رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو.. لماذا يلجأ قادة الانقلابات العسكرية إلى التليفزيون الرسمي للدولة.. دلالة السيطرة على مقاليد الحكم.. التحكم في كافة البيانات الرسمية..إعلان بسقوط النظام..والقنوات الخاصة تعبر عن فئات معينة

فيتو

كيف تصنع انقلابًا عسكريًا؟، أو الخطوات بالطبع هي الاستيلاء على التليفزيون الرسمي للدولة وإعلان بيان بوجود تحرك للجيش، هذا الكتالوج سار عليه قادة الانقلابات العسكري خلال القرن الماضي واستمر حتى الآن.


ورغم أن اللجوء إلى التليفزيون الرسمي للدولة في الماضي كان أمرا مقبولًا لعدم وجود قنوات فضائية أو مواقع تواصل اجتماعي وبالتالي يصبح هو وسيلة الإعلام الأسرع، إلا أن استمرار الأمر حتى في ظل هيمنة الفضائيات وتراجع مشاهدي التليفزيون الرسمي لأي دولة هو ما أثار الجدل.

الانقلاب العسكري في تركيا

وكان آخر من لجأوا إلى التليفزيون الرسمي هم قادة الانقلاب العسكري الفاشل في تركيا، فبدأوا تحركهم بالاستيلاء على التليفزيون الرسمي التركي الـ«TRT»، وإجبار إحدى المذيعات على إذاعة بيان تولي الجيش مقاليد الحكم في تركيا.

وكشفت إحدى المذيعات التي أعلنت قيام الانقلاب بعد فشله، أن مدبري هذا الأمر احتجزوا العاملين في التليفزيون التركي وأجبروها على تلاوة بيان السيطرة على الحكم.

مالي

الأمر ذاته تكرر في مالي عام 2012، عندما حدث انقلاب على الحكومة واختطاف الرئيس المالي «أمادو توماني توريه»، حيث كانت الخطوة الأولى للجيش المالي هي محاصرة القصر الرئاسي، والسيطرة على مبنى الإذاعة والتليفزيون، ليقوم الجيش بإيقاف البث تمامًا.

موريتانيا

وفي عام 2008 شهدت موريتانيا انقلابًا من قبل الجيش على الرئيس سيدي محمد ولد الشيخ عبدالله ليعلن الجيش الموريتاني أن قادة المؤسسة العسكرية اعتقلوا الرئيس ورئيس الوزراء يحيى ولد أحمد الواقف بالإضافة إلى وزير الداخلية.

وقد توقف العمل في أجهزة الدولة، حيث سيطر الجيش على القصر الرئاسي والإذاعة والتليفزيون والوكالة الموريتانية للأنباء.

مصر 

وكان أشهر تلك الحوادث ما حدث في مصر عام 1952 عندما انقلب تنظيم الضباط الأحرار على الملك فاروق في 23 يوليو 1952.

وأذاع بيان انقلاب يوليو وقتها اللواء محمد نجيب قبل أن يعاد بصوت أنور السادات، والذي أعلن فيه عن مطالب الضباط الأحرار.


صوت الدولة

وتحليلًا للأمر، قال الدكتور عادل عبد الغفار المستشار والخبير إعلامي، إن حرص الحركات الانقلابية دائمًا على السيطرة على مبنى التليفزيون الرسمي للدولة بدلا من استهداف القنوات الخاصة، يرجع إلى ما يمثله التليفزيون الرسمي كرمز لصوت الدولة.


وأكد «عبدالغفار» على ارتباط سيادة الدولة بالتليفزيون الرسمي، مشيرًا إلى أن من يحكم سيطرته على التليفزيون الرسمي، يسيطر على صوت الدولة وبياناتها الرسمية.

أما بالنسبة لقنوات التليفزيون الخاصة، قال عبدالغفار إنها لا تمثل الأهمية ذاتها التي يمثلها التليفزيون الرسمي، فهي تعبر عن فئات معينة من الدولة.


دلالة رمزية

فيما قال الدكتور حسن عماد مكاوي، العميد الأسبق لكلية الإعلام بجامعة القاهرة، ووكيل المجلس الأعلى للصحافة، إن استيلاء الحركات الانقلابية على الإعلام الرسمي للدولة له دلالة رمزية أكثر منها كدلالة فعلية.

وتابع مكاوي: لا يخفى على أحد أنه في الغالب يكون الإعلام الخاص أقوى من الإعلام الرسمي في استقطاب الجمهور والتأثير، إلا أن السيطرة عليه تعد سيطرة على الدولة وعلى صوتها، الأمر الذي يوحي بسقوط النظام القديم ويعطي شرعية للجديد.
الجريدة الرسمية