع فيها شركات الطاقة البريطانية بمرتبة متميزة واستعدادهم لتدريب ضباط الشرطة المصريين في مجال حقوق الإنسان.

وزير خارجية بريطانيا
في الخامس والعشرين من يوليو 2014 استقبل الرئيس السيسي فيليب هاموند وزير خارجية المملكة المتحدة لمصر، حيث بحثا تطورات الأوضاع في قطاع غزة ومساعي مصر لإنجاح مبادرة وقف إطلاق النار في الاراضي المحتلة هو حقن الدماء الفلسطينية ورعاية مصالح هذا الشعب ودرء المخاطر التي يتعرض لها الأبرياء في قطاع غزة.


كيم داروك
في السابع عشر من يونيو 2015 استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي السير كيم داروك مستشار رئيس الوزراء البريطاني لشئون الأمن القومي خلال زيارته لمصر، وبحث الجانبان تطورات العلاقات الثنائية بين مصر وبريطانيا وسبل دعهما وتطويرها كما تطرقا إلى تطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط وانعكاسات ذلك على الأمن الأوروبي.

"بريتش جاز"
في العاشر من أغسطس 2015 التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي مع هيلج لوند الرئيس التنفيذي لمجموعة الغاز البريطانية "بريتش جاز"، حيث أشاد السيسي بالتعاون القائم بين الشركة وبين وزارة البترول المصرية ومثنيا على نشاطها وحجم أعمالها في مصر في مجال البحث والتنقيب عن الغاز.

في التاسع من سبتمبر 2015 التقى وزير الخارجية سامح شكري بفيليب هاموند وزير خارجية بريطانيا خلال زيارته لإنجلترا. وتناول اللقاء سبل تعزيز العلاقات الثنائية والتطورات في سوريا وليبيا والعراق واليمن فضلًا عن التنسيق في مجال مكافحة الإرهاب. 

كما التقى وزير الخارجية مع عدد من المسئولين البريطانيين ناقش معهم العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

زيارة بريطانيا
في الرابع من نوفمبر 2015 قام الرئيس عبد الفتاح السيسي بزيارة لإنجلترا التقى به رئيس الوزراء البريطاني السابق ديفيد كاميرون بمقر رئاسة الوزراء في داوننج ستريت.

بحث الجانبان سبل تدعيم العلاقات في كافة المجالات والاستثمارات البريطانية في مصر والتبادل التجاري إلى جانب التعاون في مكافحة الإرهاب والتطرف إضافة إلى عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك ومن بينها القضية الفلسطينية والتطورات في سوريا وليبيا.

وفد البرلمان البريطانى
في السابع عشر من يناير 2016 قام وفد من البرلمان البريطانى برئاسة السير ألان دنكان رئيس مجلس حزب المحافظين لشئون الشرق الأوسط بزيارة لمصر استقبل الوفد المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء. 

تم خلال اللقاء تناول الرد على عدد من استفسارات الوفد البريطانى حول الفرص والمشروعات الاستثمارية التي تقوم بها الحكومة والمزايا التي يتم منحها للمستثمرين وما يرتبط بها من إجراءات تتعلق بالسياسات المالية والاقتصادية.

في الثالث من فبراير 2016 قام سامح شكرى وزير الخارجية بزيارة لإنجلترا لرئاسة وفد مصر في مؤتمر المانحين لسوريا والمنعقد تحت رعاية كل من المملكة المتحدة وألمانيا والنرويج والكويت والأمم المتحدة.
الجريدة الرسمية