رئيس التحرير
عصام كامل

إسرائيل تهرب من أمريكا إلى تحالف الكتلة الشرقية.. مناروات لجيش الاحتلال مع روسيا في المتوسط.. تفاهمات بين البلدين.. وأستاذ علوم سياسية: موسكو تقدم بوادر حسن نية لتل أبيب لضمان مصالحها في المنطقة

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

مع تعاظم الدور الروسي في المنطقة وتوطيد موسكو علاقاتها العسكرية مع القاهرة أصبح رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو يلهث وراء الدب الروسي بشكل مبالغ فيه، حتى أنه زار روسيا أربع مرات في غضون بضعة أشهر.


وعقب الزيارة الأخيرة التي أجريت قبل أيام كشف الموقع الاستخباراتي الصهيوني "ديبكا" نقلًا عن مصدر عسكري استخباري أن مناورات عسكرية روسية إسرائيلية مشتركة من المقرر أن تجري في المتوسط قريبًا.

وأشار إلى أن نتنياهو اتفق خلال لقائه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في السابع من الشهر الجاري بموسكو على توسيع العلاقات العسكرية بين الجانبين.

ويشير المصدر إلى أن هذا القرار يعتبر بمثابة قرار تاريخي، والذي يعني وقف اعتماد إسرائيل بصورة مطلقة على الولايات المتحدة الأمريكية فيما يخص الدعم العسكري.

وتفيد مصادر الموقع أن بوتين ونتنياهو قررا إجراء مناورة عسكرية مشتركة في البحر الأبيض المتوسط خلال الصيف القادم لسلاحي البحرية، والجو الإسرائيلي والروسي كمرحلة أولى في إطار هذا التعاون العسكري.

الأولى تاريخيًا
وتعتبر هذه المناورات الأولى في التاريخ العسكري في الشرق الأوسط التي تنطلق فيها طائرات روسية من دولة عربية وهي سوريا من قاعدة حميميم بالقرب من اللاذقية وسفن حربية روسية ستبحر من قواعدها في طرطوس واللاذقية للمشاركة في مناورة مع طائرات حربية إسرائيلية وسفن حربية تابعة لسلاح البحرية الإسرائيلي والتي ستنطلق من قواعدها في حيفا وأسدود.

ويوضح الموقع أن بوتين ونتنياهو قررا كخطوة أولى تحضيرا للمناورة المشتركة توسيع جهاز التنسيق العسكري الروسي الإسرائيلي في أجواء سوريا.

إسرائيل باتت على يقين أن الثقل الروسي في المنطقة أصبح واقعًا لا شك فيه وينبغي التكيف معه وأنها أصبحت بديلًا لأمريكا بالمنطقة وحفاظًا على المصالح الأمنية الإسرائيلية تهرول تل أبيب وراء موسكو.

من بين الأهداف الخفية لإسرائيل لتعزيز التعاون مع روسيا هو تقليص الوجود العسكري الإيراني في سوريا وهو الوجود الذي تعتبره تل أبيب يشكل تهديدًا بالنسبة لها.

واعتبرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن زيارة نتنياهو الأخيرة إلى موسكو مؤشر على حميمية علاقات الدولتين بصورة تفوق الإجراءات البروتوكولية المتعارف عليها.

مفتاح الشرق
وأوضحت صحيفة "معاريف" العبرية أن حجم الحفاوة الروسية بزيارة الوفد الإسرائيلي الرسمي ظهرت في طبيعة الرسائل التي أرسلها الكرملين إلى وسائل الإعلام المحلية من أجل تغطية الزيارة، إذ جاء في الرسائل أن إسرائيل شريك مفتاح لروسيا في منطقة الشرق الأوسط، وأن هناك حوارا يجرى على مستويات عالية بين الجانبين في أجواء من الثقة المتبادلة.

وحول تداعيات المناورات التي تعتزم روسيا وإسرائيل القيام بها فوق المتوسط يري الدكتور حازم حسنى، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أنها ليست تداعيات بقدر ما هي رؤية الهدف منها أن تحافظ روسيا على مصالحها في سوريا، ولا تجد مقاومة من جانب إسرائيل، وبالتالي من جانب أمريكا، لذا ستقدم روسيا ضمانات لإسرائيل أن سوريا جبهة محايدة، ولن تشكل تهديدًا على تل أبيب في المنطقة، وبالتالي ربما يمتثل حزب الله لذلك.

واعتبر أن ميل إسرائيل تجاه روسيا في الفترة الأخيرة يعود إلى أن موسكو أصبحت أكثر نشاطا من أمريكا التي يتراجع دورها في الشرق الأوسط شرق آسيا لصالح مناطق أخرى أكثر أهمية، وروسيا تملأ الفراغ الأمريكي في منطقة الشرق الأوسط، وإسرائيل ترتب أوراقها بما يضمن مشروعها.

وتابع أستاذ العلوم السياسية قائلًا إن المناورات تأتي في ضوء التفاهم بين الطيران والبحرية الروسية والإسرائيلية بحيث لا يحدث أي سوء تفاهم أثناء العمليات الروسية وكل منهما يعرف خططه حتى لا يحدث اشتباك، مضيفًا أن المناورة ليست موجهة بشكل مباشر للمنطقة وإنما روسيا تؤمن مضالحها، وهذا يتطلب منها تقديم بوادر حسن نية تجاه إسرائيل.
الجريدة الرسمية