رئيس التحرير
عصام كامل

«عصام شرف» خرج من التحرير ولم يعد إليه.. شهد أول قتيل بعد التنحي.. وكشوف العذرية وأحداث ماسبيرو أطاحت به

المهندس عصام شرف
المهندس عصام شرف

اختير كأول رئيس وزراء بعد تنحى الرئيس السابق، كان اسمه مجهولا للكثير من ثوار ميدان التحرير رغم أنه شغل لمدة عام منصب وزير النقل فى بدايات حكومة أحمد نظيف.. الدكتور "عصام شرف" رئيس الوزراء الأسبق، الذى شغل منصب وزير النقل والمواصلات فى أول حكومة شكلها الدكتور أحمد نظيف فى يوليو 2004 وأقيل منها فى ديسمبر 2005، وقيل: إن شرف أطيح به بعد أن رفض التدخل فى عمل لجنة تحقيق فى واقعة اصطدام إحدى عبارات ممدوح إسماعيل بناقلة بترول قبرصية فى أكتوبر 2005 رغم تدخل زكريا عزمى رئيس ديوان رئيس الجمهورية لصداقته برجل الأعمال.

شارك "شرف" فى اعتصامات ميدان التحرير أثناء ثورة 25 يناير، وبالتحديد فى فبراير 2011 بمظاهرات أساتذة الجامعات التي توجهت من جامعة القاهرة إلى ميدان التحرير سيرا على الأقدام، وكان شرف من أوائل الوزارء السابقين الذين دعموا الثورة من بدايتها.
أدى عصام شرف اليمين أمام الثوار بميدان التحرير يوم 4 مارس 2011 وسط مئات الآلآف من المتظاهرين وألقى كلمة قال خلالها: "أنا هنا بتكليف من المجلس الأعلى للقوات المسلحة... أستمد الإرادة والعزم من هنا فى ميدان التحرير"، إلا أن الأمور تطورت سريعا ولم تطأ قدمه الميدان مرة أخرى.
شهدت الفترة التى قضاها "شرف" فى الحكومة أحداثا وأزمات عديدة أولها فى 9 مارس حين تم فض اعتصام التحرير بالقوة، وصحبه اتهامات للجيش بفتح سلخانة تعذيب بالمتحف المصرى وإجراء كشوف عذرية على عدد من المتظاهرات، ثم سقط أول قتيل بعد تنحى مبارك فى مليونية 8 أبريل 2011، والتى عرفت بالتطهير والمحاكمة، ووقع خلالها عدد كبير من الإصابات وتداول النشطاء معلومات عن استقالة شرف إلا أنه نفاها.
وظهرت المطالبات القوية الداعية لإقالة شرف فى جمعة الحسم 8 يوليو 2011 باتهامه بضعف الأداء وعدم تحقيق مطالب الثورة، وفى ذكرى 23 يوليو خرجت مسيرات سلمية لعدد من الشباب من ميدان التحرير باتجاه وزارة الدفاع إلا أن قوات الجيش حالت دون تقدم المتظاهرين صوب الوزارة ووقعت اشتباكات عنيفة بين المتظاهرين ومجهولين قيل إنهم "أهالي العباسية" وأسفرت الاشتباكات عن سقوط 309 مصاب وفق احصائيات وزارة الصحة.
وجاءت جمعة تصحيح المسار فى 9 سبتمبر للمطالبة بإلغاء المحاكمات العسكرية التى استخدمها المجلس العسكرى كورقة ضغط لقمع النشطاء، وبعد انتهاء فعاليات اليوم اتجه المتظاهرون إلى مقر السفارة الإسرائيلية، ووقعت اشتباكات دموية بين الأمن والمتظاهرين الذين حاولوا اقتحام السفارة أسفرت عن وقوع 3 وفيات ومئات المصابين، ثم أحداث ماسبيرو حيث وقع 24 شهيدا نتيجة اشتباكات المتظاهرين وقوات الجيش فى مظاهرة تم تنظيمها احتجاجا على هدم أحد الكنائس بأسوان.
انتقد النشطاء والمتظاهرون الأداء الضعيف لحكومة "شرف" فى كثير من الأزمات التى مرت على الثورة المصرية فى عامها الأول، وجاءت أحداث محمد محمود لتضع نهايه لعمر تلك الحكومة حين تم فض اعتصام مصابى الثورة بميدان التحرير بالقوة، واندلعت معه أكبر موجه احتجاجات منذ رحيل مبارك، شهدت مواجهات دموية بين المتظاهرين والأمن أسفرت عن سقوط أكثر من 38 شهيدا وآلاف المصابين، بعد أن استخدمت قوات الأمن الرصاص الحى والمطاطى والخرطوش، وانتهت الأحداث بإعلان المجلس العسكرى إقالة وزارة شرف وتشكيل حكومة إنقاذ وطنى برئاسة الدكتور كمال الجنزورى.
الجريدة الرسمية