رئيس التحرير
عصام كامل

السنة والشيعة ينقلبون على «حماس».. السعوديون يتهمونها بإثارة الفتنة في العالم العربي.. الإيرانيون: تركض وراء التفاوض مع إسرائيل عبر تركيا.. و«الحركة» حائرة بين «الرياض وطهران&

حركة حماس
حركة "حماس"

عندما حاولت "حماس" تضميد جراحها لتتعافي من الأزمات الاقتصادية المتلاحقة، وجدت نفسها أمام مواجهة شرسة مع السعودية بعدما تصدر هاشتاج "حماس الرافضية تسيء للسعودية" قائمة الهاشتاجات الأكثر تداولا في المملكة، مثيرا نقاشا حادا حول علاقة حماس بإيران وإخلاصها للرياض.


هجوم عنيف
وسلطت وسائل الإعلام الإسرائيلية الضوء على الهجوم العنيف الذي شنه سعوديون على حركة حماس في الساعات الأخيرة على شبكة التواصل الاجتماعي "تويتر"، في أعقاب تصريحات الحركة التي عبرت فيها عن رفضها لتصريحات رئيس مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، الأمير تركي الفيصل، والتي قال فيها إن حماس تتلقى السلاح من إيران مقابل إثارة الفتن في البلاد العربية.

حماس وإسرائيل
حماس التي تجري من خلف الكواليس محادثات مع إسرائيل لتحسين العلاقات بينهما في ضوء اتفاق التطبيع التركي الذي وقعته أنقرة مع إسرائيل لتغلق باب حرب جديدة مع تل أبيب لكي تتعافي اقتصاديًا وتغلق هذا الباب، يفتح في وجهها أبواب أخرى ربما لن تستطع غلقها وخاصة أنها تجد نفسها في مواجهة مع السعودية أكبر ممول للحركة في غزة.

وقالت حماس في بيان لها على الهجوم السعودي، إنها ترفض هذه "الافتراءات التي لا أساس لها من الصحة، مشددة على أنها مجافية للحقيقة والواقع".

وأضافت "إن القاصي والداني يعلم أن حماس حركة فلسطينية مقاوِمة، وذات أجندة فلسطينية خالصة لصالح شعبها وقضيتها وقدسها وأقصاها، وتتبنى الفكر الإسلامي الوسطي، ومنفتحة على جميع مكونات شعبها وأمتها والعالم".

الإساءة للسعودية
وتداول السعوديون هاشتاج "حماس الرافضية تسيء للسعودية"، فيما تداول سعوديون آخرون يناصرون جماعة الإخوان وحماس، بالإضافة إلى أشخاص من جنسيات عربية، هاشتاج آخر بعنوان "حماس منا ونحن منها".

وانتشرت عشرات الآلاف من التغريدات على الهاشتاجين، بالإضافة إلى هاشتاجات أخرى فرعية، منبثقة من تلك الهاشتاجات الرئيسية.

توتر العلاقات
يأتي هذا التوتر في العلاقات مع المملكة بعد أن خطت حماس خطوة أولى نحو تحسين علاقتها مع المملكة العربية السعودية، بعد محاولاتها المتعددة لإعادة الدفء للعلاقات عقب انقطاع دام لسنوات حينما اعتبرت السعودية أن حماس نكثت باتفاق مكة.

وركضت حماس وراء السعودية في ظل التطورات الإقليمية المتسارعة بُعيد توقيع الاتفاق النووي بين إيران والغرب، وتصاعد حدة الصراع الطائفي ورغبتها في السير في ركاب التحالف السني الذي تقوده السعودية، لكن حماس متخبطة بين هنا وهناك لا تعرف إلا لغة المصلحة فتارة تقترب من إيران وتارة أخرى تميل نحو السعودية لتكشف في النهاية أن البساط ينسحب من تحت قدميها ويتضح لها أنها لا طالت هذا ولا ذاك.

وحماس تحتاج السعودية رسميا وشعبيا، والعلاقات معها تكسر العزلة العربية الرسمية على الحركة بعد إعلان الحرب على فصائل الإسلام السياسي وخاصة جماعة الإخوان. لكن التصعيد الأخير يشي بتدهور كبير في العلاقات بين الجانبين.

أزمة مع إيران
اللافت أن مصادر فلسطينية مطلعة لـ"الشرق الأوسط" اللندنية، قالت إن حركة حماس تعمدت الرد على الحرس الثوري الإيراني بلهجة حازمة بعد الاتفاق بين الداخل والخارج، بما في ذلك التيار الذي يميل إلى استعادة العلاقة مع طهران على أكمل وجه.

وبحسب المصادر، فإن مشاورات بين قيادة الداخل والخارج في حماس، أفضت إلى ضرورة الرد على الحرس الثوري الإيراني، بهدف إيصال رسائل متعددة، من بينها أن الحركة ليست في جيب أحد، وأن ذلك لن يكون ضمن أي اتفاقات مستقبلية، وأنها لا تقبل أي مزايدة عليها في المسألة النضالية.

وكانت حماس أصدرت بيانًا رسميًا، استنكرت فيه التصريحات الصادرة عن مستشار الحرس الثوري الإيراني العميد خسرو عروج، الذي اتهم فيها حماس بالسعي وراء التفاوض مع الاحتلال عبر تركيا. وقالت الحركة، إن ما جاء على لسان المسئول الإيراني، هو افتراءات باطلة ولا أساس له من الصحة». وأضافت في لهجة حادة: «نذكر القاصي والداني، ومنه الحرس الثوري الإيراني، أن سياسة حماس الرسمية والفعلية هي عدم التفاوض مع العدو». وأضافت الحركة، أنها «ستظل رأس حربة المقاومة في فلسطين حتى التحرير، والعودة بإذن الله».

بيان حماس
وجاء البيان الحمساوي بعد ساعات فقط من تصريحات للعروج، اتهم فيها حماس بالسعي إلى توقيع معاهدات مع إسرائيل عبر تركيا، قائلا: «هذا كلام آخر وتفكير مغاير لنهج الإمام الخميني الذي يرفض الجلوس مع الظالم على طاولة واحدة».

وترفع تصريحات العروج ورد حماس من مستوى التوتر بين الطرفين، على الرغم من محاولات رأب الصدع التي لم تتوقف منذ أعوام، وهذا يعني أن هناك أزمة حادة أيضًا بين التنظيم وطهران، وهو ما يجعل الحركة في حالة صراع داخلي بشأن أي كفة سترجح في النهاية إيران أم السعودية لأن حماس تريد التمويل والحليف وكل طرف يريد أن تكون الحركة موالية له فقط.
الجريدة الرسمية